اتحاد قوى التقدم : بطانة النظم الفاسدة…. وخفافيش الظلام…َ

بسم الله الرحمن الرحيم ـ
السادة والسيدات رؤساء التحرير في المواقع الاكترونية المستقلة، الرجاء نشر المقال المصاحب لهذا الطلب في ركن المقالات والسجالات، ردا على العديد من المقالات التي نشرتموها والتي تهجم أصحابها (الكادحون) على كل شيئ جميل في بلادنا وهاجموا حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بطريقة فجة وغير لائقة.
وشكرا على إتاحة الفرصة للرأي والرأي الآخر.
عنوان المقال هو:

اتحاد قوى التقدم: بطانة النظم
الفاسدة…. وخفافيش الظلام…َ!

  • شيء يشبه نقيق الضفادع، أو هو إلى فحيح الأفاعي أقرب.. ذلك الهذيان الذي تنفثه فلول وبقايا الشيوعيين الموريتانيين، ممثلة في اتحاد قوى التقدم، كلما ازدادت قناعتها بانكشاف سوأتها، وبأن محابر الفكر الماركسي قد جفت إلى الأبد، وأن إمبراطوريته التي أرهبت العالم على مدى نصف قرن من الزمن قد تهاوت قلاعها، فلا قيامة لها بعد الانهيار؛ وأن الأسد الضاري الذي تمثلته ذات يوم، قد كشف عن نمر من ورق، وأن شرنقة المجد التاريخي الزائف التي نسجتها حول طوطم”الكادحين” قد فقدت بريقها الكاذب، وحلت محله تجاعيد الشيخوخة الفكرية التي لا تجدي معها المساحيق المضللة للتجميل السياسي.
  • آخر ذلك الفحيح الآتي من جحور فلول الكادحين، والذي تسلل إلى صفحات الكترونية عدة، هو من نفث كاتب مغمور، نعت نفسه بـأنه الدكتور السالك ولد الشيخ، ثم امتلأ فخرا وزهوا وهو يعلن بكثير من التدليس، ومع إخفاء ثلاثة أر باع الحقيقة، أنه بكل بجاحة مناضل في”اتحاد قوى التقدم”؛ ولو ابتغى الكاتب الصراحة لقال لقرائه إنه عضو في الحزب الشيوعي الموريتاني البائس، وإنه جاء متأخرا، ولكنه ماض على سنة من أدرك من «مشايخ» الكادحين، أولئك الذين لا أمل يعلقه الشعب الموريتاني عليهم، فلا حلم بعد سفاه الشيخ، كما يقول الشاعر الحكيم:
  • وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده وإن الفتى بعد السفاهة يحلم
  • فليس من الإنصاف-إذن- أن نلوم أكابر الكادحين، فهم ليسوا استثناء من مكابرة المعمرين وفطرة الأشياء وطبيعتها، فقد ألِف «مشايخ» الكادحين- منذ الفتوة الأولى- أن يعايشوا عن قرب- كل النظم السياسية التي حكمت البلاد، فمن الكادحين بطانة سوء ظاهرة للعيان، للدكتاتوريات المتعاقبة على هرم السلطة، تأمرها بالمنكر وتعينها عليه؛ وتنهاها عن المعروف وتصدها عنه؛ وتحارب بها المجتمع في دينه، وأرزاقه، وقيمه، وأخلاقه، وأعرافه النبيلة؛ وتبغي بها الفساد في الأرض من دون رقيب أو حسيب.
  • وكان هناك على الدوام من شيوخ الكادحين- إلى جانب بطانة السوء الظاهرة- عملاء الدكتاتورية وحراسها في الخفاء.. خفافيش يقبعون في الظلام والمواقع الخلفية، يتظاهرون بالمعارضة خلافا لما يبطنون، يراقبون المجتمع من الداخل، يندسون في كل أذرع العمل السياسي والاجتماعي، فيذكون فيها روح التنازع والفشل، ويحبطون مشاريعها ومساعيها الوطنية، ويفتون في عضدها، ويمتصون دماءها، ويلفقون لها الوشايات والتهم الكاذبة، ثم يأكلون ثمن كل ذلك سحتا من أيدي مستعمليهم، عطاء ممن لا يملك لمن لا يستحق؛ وهكذا ظلت الدولة والمجتمع دُولة بين الكادحين؛ طيلة خمسة عقود كاملة من السنوات العجاف.. خمسة عقود طبعتها الإخفاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بفعل تحكم زمرة المارقين على الثوابت الدينية والمثل الأخلاقية والقيم الوطنية.
  • الشيوعيون أنفسهم يقرون بتلك الحقيقة التاريخية تماما، فهم في وثائقهم ومقالاتهم ومؤتمراتهم وتصريحاتهم الصحفية، لا يتركون أية فرصة تمر، دون أن يذكروا المجتمع بأنهم ـ والحق يقولون هذه المرة بدعا من باقي أقوالهم ـ بأنهم أقدم تيار أيديولوجي سياسي في البلاد، وأنهم عاصروا النشأة الأولى، وعايشوا مختلف النظم؛ لكنهم في مقابل ذلك لا يستحيون من أن ما يتبجحون به، إنما يعني في الحقيقة، ليس بالتلازم المنطقي فحسب، وإنما بشهادة التاريخ نفسه، أنهم-من جهة- كانوا شركاء في المسؤولية عما اقترفته تلك النظم بتدبير وتخطيط منهم من آثام في حق المجتمع، وأنهم، من جهة أخرى، قد سجلوا فشلا ذريعا، على مدى نصف قرن من الزمن، في كسب ود الشعب الموريتاني واستمالته، لأن هذا الشعب- ببساطة- كان حاضرا عند نشأتهم، شاهدا على تحولاتهم، وهو ما يزال يحفظ تراثهم وأدبيات أسلافهم ومسلكياتهم التي تتعارض في أغلبها مع الملة البيضاء – شعرا ونثرا- وهو يدرك، فضلا عن ذلك، أنهم كانوا شركاء في كل أعمال الفساد عبر السنين الخوالي، وأنهم الذين أقصوا مبادئ وقيم المجتمع، وأرسوا مكانها قيم الاستلاب والميوعة والنهب والاختلاس والاحتيال والثراء بلا سبب.
  • لقد ظن الكادحون يوما- لفرط ما بذلوا من جهد لمسخ قيم المجتمع وتحييد أبنائه البررة المخلصين- أن أرحام هذه الأمة العظيمة قد عقمت عن أن تلد من يخلصها من صولة الاستلاب الحضاري والارتهان للفكرالفج الوافد من وراء تلال روسيا البيضاء؛ لكن الرياح جرت بما لا يلائم سفن قراصنة الفكر الأحمر، فكان لا بد من خوض صراع وجود بين الذات الموريتانية بما تعنيه من دين وثقافة وأصالة وتاريخ وحضارة، وبين النموذج الوافد الذي روجوا له على مر العقود الخمسة المنصرمة، وقد ذهب الزبد جفاء، ومكث ما ينفع الناس في الأرض؛ وهكذا انسلخت ربيبة الأنظمة الشيوعية البائدة من نفسها، فتدثرت في غفلة من الزمن بعباءة مزورة من قيم الديمقراطية والحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ودخلت المعترك السياسي بقناع جديد.
  • والواقع أن الحيلة انطلت- في البداية للأسف الشديد- على العديد من الفرقاء السياسيين، سلطة ومعارضة، فدخل “الخمير الحمر” الموريتانيون في تحالفات ومنسقيات وكتل سياسية عديدة، لكن عهد الإصلاح الوطني وإعادة تأسيس الدولة، الذي بزغ فجره في السادس من أغسطس 2008، بمبادرة وطنية شجاعة من رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز، قد وجه – من أول يوم- صفعة مؤلمة لهذا النتوء السرطاني المسمى بالكادحين، ثم أردفها بأخرى عند استعادة ألق الحياة الدستورية واكتمال مؤسساتها، مع إعلان نتائج اقتراع 18 يوليو 2009، ومع تلك الصفعة التاريخية المؤلمة افتقد الكادحون ألق أسطورة أنهم يمثلون التيار السياسي الأقوى شكيمة، بفعل المقارعاة المزعومة للأنظمة البائدة، تلك التي افتضح أمرها فسقطت كل أوراق التوت عن ألاعيبهم الظلامية، لتبدو على حقيقتها عراجين قديمة بين أقدامهم.
  • ولقد طفق الكادحون- كعادتهم القديمة الجديدة- يحيكون المؤامرات ذاتها، في ناديهم الضيق الذي انتحل صفة الحزب السياسي التقدمي، حيث تغيرت آليات ووسائل اللعبة، واستمر سوء الطوية تجاه الوطن والدين والحضارة والثوابت والقيم الموريتانية؛ وتلك هي”أسطورة” قوى التقدم، التي طالعتنا أبواقها مؤخرا بتساؤلات فجة، لكنها مثيرة للشفقة على كاتبها ومن يقفون خلفه، حيث يسألنا المسكين أين كنا في الاتحاد من أجل الجمهورية، عند ما كان الكادحون يسطرون ذلك التاريخ الأسود؛ والكاتب بلا شك يعلم أننا كنا في كل بيت موريتاني، ننشر مصل المناعة الفكرية والحضارية، ضد سموم الانحرافات العقدية والثقافية والاجتماعية، التي تذروها رياح التغيير البناء اليوم وغدا إن شاء الله في وجوه “سلف الكادحين”، بعد نصف قرن من ” النضال” الموهوم!! وما هي إلا ساعة القضاء المبرم على فكر الانحراف قد أزفت، وإنها لنهاية محققة لذلك النشاز الذي دخل المدينة ذات مرة على أكتاف المرجفين، في حين غفلة من أهلها، ثم تصدت له الأيادي البيضاء لتكشف حقيقة كونه مجرد مسخ، رأسه ورجلاه من رماد الشيوعية المندثرة….!
  • الدكتور محمد البشير ولد محمذن
  • مناضل في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى