الشيخ الددو : الاعتداء على ثوابت الدين أو حريات الناس نقض للعهد

  • قال العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء إن الحاكم إذا اعتدى على ثوابت الدين أو حريات الناس وحرماتهم، أو منعهم من حقوقهم فقد نقض العهد الذي بينه وبينهم، مؤكدا أن ذلك مخالفة صريحة لمنهج الله تعالى واعتداء على عباده.

11-4.jpgوتحدث الشيخ محمد الحسن ولد الددو في محاضرة ألقاها مساء اليوم الثلاثاء في فضاء التنوع الثقافي تحت عنوان: “قل هذه سبيلي”، عن واجبات المواطنين على الدولة، قائلا إنه من الواجب عليها أن توفر لهم التعليم والصحة وضرورات الحياة، “فمن حق المواطنين على الدولة السعي في تعليمهم لأن الجهل أساس معصية الله تعالى، ولذا يلزم تعليم الناس أمور دينهم وأمور دنياهم”.
111-3.jpg

  • كما اعتبر أنه من اللازم على من يضع يده على المال العام أن الحق فيها للناس، وأن يقوم بمقتضى الإصلاح في الأرض ويمنع الفساد، مشيرا إلى أن من حقوق الشعب على حاكمه علاج مرضاه، ومداواة المحتاج إلى علاج مستشهدا بقصص من السيرة النبوية في هذا المجال.

وقال الشيخ محمد الحسن إن واجب الحاكم الوقوف مع الشعب في ظروفه الحياتية، وعلاج الفقر والجوع الذي يعاني منه، والتوزيع العادل للثروات، متحدثا عن واجب الدولة تجاه استخراج خيرات الأرض، وتعبيد الطرق وتوفير المياه وغير ذلك مما يحتاج له السكان.

وعرج الشيخ في جواب على سؤال حول تعذيب طالبات المعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية قائلا: “إنه لا يجوز شرعا تعذيب أي إنسان بأي وجه من الوجوه ذكرا كان أو أنثى، لأن من يعذب أي إنسان يعرض نفسه لعذاب الله تعالى”، مضيفا أن على النساء اللواتي تعرضن لذلك أن لا يبالين ما أصابهن إن كن يردن الحق والصدق، لأن من يريد الحق والصدق لن يضره ما جرى له وراء ذلك”، مستشهدا بقصص لعدد من الصحابيات رضوان الله عليهن.
1111.jpg

  • وشدد الشيخ محمد الحسن في محاضرته مساء اليوم في فضاء التنوع الثقافي وبحضور جمهور غفير إلى أن تاريخ الأمة الإسلامية مر بنظام الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة، ثم جاء بعدها الملك العضوض، وجاء بعده الملك الجبري، وستأتي بعده خلافة على منهاج النبوة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكدا أن عرفاء الشعب وممثليه هم من يحدد الطريقة الأنسب لحكمه حسب ظروف زمانهم، والشكل الأفضل للدولة.

واعتبر الشيخ أن المشاركة في المسيرات السلمية هو من الوقوف بالعدل والقسط الذي أمر الله تعالى به المؤمنين حيث قال: “يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله”، مشيرا إلى أن قوامين تثبت أنه لا يكفي قيام واحد، ولا مسيرة، ولا بد لكل ذلك من صدق النية والإخلاص لله تعالى.

وجدد الشيخ أمله في أن تصل موريتانية إلى الإصلاح بدون اضطراب ولا ثورة، قائلا: “نرجو أن يكون بلدنا إلى خير وأن يقع فيها الإصلاح المنشود”، مضيفا أن “الثورات وسيلة وليست غاية في حد ذاته وإنما تحدث من أجل الإصلاح هو المنشود”، مستشهدا بالثورة الفرنسية التي أدت للإصلاح في كل الدول الأوربية دون أن تحدث فيها ثورات، مشيرا إلى أنه “لا يهم شخص الحاكم وإنما المهم هو تغير الأسلوب في الحكم وأن يقع الإصلاح”، مؤكدا أن “من يدرك أوضاع البلد ويقرؤها قراءة متأنية لا بد أن يبادر إلى الإصلاح”.

  • جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى