لقد غرروا بك يا رئيس الجامعة الجديد..!

إن التطاول على الحق الطلابي وحماته الأباة والسير بمستقبل التعليم العالي حثيثا نحو المجهول ، أساليب جاءت متأخرة جدا، لتعد نشازا من الأفعال ومنكرا من الأقوال ما عاد الزمن يمهل أصحابها أو يرحمهم طويلا حتى تصيبهم القوارع الفاجعة أو تحل قريبا من ديارهم ؛ تلك هي بالفعل سنن الذين خلوا في هذا الطريق، كلما عقدوا الحبال وشدوها ونسجوا خيوط المؤامرة وقووها.. جاءت الإرادة الصادقة لأصحاب الحق، وهي تقرأ النصر في كتاب المحن والمطاردة والاضطهاد ؛ فيهزم جمعهم ويولون الأدبار بعد أن باعوا مياه وجوههم، وكرامة أعراضهم في سوق نخاسة الذل والعار ..تلك هي سنة التاريخ ولن تجد لسنة الله تبديلا ..وتلك هي شظايا الحق الخاطفة عندما تخترق جسد الباطل بسجيلها المنضود..! تلك هي حقا وليست من الظالمين ببعيد ..

سيادة الرئيس الجديد …!!
خدعوك حينما اختاروك لمثل هذا الظرف الحاسم من تاريخ جامعتنا اليتيمة ..وغرروا بك فعلا حينما استلمت الراية من سلفك وواصلت السير في نفس الخط الخطأ دون أن تقوّم اعوجاجا أوتسد فجوة من فجوات القلوب التي تركها سلفك هناك بدل المبادرة لسد فجوات الإسمنت الظالمة وكأنك تخوض معركة الأسوار والمتاريس …

أتعجب حينما تكون الجامعة بكلياتها الأربع تشهد تنافسا محموما في مجالسها التأديبية من يوم عينوك ..لا تحسبها تجتمع لتعاقب الغششة من الطلاب أو المتهورين أخلاقيا من الأساتذة ,لا وكلا إنها تجتمع يوم عينوك لتوجه سهام نقدها وثقل جهدها إلى زمرة من خيرة طلبة الجامعة بعد أن استنفدت كل المحاولات الأمنية (سجنا، وسحلا، وضربا..) سبيلا لإسكات صوتهم المعانق – بصدقه – الجوزاء، لتخرج علينا عمادات الجامعة وهي تحمل تهما لا يليق بمجلس أكاديمي يمتلك أدنى مستوى من احترام النفس ومفردات اللغة أن يصدرمثلها (استخدام المصوتات داخل الجامعة! ..رمي الحجارة على الشرطة! ..إدخال آلة نتحفظ على ذكرها..! ) ..!!!عجبا لكم ..عجبا لكم ..!!
سيادة الرئيس الجديد .!!
سأقص عليك أسوأ القصص التي سيكتبها التاريخ وتحفظها ذاكرة الشرفاء ..
أتدري أنهم يوم عينوك لم يؤثروك ..وهل تعلم أنهم يوم عينوك كانت قوات الشرطة مرابطة على أسوار جامعتنا اليتيمة، في ظرف يجدر بمن عُين فيه أن يكبر أربعا ويبكي سبعا على الجو الأكاديمي وأهله، لقد كانت طلقات القنابل الصوتية والغازات المسيلة للدموع يوم عينوك هي وحدها من يتكلم بالجامعة، وذلك الصوت المبحوح إلا عن الحق وإسماعه، وكأن دورة تدريبية في علم القمع هي محاضرة الدكتور، وقلم الطالب نار يكتوي بها جسده الغض..
مشهد سيحاسبك التاريخ على تفاصليه أكثر وأنت تتمتع برؤية الطالبات وهن يسحلن أمام بوابات الجامعة على أيدي عصابات حرسك الجامعي وقطعان شرطتك الباسلة على النساء العزل… ولن ينسى التاريخ يوم يحاسبك تلك الأجساد الطاهرة التي اكتوت بسياط كـ”أذناب البقر” عند شرطتك …لن ينسى كذلك الذين غيبوا وراء السدود وهم يعانون ألم السجن ولسع البعوض هناك ..صحيح أنه لن ينسى ذلك والأصح من ذلك أنه لن يسامحك …!!
سيادة الرئيس الجديد …!!
إن كلما تقدم ليس إلا قطرة من بحر معاناة، كتب على المناضلين أن يعيشوها تحت رئاستكم الموقرة ،لكن الأدهى والأمر من كل ذلك أن تمخض المؤامرات، وتحاك ضد أعرق نقابة طلابية عرفها التعليم العالي في البلد، متجاوزة الحيز الجغرافي للجامعة إلى قصر الدولة أودولة القصر ..هناك وأنت سيادة الرئيس تقف موقف المتفرج الشامت، دون أن تفوه ببنت شفة، أو تتفضل بإشارة يد ..

سيادة الرئيس الجديد ..!!

في الأخير بعد كل ما قدمتموه لطلاب الجامعة من دروس قيمة في هذا العام على أيدي قوات القمع المختلفة ، أثبتم من خلالها فشلكم في لي ذراع أبطال القضية الطلابية ، وبعد فشل ما قدمته مجالسكم التأديبية من ضغط نفسي بقرراتها الجائرة الساعية لإسكات الصوت الطلابي .. بعد كل هذا وذاك يا سيادة الرئيس أبشرك بأن حالك اليوم حينما تواجه خيرة المناضلين بمثل هذا التعامل مثير للشفقة فــ :

يا ناطح الجبل العالي ليكسره

أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

وبالتأكيد فإنك يا سيادة الرئيس وأنت تحث الخطى في هذا الطريق الوعر ستعود خالي الوفاض لا تحقق صرفا ولا عدلا ..فهل من مدكر يا سيادة الرئيس .
الطالب أحمدو يحيى ولد زين

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى