السلطة ترد على المعارضة : هدف مقابل هدف
قدم عزيز حصيلة لتسييره الاقتصادي بالمقارنة مع 2006 و 2008، فأعلن أن الميزانية انتقلت من حالة عجز ب 60 مليار إلى حالة فائض سنة 2011 كما تحدث عن إعطاء الأولوية للاستثمار وعن انخفاض في نفقات التسيير ورفع في جباية الضرائب منتهزا الفرصة لتهنئة إدارة الضرائب على العمل الذي تقوم به.
على المستوى السياسي لم يضف الرئيس جديدا، واكتفى بتأكيد الاستعداد المبدئي للحوار ونقد الشروط التي تقدمت بها منسقية المعارضة للمشاركة فيه، ولم يطرح مبادرة جديدة، بل إنه استعاد في هذا المجال خطابه السابق إبان الانقلاب الذي يعتبر المعارضة هي المسؤولة عن جميع مآسي البلاد وهي لا تزيد عن كونها زمرة من المفسدين والمجرمين الذين أزعجهم الاصلاح .
عزيز اتهم المعارضة أيضا بسرقة أفكاره حول ضرورة مواءمة التعليم مع متطلبات سوق العمل ومحاربة الفساد، وبدا مهووسا أكثر من أي شيء آخر بشبح بن عمه الرئيس السابق اعل ولد محمد فال الذي لم يضيع فرصة لوخزه بسهام حادة سواء تعلق الأمر بالحديث حول مسؤوليته في ملف الإرث الإنساني أو التضييق على الحريات والوشاية بالرفاق أو عمولات شركة وود سايد أو بيع جوازات السفر …
عزيز أيضا اعتبر أن من أهم إنجازاته التي أغاظت المفسدين هي جعلهم يدفعون ثمن تأجير مساكنهم وتنقلهم وهواتفهم والكهرباء التي يستغلونها، كما أعلن أن أية صفقة بالتراضي لم تتم في عهده وأنه قضى نهائيا على ملحقات العقود وعلى “المتأخرات” في ميزانيات الوزارات التي كانت بنودا حيوية لممارسة الفساد.
ونفى عزيز أن يكون نظامه تفاوض مع تنظيم القاعدة بخصوص إطلاق سراح الدركي إذ أن كلما حصل هو أنه أطلق سراح مخبر لهم مقابل إطلاق سراح الدركي وأمر الطائرات أن تهاجمهم بعد ذلك.
جعبة الرئيس لم يكن فيها الكثير من المشاريع الجديدة –كما أشيع خلال التحضير للمهرجان- لكنها لم تكن خاوية إذ أن هناك مشروعا لتحلية مياه البحر وإنتاج الكهرباء والثلج على الشاطئ بين نواكشوط ونواذيبو وهناك مصنع للقوارب ودار للشباب بالإضافة إلى قرب انطلاقة طريق ازويرات وافتتاح صندوق سيقدم قروضا للشباب.
مصدر مسؤول في الحزب الحاكم علق ل”أقلام” على المهرجان قائلا إن المعارضة تحدثت بالأمس عن مسيرتها باعتبارها استفتاء وهاهي تهزم في ذلك الاستفتاء لأن مهرجان نواذيبو يفوق بالضعف مسيرة المعارضة.
جدير بالذكر أن بعض صحفيي التلفزة الوطنية أطنب اليوم في وصف المهرجان لدرجة أن أحدهم اعتبر في فورة حماس بأن “الأرض غطاها البشر والسماء غطتها اللافتات”، والواقع أن زميلته كانت أكثر دقة وموضوعية حين قالت بأن سكان نواذيبو ينقسمون اليوم إلى قسمين: أحدهما جاء إلى ساحة المهرجان والثاني بقي جالسا أمام تلفزيوناته لمتابعة وقائعه.