لتغيرمنسقية المعارضة نفسنا حتى تطالب غيرها بالتغيير
لتغيرمنسقية المعارضة الديمقرطية نفسنا حتى تطالب غيرها بالتغيير تشعر منسقية المعارضة بخيبة أمل تلو أخري تجاه ردة الشارع الموريتاني على مطالبها برحيل نظام فخامة السيد /محمد ولد عبد العزيز وذالك بسبب قياداتها التي بلغت من الكبرعتيا، فالإبقاء على الرموز الحالية للمنسقية هو في حد ذاته استمرار ولإقصاء وتهميش قطاعات واسعة من المجتمع الموريتاني، وتجاهل واضح لرغبات وأمنيات الشعب الموريتاني الذي يريد أن يرى يوم من الأيام انتخابات حرة ونزيهة داخل أحزاب المعارضة ذاتها وانتخاب رموز وقيادات جدد، ليست هذه القيادات التي عرفناها منذ بداية تسعينات القرن الماضي، وعليه فإن التفكير والحديث لا بد وأن ينصب على البحث عن المعارضة البناء نتيجة ظروف الشيخوخة التي تمربها أحزاب منسقيه المعارضة هذه الفترة،ومع قناعة الشعب الموريتاني بمحدودية أفق قيادات المعارضة الحالية وضرورة التغيير الحقيقي لقادتها، فإن هذه القناعة ليست كافية إن لم تتوفر قناعة موازية ومكافأة بالبديل الممكن من قبل منسقيه المعارضة.
وهذا يدفعنا إلى السؤال عن ماذا قدمت لنا قيادات هذه المعارضة طوال العقود الماضية, وعلينا التمييز بين منسقيه المعارضة و الشريحة الأكثر مرونة من المعارضة كالأحزاب التي قبلت الحوار, فالشعب الموريتاني نتيجة ظروف الاضطهاد من الأنظمة القديمة وسياسات الإنكار, هو من أكثر شعوب المنطقة وعيا وإدراكا وجاهزية واستعدادا للقيام بدور محوري في عملية التغيير, وهو أكثر شعوب المنطقة شجاعة وإقداما للتضحية والفداء والمساهمة في الثورة, كي ينال حريته وحقوقه و يصنع مصيره, ولا أدل على ذلك من انتزاعه قصب السبق إلى الثورات الشعبية التي تحدث اليوم, حين قدم نموذج حركة التصحيح في 6 أغسطس 2008, التي لم تفهمها الأطراف الأخرى, وامتنعت عن التجاوب معها، فضيعت فرصة التغيير على نفسها وعلى مجتمعها, أما بالنسبة إلى أحزاب منسقية المعارضة الديمقراطية, فحالها مثل حال الحكومات الدكتاتورية, فقد تجاوزها الزمن, وباتت بعيدة جدا عن الشعب الموريتاني وعاجزة ليس عن تمثيل مطالبه العادلة فحسب, بل عن تحقيق أدنى هذه المطالب, حيث انحرفت هذه الأحزاب كليا عن أهداف وايجابيات وجود المعارضة البناء, إن لم نقل إنها أصبحت عائقا أمام مسيرة الوطن نحو مزيد من التقدم والازدهار, ولهذا فأنها غير مستعدة وغير مهيأة للمشاركة الفاعلة في التحولات والمتغيرات العاصفة والسريعة التي تجتاح المنطقة, اللهم في خطابات تشجع على العنف وانقسام المجتمع و على صفحات منشوراتهم القروسطية البائسة أو البلاغات الميتة على صفحات الانترنت, ونحن لا نريد التجني على هذه الأحزاب ولكن نذكر الوقائع كما هي, لنجد أن تفاعل الزعامات والقيادات الحزبية لمنسقيه المعارضة الديمقراطية مع المشهد السياسي واليد الممدود للحوار، يكاد يكون معدوما, وأن موقفها من الطفرة الاقتصادية للبلد وللبنية التحتية بشهادات المنظمات الدولية، لا يرتقي إلى مستوى الحدث, لأنها لم تستوعب ما حدث وما يحدث.
وبالتالي فإن المنطق يفرض على هؤلاء العباقرة أن يؤسسوا غرفة عمل مشتركة, تتابع التطورات والمستجدات على مدار الساعة من مراكش إلى إيران ومن اليمن حتى تركيا, حتى يكون الجانب الموريتاني في قلب الحدث ليستوعب ما يجري, وعلى ضوء المعطيات المتواترة يبني مواقف ويضع الخطط ويستفيد من تجارب الثورات هنا وهناك, للحصول على الخبرات الجديدة المتوالدة ميدانيا, ولكن ليس هناك شيء مما ذكر, لا استعداد ولا هم يحزنون, فأحزاب المنسقية وقياداتها ما زالت أسيرة المرحلة الآفلة.
,لو كان ثمة استعداد لدى أحزاب منسقية المعارضة الديمقرطية, كنا وجدنا اليوم فصائلها وزعاماتها قد ارتفعت بمستوى الأحداث وأجلت خلافاتها المضحكة إلى وقت لاحق, كي تلتقي على موقف وطني واحد مشترك يستطيع التعامل مع المرحلة الراهنة, ويضع مصلحة موريتانيا فوق كل الاعتبارات.
ولولا دقة المرحلة ربما قبل التفكير بثورة على النظام, لانتفضت قواعد أحزاب المنسقية والكوادر الشبابية على قياداتها الدكتاتورية المتسلطة بعقليتها العجوزة, وأنهت أساليب عملها البالية وأفكارها العتيقة, التي لم تعد تستجيب لزخم الشارع الموريتاني الذي يتفاعل بحيوية دافقة مع الثورات الجارية, ولو أراد هؤلاء القياديون الاحتفاظ برهة إضافية بمناصبهم الورقية, فعليهم التحول العملي إلى الديمقراطية داخل مؤسساتهم الحزبية, لان ساعة التغيير في الداخل الموريتاني قد أزفت ولسوف يأتي الشباب الموريتاني بالبديل المنتظر, فلا يبقى للسكرتير أو الأمين العام غير منصبه الخلبي وهيكل عظمي لحزب صار من الماضي.
محمد الأمين ولد سيد لامين