نهاية بيرامه
سبق وأن كتبت مقالا بعنوان (( على رسلك يا بيرامه الافارعو)) وعرضت فيه سبع نقاط تمثلت فى العناوين التالية :
ـ تهجمه على المذهب المالكي ومطالبته باستبداله بالقانون الوضعي
ـ تهجمه على العلماء الموريتانيين وعلى رأسهم الشيخ محمد الحسن بن الددو
دعوته الصريحة للحرب الأهلية والتمرد العسكري
ـ إطلاقه المستمر لمصطلح ( العرب البربر) على الموريتانيين البيض ( البظان )
ـ هل تلاقى دعوته المستميتة قبولا بين الناس وهل الرق موجود فعلا ؟
ـ تشويه صورة الموريتانيين فى الخارج
ـ هوية الشعب الموريتاني وانتماؤه الاثنى
وقد نشر ذلك المقال فى بعض المواقع الموريتانية اذكر منها موقع الطوارئ مشكورا
أما الآن وقد طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ووصل الرجل وحركته الى قمة النذالة وسقط فى مستنقع الضحالة , وظهر على حقيقته وتجرد من كل القيم والأخلاق فتحدى الكل بجميع مكوناته ومختلف أطيافه على المستويين الشعبي والرسمي من موالاة ومعارضة ومستقلين وهم كثير..
كما تحدى مشاعر دول وشعوب المغرب العربي التى تعتنق المذهب المالكي قاطبة بل تحدى كل المسلمين عربا وعجما وجرح مشاعر الجميع جرحا غائرا نازفا لن يندمل وأجج ثورة غضب عارمة لدى العامة والخاصة عندما أجج النار وأضرمها فى أمهات كتب المذهب المالكي يوم الجمعة فى ساحة عمومية بمقاطعة الرياض !
إن ما أقدم عليه بيرامه وثلته يعد تجديفا وأى تجديف لينضم للائحة طويلة من المجدفين عبر تاريخ الاسلام والمسلمين قديما وحديثا
وفى هذا السياق سأذكر نماذج من المجد فين والمتنطعين المعاصرين من هؤلاء :
ـ سلمان رشدى :
هو مؤلف رواية (( آيات شيطانية )) من أصل هندي يدل اسمه على انه مسلم !
تلقى تعليمه الأولى فى مدرسة كاتدرائية فى مدينة مومباى بالهند ثم تابع دراسته الثانوية والجامعية فى انجلترا ..
تطاول رشدى فى روايته على مقام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم مدعيا أنه أضاف آيات من القرآن الكريم ، بل بعبارة أكثر دقة أضاف آيات من عنده إلى القرآن الكريم لتبرير وجود آلهة قريش المزعومة قائلا فى ذات الوقت إن الرسول حذف هذه الآيات فيما بعد متذرعا ـ أى الرسول ـ بان الشيطان نطقها على لسانه مكذبا ـ أى رشدى ـ قول الله تعالى : (( ما ينطق عن الهوى إن هو الاوحى يوحى ))
وقد أثارت آراء رشدى ضجة كبرى فى العالم الاسلامى فأهدر دمه فى بعض البلاد الإسلامية
وصودر كتابه وحاول البعض اغتياله واختفى عن الأنظار والحياة العامة لمدة طويلة وصلت إلى عشر سنوات كاملة !
ولكن فى سنة 2007 منحته ملكة بريطانيا لقب (( فارس )) فيا للمفارقة!
وصدق الشاعر حين قال : بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد
ومن يدرى فقد تهدى لبيرامه فى وقت لاحق جوائز كبرى جزاء ما اقترفت يداه المحترقتان بحرق أمهات كتب المذهب المالكي
ـ فرج فوده :
كاتب مصري وصف بالداعية العلماني طالب صراحة بفصل الدين عن الدولة دون مواربة مدعيا أن الدين لا شان له بالدولة والحياة العامة !
له كثير من الآراء المبثوثة فى كتبه والتي تخالف بشكل صارخ ما علم من الدين بالضرورة
تم اغتياله بالقاهرة سنة 1992 يسبب آرائه المغرضة
نصر حامد أبو زيد :
1992 ـ 2010 أكاديمي مصري وكاتب اسلامى كما يدعى ويصفه البعض . . طالب بالتحرر من سلطة النصوص إطلاقا وأولها القرآن الكريم !
فقال ما نصه :(( وقد آن أوان المراجعة والانتقال إلى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها بل من كل سلطة تقف فى مسيرة الإنسان فى عالمنا)) !
حكم عليه بالردة ، وفرق بينه وبين زوجته ، وهاجر إلى هولندا وعاش بها طريدا شريدا ، وافته منيته سنة 2010
ـ تسليمه نسرين :
كاتبة بنغالية تدعى انهامسلمة تجاهر بآرائها المخالفة للإسلام بشكل صارخ وتدعو إلى مراجعة القرآن لانتزاع مزيد من الحقوق للمرأة !
تقول بالحرف الواحد : (( إن الدين هو سبب الأصولية والحال انه ما من ديانة تمجد المساواة بين الرجال والنساء فجميعها تعادى النساء )) !
وتقول فى موضع آخر عن الحجاب : (( أما فيما يتعلق بالحجاب الذى تركز حوله الجدل فهو عندى رمز للاطهادينبغى على النساء أن يرفضن ارتداء الحجاب ))
صدر الحكم ضدها بالسجن فى بلدها بنغلادش ، وتلقت تهديدات بالقتل فهربت وعاشت فى أوربا متنقلة بين فرنسا والسويد لمدة طويلة ..
هذه نماذج من المجد فين المتنطعين المستهزئين بالدين وهم كثير قديما وحديثا ، ولكن كلا من هذه الشخصيات أثار ضجة مدوية وسبب زوبعة هوجاء
أما بيرامه فزوبعته ما زالت عاصفة وضجته ما زالت مدوية ، فماهو إلا من أمثال هؤلاء فما فتئ يهاجم العلماء ، وينتقد المذهب المالكي بالتحديد الى أن توج حملته المقيتة بمحرقة الكتب التى اقترفت يداه آلامتان يوم الجمعة
فهل تعد محرقة بيرامه حرقا للمذهب المالكي ؟
لقد قام بحرق نسخ من أمهات كتب المذهب فالخطب ـ إذن ـ معنوي فهو لم يحرق المكتبات العامة ولا الخاصة ، ولا يستطيع ، فكتب المذهب موجودة ومتداولة وستظل كذلك بل تزداد باستمرار من هنا تبدو مقارنة هذه المحرقة بمحارق وإعدامات الكتب عبر التاريخ أمرا غير وارد مهما كانت الأهداف ..
لكن الرجل عندما احرق هذه الكتب ـ بالإضافة إلى ما أوثر عنه من سب وشتم للمذهب وعلمائه فهو يقول بلسان الحال والمقال للشعب الموريتاني (( المدين )) بالمذهب المالكي حد التعصب أنا أحتقركم وازدرى مذهبكم بل دينكم ومشاعركم ، ناهيك عن تحديه لأهل المغرب العربي قاطبة ولغيرهم من المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها فمن لا يحترم المذهب المالكي فلن يحترم غيره من المذاهب وبالتالى فهو لا يقدس الكتاب ولا السنة مصدري المذاهب الأربعة المأثورة
كذبة كبرى :
لقد قال بيرامه انه عكف على النسخ التى احرقها وحذف منها أسماء الله والقرآن أنا اشك فى هذا الادعاء لسببين :
الأول : أن الأمر يحتاج إلى وقت طويل وجهد جهيد و (( نية صادقة ))
أما الثاني : فهو أن الرجل لا يحترم القرآن ولا السنة ومن فرق بين أقوال العلماء العاملين واجتهاداتهم وبين الكتاب والسنة فكأنما يريد الفصل بين وجهي ورقة واحدة وان صرح بانه يريد تنقية الكتاب والسنة مما الصقه بهما إمام دار الهجرة وتلامذته وشراح المذهب وعلماؤه وهكذا (( جهلها رسول الله وأصحابه وعلمها ابن أبى دؤاد )) !
بل هكذا جهلها مالك وأصحابه وتلامذته وعلمها بيرامه وحركته !
فما لهذا الرويبضة يتلاعب بعقول الناس !
لقد قام بيرامه بدور المرشد الديني والزعيم الروحي فأقام لأنصاره جمعة خاصة بهم أتبعها بتنفيذ المحرقة
جمعة الضرار :
إن الجمعة التى صلاها بيرامه وثلة من أنصاره فى ساحة عمومية هي جمعة ضراربامتيازولا مبرر لها وهى باطلة لا تتحقق فيها متطلبات الجمعة ولا تستجيب لشروطها باى حال فى عاصمة إسلامية تعج بالمساجدالتى تقام الجمعة فى كثير منها فهذه الجمعة قد يقال بشأنها الكثير واقل ما يقال عنها إنها جمعة باطلة !
عذر أقبح من ذنب :
لقد نشرت حركة ((ايرا)) بعد اعتقال زعيمها وجماعة من نشطائها بيانا اعتذرت من خلاله لمن أسمتهم (( الأحرار الشرفاء )) وحشدت ضمن هذا البيان كما من الاستشهادات والنصوص المتعلقة بالرق مستخرجة من الكتب التى تم حرقها ولسان حال أصحاب البيان يقول : نحن ـ إذن ـ محقون فيما فعلنا فهذه الكتب التى تحتوى على هذه المفاهيم وتشمل هذه المصطلحات لا ينبغى أن تتداول بين الناس وإنما يتوجب أن تكون طعما للنيران تلتهمها ـ متناسين بقية محتوياتها متغاضين عن سياقها التاريخى .. وبالتالىفنحن محقون فيما فعلنا ولن نتراجع قيد انملة وان اعتقل زعيمنا وسجن قادتنا !
والسؤال الذى يطرح نفسه هو : من هؤلاء الاحرار الشرفاء ؟
انه بحق عذر اقبح من ذنب
((فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ))
أين السلطة مما قام به بيرامه ؟
البعض ذهب بعيدا فقال إن الأمر تم بالتنسيق بين جماعة (ايرا) وبعض مخابرات النظام ولكن هذا الافتراض لا يتأتى ولا يؤيده الواقع ولا يعززه المنطق فالهوة بين الحركة وبين النظام عميقة للغاية ، إنما الأمر الذى يطرح إشكالا ويثير التساؤل هو تغطية التلفزة الوطنية للحدث وعدم اتخاذ السلطات الرسمية أية إجراءات للحيلولة دون تنفيذ المحرقة , وفى كل حال فان وراء الأكمة ما وراءها …
خيبة أمل واستطراد لا بد منه:
ومما لا شك فيه ولا جدال أن هذا الحدث الجلل كان فى صالح نظام ولد عبد العزيز ولو الى حين فالنظام يتعرض للاحتجاجات والانتقادات المعلنة و(الصامتة) من كافة أطياف ومستويات الشعب الموريتاني سواء تعلق الأمر بالمعارضة التقليدية أم بالمستقلين وهم كثير …
فأكثر من نصف الشعب الموريتاني قليلا ـ وأنا من بينهم ـ انتخب ولد عبد العزيز مؤملا فيه إصلاح الأوضاع المتردية ، ومحاربة الفساد كما أكد فى برنامجه وحملته الانتخابية التى استمرت عدة أشهر ومع مرور الوقت خيب آمال منتخبيه كما هي عادة حكامنا دائما فارتفعت الأسعار أكثر من مرة بعد نجاحه وخفت شعار محاربة الفساد بل اختفى وأبرمت صفقات مشبوهة ومثيرة للجدل من قبيل صفقة الصيد الكبرى مع الصين والتى تستمر لمدة عشرين سنة فتذكرنا بصفقة الغاز بين مصر وإسرائيل ايام مبارك التى تستمر بدورها لمدة عشرين سنة ومثلها صفقات المعادن التى يسودها كثير من الغموض أضف إلى ذلك تحكم قرابة الرئيس فى كثير من المرافق الحيوية وجنيهم اكثر المزايا الاقتصادية مما يذكر بنظام ولد الطايع أيام كان رئيسا للبلاد لمدة عشرين سنة
مع اعترافنا بتحقيق عزيز لبعض الانجازات خاصة فيما يتعلق بشق بعض الطرق بغض النظر عما يقال بشأنها ..
السياسة الخارجية :
أما السياسة الخارجية لرئيسنا فهى متعثرة ويشوبها كثير من الإخفاق والافتقار إلى الحكمة سواء تعلق الأمر بتشبثه بالطغاة الذين تنتفض شعوبهم ضدهم إلى آخر نفس مثل لوران اغباغبو فى ساحل العاج والقذافى وبشار الأسد الذى ما زال يحصد أرواح شعبه ويدمر بلاده بشكل يومى ومن قبيل العلاقة بإيران البعيدة عنا جغرافيا ومذهبيا .. يقابلها فتور فى العلاقة بدول الخليج المهمة باعتبارات مختلفة خاصة فى ظل التجاذبات السياسية المستمرة بين الجانبين.. وما يقال عن العلاقة بدول الخليج العربية يقال عن العلاقة بالمغرب الجار المهم الذى لا ينبغى التفريط فى العلاقة معه
ومن ذلك الحرب التى مافتئ رئيسنا يخوضها فى شمال مالى ـ بعنترية لايعززها الواقع ـ نيابة عن فرنسا و يرفضها عموم الشعب الموريتانى
وما الحرب الا ما علمتم وذقتم وما هو عنها بالحديث المرجم
مقترحات ملحة :
ولكى لا نذهب بعيدا أكثر فان على رئيسنا إن يطبق الإسلام كما وعد أخيرا بعد محرقة بيرامه ..
