“تواصل”… نظرتان من وراء ثقب الباب
بسم الله الرحمن الرحيم
يُعَدُّ حزب “تواصل” من أكثر الأحزاب الموريتانية إثارة للجدل والاهتمام. ورغم أن هذا الحزب حُظِيَّ منذ نشأته بكتابات كثيرة، إلا أن تلك الكتابات لم تستطع في مجملها أن تقدم للقراء صورة دقيقة عن حزب “تواصل”، ويعود ذلك لأن بعض تلك الكتابات كتبه تواصليون من داخل البيت التواصلي، فغفل بعضهم، و تغافل البعض الآخر، عن نقاط ضعف الحزب. أما بعضها الآخر فقد كتبه خصوم لتواصل، تعمدوا إهمال نقاط قوة الحزب، وركزوا في كتاباتهم على نقاط ضعفه، وضخموها كثيرا، لخلاف إيديولوجي، أو مزاجي حتى، فجاءت كتاباتهم غير منصفة على الإطلاق، وظلت بعيدة ـ كل البعد ـ عن الدقة و الموضوعية.
وبعيدا عن هؤلاء وأولئك فسأحاول في هذا المقال أن أكون موضوعيا ومحايدا قدر المستطاع، وأن أنظر من وراء ثقب الباب إلى داخل البيت التواصلي بعينين، ستركز إحداهما على نقاط قوة الحزب، بينما تركز الثانية على نقاط ضعفه، عسى أن تساعدني تلك النظرة المتوازنة (والتي لا أريد أن يتم تفسيرها أمنيا لأنها من وراء ثقب الباب) على تقديم حقيقة هذا الحزب إلى القراء الكرام، والذين طلب مني بعضهم، ومنذ مدة، أن أخصص مقالا لأداء حزب “تواصل”، وألح في طلبه ذلك، فكان هذا المقال.
- وجهان لحزب واحد:
إذا كان من نقاط قوة حزب “تواصل” هي أنه هو الحزب الموريتاني الوحيد الذي ظل متماسكا منذ تأسيسه، ولم يشهد هجرات من داخله، عكس غيره من الأحزاب، ولم تتأثر شعبيته بالأزمات والتقلبات السياسية التي عرفتها البلاد. إذا كانت تلك واحدة من نقاط قوة الحزب، فإن من نقاط ضعفه هي أنه لم يستطع حتى الآن أن يستقطب مناضلين بأعداد تذكر من خارج “شعبيته التلقائية” التي التحقت به مباشرة بعد الإعلان عن تأسيسه. وإذا ما أخذنا معيار القدرة على الاستقطاب والجذب كمعيار من معايير نجاح الأحزاب، فسنجد بأن حزب “الوئام” الذي تأسس حديثا، كان من حيث هذه الجزئية أكثر نجاحا من حزب “تواصل”.
وحزب “تواصل” ـ وهذه نقطة أخرى من نقاط قوته ـ هو الحزب الموريتاني الوحيد الذي يمتلك منظمات أهلية ناشطة، ومؤسسات إعلامية فاعلة، ولا مجال لمقارنته، في هذين المجالين، بغيره من الأحزاب الموريتانية. وإذا ما وُضِع الأداء الخيري و الإعلامي لكل الأحزاب الموريتانية في كفة، ووضع أداء حزب “تواصل” في كفة أخرى، لرجحت ـ بالتأكيد ـ كفة حزب “تواصل”. تلك حقيقة لا يمكن إنكارها، ولكن ذلك لا يعني ـ بأي حال من الأحوال ـ بأن قادة “تواصل” قد تمكنوا من استغلال كل الفرص المتاحة لهم في المجالين الإعلامي والخيري، وتلك أيضا واحدة من نقاط ضعف الحزب. فالقدرات الهائلة المتاحة لهذا الحزب لم يتم ـ حتى الآن ـ استغلالها بشكل أمثل، خاصة في مجال العمل الخيري. فتواصل يملك ـ عكس غيره من الأحزاب ـ قنوات هامة للحصول على تمويلات إسلامية معتبرة لتمويل أنشطته الخيرية. كما يمتلك فضلا عن ذلك طاقات شبابية هائلة على استعداد كامل للعمل في مشاريع خيرية وتطوعية كبرى، مع شيء كبير من نكران الذات، ولا ينقصها إلا وضع التصورات، وتقديم أفكار جديدة من خارج الصندوق، غير تلك الأفكار التقليدية التي لا يزال التواصليون يحصرون فيها أنشطتهم الخيرية والتطوعية، مما أدخل الرتابة والملل على تلك الأنشطة، وقلل من فعاليتها، رغم الجهد الكبير المبذول لإنجازها.
وفي المجمل فيمكن اعتبار حزب “تواصل” حزبا ناجحا إذا ما قورن بغيره من الأحزاب الموريتانية الموجودة على الساحة. كما يمكن اعتباره ـ في نفس الوقت ـ حزبا يعاني من خلل كبير إذا ما قورن بغيره من الأحزاب ذات التوجه الإسلامي في عالمنا العربي، تلك الأحزاب التي حققت نجاحات معتبرة، وتمكنت من الاستفادة من الربيع العربي، واستطاعت أن تستثمر المزاج الشعبي العام لصالحها، ذلك المزاج الذي يميل في العادة لكل ما هو إسلامي.
إن على التواصليين، للالتحاق بركب الأحزاب الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، أن يتساءلوا قبل غيرهم عن الأسباب التي قد تجعلهم يشكلون استثناءً في المنطقة. وفي اعتقادي الشخصي فإن التفتيش عن تلك الأسباب يجب أن يكون من خلال التوقف عند المحاور الثلاثة التالية:
المحور الأول : “تواصل” والبعد الأخلاقي: إن على التواصليين أن يعلموا بأن ارتكابهم لبعض “الصغائر” في مجال الأخلاق أثناء الممارسة السياسية، سيعد عند المتابعين للشأن السياسي بأنه من “الكبائر”، وذلك نظرا لسمو الشعارات الدينية التي يرفعونها، والتي وإن كانت تمنحهم ميزة عن غيرهم من الأحزاب، إلا أنها في المقابل قد تعطي مبررا لانتقادهم بقسوة لا ينتقد بها غيرهم من السياسيين إن هم ارتكبوا نفس الأخطاء.
ولقد ارتكب حزب “تواصل” منذ تأسيسه العديد من الأخطاء التي أثرت سلبا على البعد الأخلاقي الذي يحاول التواصليون أن يضفونه على العمل السياسي، حسب تصريحاتهم، ومن بين تلك الأخطاء يمكن أن أذكر:
1 ـ المشاركة في حكومة مُطَبعة : لقد كان قرار حزب “تواصل” بالمشاركة في حكومة مطبعة من القرارات التي شوشت كثيرا على البعد الأخلاقي في العمل السياسي لحزب “تواصل”. ولقد كان من الخطأ أن يحسب مثل ذلك القرار بمنطق الخسارة والربح كما يحدث مع أي قرار آخر. فقرار المشاركة في حكومة مطبعة قد ترك بقعة سوداء سيحتاج الحزب إلى جهد كبير، و كبير جدا، لإزالة آثارها من سجله الأبيض الناصع الذي قدمه لصالح القضية الفلسطينية.
2 ـ الانسحاب من الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية : في مجتمع كمجتمعنا عُرفت تكتلاته وتجمعاته السياسية بكثرة الانشقاقات والتشرذم، لم يكن من الحكمة لحزب يحاول أن يضفي بعدا أخلاقيا على الحياة السياسية أن يكون هو الحزب الوحيد الذي ينسحب من الجبهة، ويقدم مرشحا خاصا به، بحجة أن من حقه أن يختبر جماهيره ويقدم لها مرشحا خاصا.
يضاف إلى ذلك أن قرار الانسحاب ذلك حرم حزب “تواصل” من أن يُظهر عمليا بأنه على استعداد كامل لأن يدعم أي مرشح من أي عرق أو أي شريحة إذا ما كان أهلا للترشح. لقد كان من الأنسب لتواصل أن يقدم مرشحا مستقلا في انتخابات 2007 ، حيث تقدمت المعارضة بعدة مترشحين، بدلا من الترشح بشكل مستقل في العام 2010 عندما أجمعت الجبهة على تقديم مرشح واحد.
