شاطئ… حزب الهياكل وترويض الصحافة
مثلما هي العادة في استغلاله “الفاضح” لموارد وإمكانيات الدولة، استغل حزب “الاتحاد من أجل الجمهورية” الحاكم، “حق الرد” وبـ”أسو استغلال” ممكن ليهجم على الصحافة الموريتانية المستقلة، كيلا للشتائم والاتهامات بالتخابر للعدو، والثراء الفاحش، ومحاولة تشويه صورة الحزب الناصعة، وغير ذلك من “اتهامات” ظاهرها كباطنها معلوم.
خصص الحزب في بيانه بالذكر اسم الزميلتين “وكالة الأخبار المستقلة” و”أخبار نواكشوط”، لكن كعادته “دمج” الجميع في بيانه تماما على غرار تعامله مع “ناخبيه” الذين هم “الكل” بالنسبة له.
هنا، وفي هذه العجالة، لا يمكننا إلا أن نعلن تضاممنا الكامل وغير المشروط مع الزملاء المتهمين من طرف محكمة الحزب الحاكم، حيث تصدر الأحكام دون قضاة ودون شهود، وحتى دون قوانين.
فالهجوم هنا ليس مقصودا به هذا الموقع الإخباري من ذاك، وإنما المقصود هو حرية التعبير، وفاعلي إنارة الرأي العام الوطني، الغارق في ظلام الفقر والبؤس والجوع والمرض، أي الصورة الأخرى التي لا يبخل الحزب الحاكم في قلبها تحديا لقانون الطبيعة و”الألوان”.
على الحزب الحاكم أن يعي “أسباب” فشله في مواجهة “تألق” المعارضة وأدائها السياسي والإعلامي، ومهرجانها “الحاشد”، رغم قلة الإمكانيات، و”ضيق” ذات ال…”.
إن الرد على الخصوم السياسيين لا يكون بشتم الصحافة، وتخويفها، واتهامها ب”المتاجرة بالضمير”.. ترى من باع الضمير للغائب والحاضر والآتي، وباع “المصدر”.. وتاجر بكل “النحويات” و”المحويات”.
على “الحزب” أن لا يلقي اللوم على الصحفيين في فشل أدائه، و”هوانه” على المواطنين.
عليه أن يتحدث بلغة الربيع العربي لمواطنيه، ولا يسكت عن عجز الحكومة، ولا يفشل، ويا للمفارقات، في تسويق ما حققه النظام، حتى ولو كان شبرا واحدا من طرق في “بيداء المتاهات” هذه التي لا يسهل شيء على عبورها مثل ما تفعل البيانات الطافحة برائحة التخوين والتهويل والويل والثبور.
سيبقى الحزب الحاكم حزبا “هيكليا” ما لم يغير من أقواله وأفعاله، وينزل إلى ألئك المواطنين الذين وعدوا بجنات النعيم، وهم لا يريدون إلا الحق في العيش الكريم، وقليل من الهواء السياسي النظيف.
لا ينشغل المواطنون الموريتانيون بـ”حرب العصابات” التي تخوضها أجنحة الحزب الحاكم، والتي ستتجلى قريبا، وأنتم أعلم، في إجراءات لا يمكن إنكارها، لا يعنيهم ما يطبخ في كواليس الحزب الحاكم… يعنيهم من يوصل صوتهم ومعاناتهم، ويقترب منهم في المسافة النضالية، والحزب الحاكم الحالي لا يعيش على نفس الكوكب الذي يعيشون عليه.. فهو في وهمه الأفقي والعمودي ابتعد كثيرا عن هؤلاء المواطنين.
كيف يشوه الصحفيون الأحرار صورة كيان حزبي ولد مشوها أصلا..!
إن من المبكيات المضحكات هو حديث الحزب عن “الثراء الفاحش” ورمي الصحفيين بهذه التهمة التي “تقفز” لا شعوريا في ضمير رجال الحزب الحاكم، وتدور، وتتربع.. تماما كحركة دوائر الفقر ومثلثاته ومربعات في بلاد البرزخ السياسي.. لكن لهدف معاكس طبعا.
إن ذلك الهراء لن يخيف أحدا، ولن يجعل أقلام الصحفيين الأوفياء لهذا الوطن، تحبس قطرة واحدة من حبر الحقيقة.. حتى لو أخذ الحزب الحاكم كل جبروت الدنيا واستغله لصالح ذلك “الخطاب الخصيم”.
المختار السالم