وانتصرت إرادة شعب
في شهر يونيو من العام الحادي عشر بعد الألفين و بأوامر من الرئيس السنغالي عبد الله واد عرضة الحكومة السنغالية مشروع قانون علي مجلس النواب ينص علي ان المرشح الذي يحصل علي نسبة 25% من الأصوات في الجولة الأولي من الانتخابات الرئاسية المقبلة يصبح رئيسا للبلد بدون الحاجة لشوط ثان .
في يوم 23 يونيو المقرر التصويت فيه علي مشروع القانون وقعت اشتباكات عنيفة أمام البرلمان بين الشرطة و معارضين لمشروع القانون نتج عنها مقتل متظاهر و إصابة شرطي ما اضطر الحكومة السنغالية لسحب مشروع القانون.
بعد هذه الأحداث نشأ ما بات يعرف بحركة الثالث و العشرون يونيو (M 23) و أللتي تتكون من منظمات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية المعارضة لنظام الرئيس واد و اللتي تتهمه بأنه يريد توريث السلطة لإبنه كريم الوزير المتعدد الوزارات .
قرر الرئيس واد الترشح لفترة رئاسية ثالثة و هو ما اعتبرته المعارضة مخالفا للدستور الذي ينص علي أن للرئيس الحق أن يترشح لفترتين رئاسيتين فقط و لكن واد تحجج بأن فترته الرئاسية الأولي ليست معنية بهذه المادة حيث أن المادة المذكورة أضيفت أثناء تلك الفترة .
نظمت المعارضة مسيرات و وقفات إحتجاجية هنا و هناك في عدة.
مدن سنغالية انتهت دائما بتدخل الشرطة مع الإشارة ان الشعب السنغالي كان رافضا للعنف و هو ما تجسد بإقبال ضعيف علي المظاهراتو فشلت تلك الجهود المتواضعة في إثناء الرئيس واد عن قراره .
الشوط الأول من الإنتخابات أجري في السادس و العشرون من فبراير ألفين و اثني عشر بين الرئيس واد و ثلاثة عشر من معارضيه بعد ان فشلة المعارضة في اختيار مرشح توافقي يواجه الرئيس واد و لكنها اتفقت علي دعم المرشح المعارض أللذي يصل إلى الشوط الثاني مع الرئيس واد .
حصل الرئيس واد علي نسبة تقارب الأربعة و الثلاثون بالمائة و حصل رئيس وزرائه السابق ماكي صال علي نسبة ستة و عشرون بالمائة .
ووفت المعارضة بعهدها و دعمت بالإجماع ماكي صال في الشوط الثاني من الانتخابات في مواجهته مع الرئيس واد .
الشوط الثاني أقيم يوم الخامس و العشرون من مارس و صوت الناخبون السنغاليون من الثامنة صباحا و حتى السابعة مساء, أغلقت صناديق الاقتراع و بدأ التوتر يزداد في صفوف شعب لم تعد غالبيته تطيق يوم واحدا للرئيس وادعلي سدة الحكم .
يعرف السنغاليون أن النتائج لن تعلن إلي بعد يومين علي الأقل.
عند الساعة التاسعة و النصف ليلا أي بعد ساعتين و نصف من انتهاء التصويت انطلقتالأفراحفي مختلف مناطق السنغال بعد أناتصل الرئيس واد بمنافسه ماكي صال ليهنئه بالفوز بكل روح رياضية ليرسم بذالك الرئيس واد لوحة لطلما تمنيت رؤيتهافي دولنا العربية .
الشعب السنغالي حصل علي مرادهبإزالة العجوز واد عن الحكم بشكل سلمي و استبداله برئيس شاب يعد بإصلاحات جذرية في بلد أعطي خير مثال للتبادل السلمي علي السلطة في إفريقيا خلافا للجيش مالي .
هنيئا لشعب السنغال و أقول لهم “أنتم السابقون و نحنأمة العرب اللاحقون بإذن الله .
حمود ولد محمدو