ومنها فتح المعهد العالي وتركه على ما كان عليه من قبل سواء استمرت جامعة لعيون أم لم تستمر ..
ـ الاهتمام بالتعليم الاصلى وفتح المجال أمام طلبة المحاظر وخريجي الدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية يشكل عام وعدم التفريط فى لقب موريتانيا المعروف : بلاد المليون شاعر ..وكل هذا لا يتناقض ولايتنافى مع المجهود المبذول فى مجال التكوين المهني ..
ـ محاربة الفساد بشكل جدي لا هوادة فيه ولا مساومة
ـ انجاز مشاريع اقتصادية كبرى وخلق فرض عمل من شانها التخفيف من أزمة البطالة القاتلة
ـ زيادة الرواتب حتى تتناسب مع الارتفاع الجنوني للأسعار ومتطلبات الحياة ومستلزماتها المتزايدة
تعميم وتكثيف مبادرة (أمل 2012 ) والعدالة فى توزيعها لإنقاذ الناس من المجاعة المحققة وحماية ما تبقى من المواشى خلال عام الرمادةهذا
إلى غير ذلك من المشاريع والخدمات التى يضيق المقام عن حصرها والتى من شانها إن تساهم فى تقدم البلد
ـ ومنها إصلاح التعليم والصحة والعدالة وغيرها من المرافق العمومية التى تحتاج فى عمومها إلى الإصلاح .. لكن كل هذا يتطلب المبادرة والمسارعة وإلا فان الطوفان سيجرف عزيزا ونظامه ، فالشعب الموريتاني اليوم ليس كالشعب الموريتاني أيام معاوية أو غيره من الرؤساء السابقين فنحن فى زمن الربيع العربي موريتانيا ليست استثناء
إن الشعب الموريتاني يريد ((ثورة إصلاحية )) بشكل ملح خاصة وان سكان موريتانيا يقاربون سكان الإسكندرية .. والمصادر متنوعة والثروات وفيرة والمتطلبات محدودة ..
أين المعارضة من فعلة بيرامه ؟
إن حركة (( ايرا )) وان كانت غير معترف بها رسميا كانت قبل المحرقة احد أطياف المعارضة التى يحسب لها حسابها وهى لا تزال احد أطياف المعارضة ، ولو بشكل افتراضى ، وان تغيرت نظرة الكثيرين إليها ..
وقد كانت منسقية المعارضة تخطب ودها وتستدعى تعاطفها من اجل مشاركتها فيما تقوم به من احتجاجات وتحركات ضد نظام عزيز ، ولكن المنسقية وجدت نفسها محرجة مما أقدمت عليه الحركة خاصة وان بيرامه أشاد بالمعارضة و (( شد على يدها )) أثناء تنفيذ المحرقة
فتوالت بيانات الشجب والاستنكار من قبل الأحزاب والمنظمات المختلفة ..
نصيحة للمعارضة :
وفى هذا المقام لا يفوتنى أن انصح المعارضة وقد ذهبت بعيدا وأجمعت أمرها مطالبة برحيل عزيز بشكل ملح فيما يبدو طلاقا بائنا لا رجعة بعده بينها وبين النظام ..
فعلى المعارضة أن تتريث قليلا وتتيح للرجل فرصة جديدة ـ وهذا مجرد رأى ولا رأى لمن لا يطاع ـ وتتجنب المغالبة والصدام خلال أشهر الصيف التى تبدو مجدبة أكثر من اى عام مضى ، فموريتانيا دولة ضعيفة والشعب الموريتاني شعب مسلم ومسالم بطبعه ، ويتكون من اثنيات وأعراق متعددة ة وليست له مناعة ضد الاختراق و(( البلطجة )) ومتحينو ركوب الموجة كثيرون ..
حفظ الله بلادنا من كل سوء وعصمها من كل شر
حركة(( ايرا)) والعلاقات المشبوهة :
لا شك أن لبيرامه وحركته علاقات مشبوهة فصلته بالايطالية المسماة (( ايفانا )) معروفة ..
وهو يختلف من حين لآخر إلى دول أوربية معروفة خاصة ايطاليا وألمانيا
أما علاقته بإسرائيل وبالحركة الصهيونية العالمية فهى أمر وارد ومنطقي فالحركتان تشتركان فى أمور كثيره منها الحقد والكراهية فمعنى (( ايرا )) فى اللغة الاسبانية هو الحقد
ومعروف أن بيرامه لا يرعوى ولا يتقيد بدين ولاخلق يردعانه عما لا ينبغى …
فكل ما لا ينبغى لا ينبغى لتندغ ولا لغير تندغى
أما إسرائيل فقد باتت مجروحة فى كبريائها نتيجة قطع موريتانيا علاقاتها معها وهى الحلقة الأضعف …
وبالتالى فإسرائيل لن تألو جهدا فى زعزعة امن واستقرار موريتانيا المارقة فى نظرها وربما وجدت فى بيرامه وحركته ضالتها المنشودة
أما الماسونبة العالمية فهي مرتع خصب لأمثال هؤلاء
مقارنة لا بد منها :
هب أن من قام بهذه المحرقة شخص أو جماعة ممن يطلق عليهم بيرامه مصطلح ( العرب البربر ) فهل سيسكت الناس عنه ويتركونه ويقولون ((هذا ابن عمنا )) ولن نعاقبه ولن نحاسبه و((هذا ابن الأكرمين )) لاطاقة لنابه وبرهطه ؟
الجواب ـ فى نظري ـ كلا ، فاى شخص مهما كان لونه وعنصره وأرومته تسول له نفسه المساس بمقدسات المجتمع وثوابته فلن يكون رد الفعل على ما قام به إلا بنفس الدرجة ولن يكون مصيره الاالعقاب على ما اقترفت يداه ، فالمجتمع الموريتاني مجتمع واحد دينه واحد ووطنه واحد (( لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى ))
أوليست غالبية المجتمع الموريتاني بأعراقه المتعددة ومستوياته المختلفة قد هبت فى وقت واحد وأدانت بيرامه وحركته وفعلته ؟
بيرامه بين مطرقة السلطة وسندان الشعب :
هو الآن معتقل ويتم استجوابه ومحاكمته ، وقد وعد عزيز شعبه بأنه سيحاكم طبقا للشريعة الإسلامية …
أما الحكم الذى سيصدر بحقه فلن يتحدد إلا بعد محاكمته هو وبعض أعضاء حركته وقد ياخذهذا الأمر بعص الوقت إلا أن اعتقاله الآن لن يكون مثل الاعتقال السابق باى حال ..
وهنا يجد النظام ضالته ويحقق هدفين فى ذات الوقت فيعاقب الرجل تقربا للشعب ونزولا عند رغبته أضف إلى ذلك انه من معارضيه الألداء ..
أما الشعب فقد بات حانقا وحاقدا على الرجل وحركته ولن يستمع له احد بعد المحرقة إلا ثلة قليلة من أنصاره وبالتالى فهو ليس فى مأمن من بطش الناس فى حالة ما إذا تمت تبرئته وأفرج عنه، وذلك أمر مستبعد للغاية فكل السيناريوهات والاحتمالات ليست فى صالحه
كلمة أخيرة :
وخلاصة القول أن بيرامه الآن بات فى وضعية لا يحسد عليها وقد أعلنت حركته انه بصدد كتابة اعتذار .. فهل هذا الاعتذار سيشفع له ، وهل سيقبل الشعب اعتذاره ؟
وهل ينوى الاعتذار للسلطة وهل ستقبل اعتذاره هى الأخرى ؟
لا أظن ذلك .. لكن القضاء فى النهاية هوصاحب الكلمة الفصل والقرار النهائي فى هذه القضية الكبرى والحساسة ..
وهل بيرامه سيتوب إلى الله مما اقترفت يداه ؟
((والله أحق أن تخشوه إن كنتم مومنين ))
لقد ذهب الرجل بعيدا وشطت به أنانيه وآراؤه الجامحة فأوردته المهالك لتكون هذه بداية النهاية إن لم تكن نهاية النهاية لأسطورة بيرامه التى طالما أرقت الكثيرين وقضت مضاجعهم فى زمن قياسي انبت خلاله الرجل فلا أرضا قطع ولا ظهرا ابقي ، ويتعلق المعنى هنا بالحق فكيف وقد تعلق بالباطل ومحاربة الحق فاللهم لا شماتة!
ولكن المجتمع الموريتاني بجميع مكوناته سيبقى مجتمعا واحدا موحدا مهما هبت العواصف ومن يدعو إلى تفرقته فكأنما ينفخ فى واد اويزرع فى البحر.
قال تعالى: (( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ))