نظرة سريعة إلى اعتصام المعارضة رقم 2

- نواكشوط مساء الأربعاء، 9 مايو، المكان ساحة ابن عباس شرقي المسجد العتيق، التوقيت أذان المغرب. الطقس يميل إلى البرود والرياح غربية.
حشود من الناس من مختلف الأعمار يعمرون الساحة والمسجد والطرق المؤدية إليهما من جميع الاتجاهات.
- المصلون في كل مكان.
المنظمون يشعرون بنشوة النصر، الحضور فاق التوقعات.
شهد شارع جمال عبد الناصر زحمة في المرور. سيارات صفراء متوقفة قرب المكان يبدو أنها تابعة لأمن الطرق.
- منصة في الوسط ومكبرات صوت قوية تصدر هتافات بجميع اللغات تدعو إلى رحيل النظام.
- كان ذلك قبل انطلاق المهرجان بقليل، وكانت سبقته مسيرة راجلة انطلقت من دار الشباب القديمة، تشبه مسيرة الأسبوع الماضي (1)، وكذلك المهرجان، لكن عدد المشاركين في مسيرة اليوم يفوق بكثير – في نظري – مسيرة الأسبوع الماضي.
- لاحظت حضورا قويا للنساء، ولم يكن انتماؤهن السياسي واضحا، فهنالك نساء حزب “تواصل”، وهنالك نساء حزب التكتل يميزهن شعار أبيض، وأحزاب أخرى مناضلوها لا يحملون شعارات.
- قال المتظاهرون إنهم قرروا الاعتصام هذه الليلة، ولم أسمعها من مصدر قيادي في المنسقية، لكن الذين التقيتهم جميعهم يتحدثون عن القمع الذي تعرضوا له ليلة الاعتصام الأول، قالوا إن قادتهم منعوهم من التصدي للشرطة بالحجارة.
- وقال بعضهم إنهم لا يرغبون في المواجهة مع الشرطة إذا كان المعتصمون من بينهم نساء فذلك يجعلهم في موقف أضعف، منشغلون بحماية النساء من مسيلات الدموع ومساعدتهن.
- خراطيم المياه هي الهاجس الشديد الذي يؤرق المعتصمين. فالماء الذي استخدم في المرة الماضية قيل إنه ماء ملوث، وأظنها إشاعة لكن لها وقع قوي في النفوس، فضلا عن كونه ماء بارد في ليلة تميل فيها درجات الحرارة إلى الانخفاض والهواء إلى الرطوبة.
- لم يُحضّر المعتصمون هذه الليلة للاعتصام كتحضيرهم له الأسبوع الماضي، لا خيام، لا فراش، لا طعام، كأنهم قرروا الانصراف، أو المواجهة بأقل خسارة.
- أما الأمن فقد يستخدم – هو الآخر – أسلوبا وتوقيتا مختلفين لفك اعتطام هذه الليلة، أيضا بأقل خسارة.
- سيد احمد ولد مولود
- ساحة أبن عباس – نواكشوط