3 ـ لقد اتخذ حزب “تواصل” بعد انسحابه من الجبهة، وإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية موقفا سليما عندما اعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية التي لم يتوصل بما يثبت تزويرها، ولكن “تواصل” أخطأ عندما تحالف بعد اعترافه ذاك مع الحزب الحاكم في انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ. ولقد أفرغ التحالف مع الحزب الحاكم موقف “تواصل” من بعده الأخلاقي، وجعل الحزب يظهر وكأنه قد اعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية ليمهد بذلك الاعتراف لمغازلة النظام الحاكم. لقد كان الموقف السليم أخلاقيا هو الاعتراف بنتائج الانتخابات مع رفض التحالف مع الحزب الحاكم في انتخابات تجديد ثلث مجلس الشيوخ، ومواصلة المعارضة “الناطحة” للنظام الحاكم، وهذا ما كنت قد طالبت به التواصليين في حينه.
المحور الثاني: تواصل ومسألة الهوية: من اللازم أن أعترف هنا بأني لم أقرأ حتى الآن أي برنامج انتخابي لأي حزب سياسي، بما في ذلك برنامج حزب “تواصل”، وذلك لاعتقادي بأن ما تسطره الأحزاب في برامجها لا يعبر بالضرورة عن رؤية تلك الأحزاب، ولا عن حقيقتها.
فبرامج الأحزاب السياسية المكتوبة لا يختلف بعضها عن البعض، إلا في بعض التفاصيل الصغيرة، رغم الاختلاف الظاهر بين تلك الأحزاب. فموقف حزب “تواصل” الإسلامي من اللغة العربية ومن اللهجات الوطنية المعلن في وثائق الحزب، قد لا يختلف عن موقف حزب “الصواب” البعثي، رغم اتساع الهوة والاختلاف بين الحزبين. لذلك فإن مواقف الأحزاب من القضايا الوطنية لا يمكن تحديده من خلال برامجها السياسية، وإنما من خلال رصد مواقف تلك الأحزاب، ومتابعة ردود أفعالها على مجمل الأحداث المرتبطة بتلك القضايا.
ومن خلال متابعتي لردود فعل حزب “تواصل”، ولمواقفه المستجدة من كل القضايا ذات الصلة بمسألة الهوية، فقد خرجت بجملة من الملاحظات، والتي أعتقد بأنها بحاجة إلى أن يتم نقاشها ـ بشكل عميق ـ داخل البيت التواصلي، حتى تتم مراجعتها بطريقة تخدم حزب “تواصل”، وتزيد من قدرته على جذب واستقطاب منتسبين من خارج شعبيته التلقائية. وإن من بين المواقف التي أرى بأنه أصبح من الضروري أن يعاد النظر فيها:
1 ـ ترتيب الأولويات النضالية : إن من الأخطاء التي تقع فيها الأحزاب الإيديولوجية بشكل عام، والتي لم يسلم منها حزب “تواصل” هي تحجيم الدائرة المتعلقة بالوطن في الخطاب وفي الفعل السياسي، لصالح الدائرة “الضيقة” المتعلقة بالحزب، أو لصالح الدائرة الأوسع، والتي تتعلق بالدائرة العربية بالنسبة للأحزاب القومية، وبالدائرة الإسلامية بالنسبة للأحزاب ذات التوجه الإسلامي.
فمن الملاحظ أن ما يخصصه الكثير من التواصليين من نضالهم من أجل مصالح حزبية ضيقة، أو لصالح قضايا عامة تهم الأمة الإسلامية في مجموعها، لا يتناسب مع ما يخصصه التواصليون لصالح القضايا الوطنية البحتة، دون أن يعني ذلك التقليل من نضالهم الوطني ( تحضرني الآن أمثلة عديدة يمكن تقديمها لتبيان الخلل الحاصل في “النسب النضالية” لدى “تواصل”).
إن ترتيب الأولويات النضالية لصالح القضايا الوطنية البحتة هو أمر ملح جدا، خاصة وأننا في بلد لا تزال قضاياه وهمومه الوطنية غائبة عن عقول وقلوب الكثير من أبنائه، رغم حضور الهموم العربية والإسلامية والعالمية حتى، في تلك القلوب والعقول.
2 ـ “تواصل” واللغة العربية : لقد قَصَّر حزب “تواصل” منذ تأسيسه في الدفاع عن اللغة العربية، وغاب التنديد بتهميش اللغة العربية في الدوائر الرسمية عن لائحة القضايا والهموم التي تُشغل بال التواصليين، والتي يدافعون عنها بشكل يومي. كما غاب التنديد بتهميش اللغة العربية عن الكتابات المحسوبة على هذا الحزب.
ومن اللافت أن نواب “تواصل” الذين طرحوا أسئلة شفهية كثيرة في قضايا متعددة، لم يفكروا في طرح سؤال شفهي واحد عن اللغة العربية. وكان السؤال الوحيد الذي طُرح لصالح اللغة العربية قد تم طرحه من طرف أحد نواب الأغلبية، وهو ما يعكس تقصيرا صريحا في حق اللغة العربية من طرف نواب المعارضة عموما، ومن نواب “تواصل” خصوصا.
ومن المؤسف حقا أن تقصير التواصليين في حق اللغة العربية لا يتعلق فقط بعدم التحمس للدفاع عنها، لحسابات سياسية آنية، بل أصبح يمتد للوقوف ـ ربما بغير قصد ـ أمام أي محاولة رسمية لإعادة الاعتبار لهذه اللغة بحجج غير مقنعة، وسأبين ذلك أكثر، في الفقرة التالية.
3 ـ “تواصل” والكيل بمكيالين: إن الخوف من العنصرية قد أوقع البعض في العنصرية، ويتضح ذلك عندما نتتبع بعض مواقف حزب “تواصل” من بعض القضايا الوطنية الشائكة.
فعندما بايعت بعض الأحزاب “معمر القذافي” ندد “تواصل” بقوة بذلك الموقف، وكان من حقه أن يندد بذلك. ولكن في نفس الأيام، وعندما تظاهر بعض الطلاب الزنوج ضد اللغة العربية، لم يتجرأ “تواصل” على التنديد بذلك، رغم مخالفة ذلك للدستور الموريتاني، والذي ينص في مادته السادسة على أن اللغة العربية ـ لا الفرنسية ـ هي اللغة الرسمية للبلاد.
وعندما تظاهر بعض الطلاب المتضررين من تهميش اللغة العربية في الدوائر الرسمية، ارتفعت الأصوات لمطالبتهم بالتوقف عن التظاهر خوفا من الفتنة.
إن من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة ـ وهذا ما على التواصليين أن يعلموه ـ أن تظل اللغة العربية مهمشة في الدوائر الرسمية، ولا يرتفع صوت ليندد بذلك. وإن من الأسباب التي قد تؤدي إلى الفتنة، أن يتظاهر البعض ضد اللغة العربية، ولا تندد الأحزاب السياسية بذلك، خوفا من أن تتهم بالعنصرية. وإن من أسبابها أيضا أن يتخلى البعض عن الدفاع عن لغاته الوطنية، ويتفرغ للدفاع عن اللغة الفرنسية، ولا يجد من ينبهه على خطورة فعله ذلك.
وإن من أسباب الفتنة كذلك أن يسيء البعض للعَلَم، أو للوحدة الوطنية، أو للغة العربية، ولا يجد من النخبة السياسية من يندد صراحة بذلك . إن على “تواصل” حتى لا يكون حزبا عنصريا أن تكون له القدرة على أن يندد بكل فعل يسيء للوطن، أو يمس من سيادته، سواء جاء ذلك الفعل من موريتانيين عرب أو موريتانيين زنوج .
إن من العنصرية أيضا أن لا نساوي بين الموريتانيين في واجباتهم، أو أن لا نساويهم في النقد إذا ما ارتكبوا نفس الأخطاء.
إن الكيل بمكيالين قد امتد حتى إلى الدعوة في سبيل الله، فقد تجد داعية ينتقد فتاة موريتانية لأن ملحفتها رقيقة لا تستر رأسها، ولا يتجرأ على نقد فتاة موريتانية أخرى، لم تضع على رأسها أي ساتر، حتى ولو كان رقيقا، وكأن هناك بعض الأوامر الدينية التي تخص بعض الموريتانيين دون بعضهم الآخر.
المحور الثالث : “تواصل” والخطاب الإعلامي: يُنظر إلى حزب “تواصل” باعتباره من أهم الأحزاب التي تُعَلق عليها آمال كبيرة في قيادة أي تغيير، أو أي ثورة يمكن أن تحدث في المستقبل. ومن هنا كان على “تواصل” أن يراجع خطابه الإعلامي، وأن ينزع منه كل الشوائب التي قد تحدث شرخا في اللحمة الوطنية. ومن المهم هنا أن ننبه على أن الثورات العربية التي تم التمهيد لها بخطاب مُوَحِد وجامع، لم تسلم من بعض مظاهر الفتن بين مكونات الشعب بعد نجاح الثورة. ففي مصر مثلا، والتي تلاحمت فيها مكونات الشعب أثناء الثورة، حتى سُمع بعض المسيحيين وهم يرددون تكبيرات إمام الجمعة في ميدان التحرير، بأصوات عالية، ليُسمِعوا المصلين المسلمين في الصفوف الخلفية، فرغم ذلك لم تسلم مصر من مواجهات دموية بين المسيحيين والمسلمين بعد نجاح الثورة. فكيف إذا كان الخطاب الذي يسبق الثورة خطابا متطرفا في بعض جزئياته، كما هو حال الخطاب المتطرف الذي تناصره اليوم بعض التشكيلات السياسية، والتي يتوقع منها أن تقود أي تغيير أو أي ثورة في المستقبل؟
إن المواقع والصحف التي تحسب على حزب “تواصل” أصبحت تعد عند البعض ممن كان من المحتمل أن ينضم مستقبلا لحزب “تواصل”، بأنها أصبحت ناطقا رسميا لبعض الأصوات المتطرفة، التي يثير خطابها القلق والفزع لدى كثير من الموريتانيين.
وإنه لمن المؤسف حقا أن تُعطى لمثل تلك الأصوات مساحات واسعة، لدرجة أن 70% من واجهة الصفحة الرئيسية لأحد المواقع خُصِصَت في وقت من الأوقات للأخبار الخاصة بواحد من تلك الأصوات المتطرفة. بينما خُصصت 30% الباقية لباقي الأخبار الوطنية بما في ذلك كل أنشطة الحكومة، وأنشطة المعارضة، وأنشطة الأغلبية، وأنشطة المجتمع المدني، وأخبار الجرائم والإشاعات…إلخ
وكمثال واحد من بين عشرات الأمثلة التي يمكن تقديمها هنا، فإن بعض المواقع يبخل بنشر خبر من سطر أو سطرين عن ندوة من الندوات الفكرية التي ينظمها “حراس المستقبل” بشكل دوري، رغم أهمية تلك الندوات، ورغم نوعية المشاركين، ورغم أهمية المواضيع التي تناقشها تلك الندوات، وذلك في الوقت الذي تُخصص فيها تلك المواقع عشرات الأسطر لكل كلمة طائشة تلفظ هنا، أو تلفظ هناك.
إن تجاهل أنشطة “حراس المستقبل” التي تضم المئات من نخب البلد، ومن كل المكونات، ومن مختلف الأطياف والمشارب، ليثير الكثير من الأسئلة خصوصا في ظل هذا الاهتمام المتنامي لكل الخطابات المتطرفة.
إن على “تواصل” أن يراجع سياسته الإعلامية إذا ما أراد أن يكون قبلة لكل الغيورين على وطنهم من مختلف الشرائح والمكونات.
ختاما :
من الوارد جدا أن يحقق حزب “تواصل” ـ في الاستحقاقات القادمة ـ نتائج انتخابية أفضل من كل النتائج التي حققها في الاستحقاقات السابقة، ودون الحاجة للقيام بأي مراجعات، ولا لأي إصلاحات من أي نوع. فتحقيق نتائج انتخابية أفضل قد يتحقق بشكل تلقائي، في أي منافسة قادمة، يخوضها حزب “تواصل” نظرا للضعف الهيكلي الذي تعاني منه كل الأحزاب السياسية الموجودة. ولكن سيظل دائما هناك فرق كبير جدا، بين طعم النجاح الذي نحققه لعوامل ذاتية نمتلكها، وطعم النجاح الذي نحققه نتيجة لعوامل الفشل الموجودة لدى منافسينا أو خصومنا، إن كان أصلا لذلك النوع من النجاح طعم يمكن تذوقه.
تصبحون على فوز انتخابي مستحق….
محمد الأمين ولد الفاضل
رئيس مركز ” الخطوة الأولى” للتنمية الذاتية
هاتف 46821727
elvadel@gmail.com
www.elvadel.blogspot.com