أكجوجت : شركة MCM تطرد إمام المسجد الجامع من منزله

اكجوجت – صحفي – في بادرة هي الأولى من نوعها، قامت شركة مناجم النحاس الموريتانية MCM في أكجوجت، بطرد السيد: عبد الرحمن، المعروف بـ(النن)، إمام مسجد حي العمال بلوجماهات من منزله الذي آواه أكثر من عشرين سنة، بدعوى منحه لبعض العمال، مما أثار موجة من الاستياء والسخط من طرف رواد هذا المسجد وغيرهم من ساكنة المدينة.


في السبعينييات من القرن الماضي، تم بناء حي سكني يتوسطه مسجد01_1_.jpg، من طرف شركة معادن موريتانيا SOMIMA الفرنسية، ومنذ ذلك الحين وهي تضم منزلا مخصصا للإمام، وقبل شهرين قامت الشركة الكندية MCM بإخلاء منزل الإمام لإسكان بعض عمالها، علما أنها لم تقم حتى الآن بترميم هذا المسجد رغم ترميمها للدور المحيطة به.

وزارة الشؤون الإسلامية: نطالب بتدخل وزير النفط لإعادة الإمام إلى منزله

 محمد عال ولد البخاري
محمد عال ولد البخاري
لاستجلاء الموقف أكثر، قابلنا الإمام: محمد عال ولد البخاري ، الممثل الجهوي لوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي ورابطة علماء موريتانيا، والذي قال: … في كافة المجتمعات، شرقية كانت أو غربية، من المتعارف عليه بين كل المؤسسات بأن كل مسجد له دار يسكنها إمام المسجد، وينبغي أن تكون هناك دار للمؤذن، هذه من لوازم وتوابع المساجد التي لا غنى له عنها. في مدينة أكجوجت، وفي الحي السكني الذي أقامته شركة صوميما سنة 1969 – 1970، وخصصت دار للإمام، سكن فيها من بين دور العمال، هذه الدار ظل فيها هذا الإمام منذ السبعينيات إلى أيامنا هذه.

يضيف محمد عال: شركة MCM قامت باستعادة الدور التي كان يسكنها الناس العامة، وذلك بالتعاون مع الإدارة، على أساس أنها ممتلكات تنازلت عنها الدولة ضمن الحصة المخصصة للشركة، لكن كان ينبغي على الشركة أن تحترم المساجد، وأن تترك لإمام المسجد، أيا كان الإمام، الدار، وكذلك المؤذن. اثنتان من الدور الموجودتان قرب المسجد ينبغي أن تتركا للمسجد، وإن لم تترك دارين، فواحدة على الأقل. لحد الآن طالبنا، ونطالب بأن تترك الشركة للمسجد دارا من بين الدور الموجودة قرب المسجد، ولا يمكن لنا كمسلمين، وكموريتانيين أن نتنازل عن هذه الدار. كما نلفت انتباه الكافة: الشركة والقطاع الخاص والدولة، إلى أن هذا المسجد الجامع، الذي هو من أكبر مساجد أكجوجت، ينبغي أن تبقى له دارا من الدور المجاورة له.

وفي رده على سؤال حول الاجراءات التي اتخذتها الجهة الوصية على هذا القطاع، يقول ولد البخاري: لقد اتصلنا بالمؤسسة الرسمية، وبالإدارة وبالبلدية، وأبلغناهم، واتصلنا ببعض مديري الشركة، وسنكتب رسالة، إن شاء الله، إلى الشركة، وأبلغنا وزير الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي، ونرجو أن يصل الخبر إلى وزير النفط والطاقة والمعادن، لعله الحاسم في الموضوع، والذي نطالبه بالتدخل لصالح إعادة دار الإمام إليه.

وعن سؤال حول تأخر ترميم هذا المسجد، رغم ترميم الحي المحيط به، قال محمد عال: لقد ذكروا لنا أن ترميمه مبرمج، ونرجو أن يكون تأخر ترميمه مشجعا، أي من باب ما يقوله المثل الشعبي:”التالي هو القالي”.

  • 03_1_.jpg أما الإمام وفقيه محطة الإذاعة الجهوية، السيد: أحمد بن محمد الحسن (أبو محمد) ، فقد شجب هذا التصرف اتجاه هذا الإمام الذي يقول إنه خدم العلم والتعلم والدعوة إلى الله ربع قرن، وقد بلغ من الكبر عتيا، فأرجو من هذه الشركة أن توفر منزلا لإمام هذا المسجد، كما يدعو بقية أئمة المدينة إلى اتخاذ موقف موحد للتعاطف مع هذا الإمام.

04_1_.jpgالأستاذ الشيخ ولد محمد، أحد رواد مسجد “لوجماهات”، وأول من أبلغنا عن عن ترحيل إمام هذا المسجد، يقول: قامت شركة MCM منذ حوالي شهر ونصف تقريب بطرد إمام مسجد الجامع عبد الرحمن المعروف ب”الننه” من المنزل الذي يسكن فيه، منذ ما يزيد على 30 سنة، من دون أن تستبدله له بآخر، ضاربة عرض الحائط بخدمة هذا الإمام العلمية، التي قل شخص في هذه المدينة إلا واستفاد منها، إما بمعرفة، أو فتوى أو استزادة في علم، فإلى متى هذا الاستهتار بالعلم وقومه في هذه الولاية ؟

وفي الأخير نشير إلى أن ساكنة المدينة تلاحظ هذه الأيام تقليصا كبيرا في الخدمات الاجتماعية لهذه الشركة ، على تواضعها أصلا، فبعد أن كانت تتولى صيانة المولد الكهربائي الذي منحته لشركة صوملك، تخلت عن تلك الخدمة، كما ستقوم بتقليص نسبة مياه الشرب التي تقوم بضخها من بنشاب لتصبح فقط 800م3 يوميا بدلا من 1300م3 كما ستقوم بتقليص مبلغ تشجيع عمال المستشفى الجهوي بنسبة 50% ابتداء من الشهر المقبل، كما سيتم الاستغناء عن عمال الصيانة في هذا المستشفى، بعد أن تم الاستغناء عن حراسته، باختصار، إن شركة MCM تستقيل من دورها الاجتماعي الذي كان يعول عليه الكثير من ساكنة هذه المدينة، والذي يعتبرونه ضريبة رمزية لاستخراج ثروات هذه المدينة.

أكجوجت ـ محمد عبد القادر

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى