ما يريده جنرالاتنا الموقرون

1. يريد جنرالاتنا الموقرون البقاء في السلطة ما شاء الله لهم أن يبقوا وأن يبقوا بكامل السلطة والسلطات وأن يديروا دفة الحكم بدون مراقبة ولا محاسبة من أي شكل كانت. و أن لا يحاسبوا إن هم زوروا الانتخابات أو عطلوا السلطات أو علقوا الحريات أو نهبوا الثروات. وأن نقبل راضين كمواطنين صالحين أن الرئيس الجنرال هو وأهله معفوون من القانون: لا يسألون عما فعلوا و لا يحاكمون إن قتلوا.

2. يريد جنرالاتنا الموقرون أن يأكلوا عوضا عنا ويشربوا عوضا عنا و يتكلموا عوضا عنا. ويريدون من شعبنا أن يتعلم الاصطفاف لأن في الاصطفاف وقارا وهيبة وخنوعا ورضي بما قدر وإظهارا للطاعة الواجبة علينا في حق ولي أمرنا: أن نصطف عند حوانيت الأمل وأن نصطف بحثا عن العمل و أن نصطف سعيا وراء تعيين مؤمل و أن نصطف في المستشفيات في قسم الوفيات و أن نصطف ترحيبا بالقيادات …. وكلما كان الطابور أطول كان الاصطفاف أجمل. ويريدون من مثقفينا أن يتعلموا فن التصفيق والتغريد, والتهليل والتمجيد لأن في ذلك قضاء على الرياء ودفعا للبلاء وتحقيقا للمآرب واجتنابا للمصائب واسترضاء… للقيادة : أن يصفقوا للرئيس الجنرال إن هو صور وعوده السابقة علي أنها إنجازات قائمة ونعت خصومه السياسيين بأنهم عجزة فاشلون وادعي بأن المواطنين راضون وأعلن أن المجاعة مجرد دعاية كاذبة اختلقتها مخيلات حاقدة وأن الحوانيت المدعومة نجحت في نشر الطمأنينة وأن محاربة الفقر بالفقر سياسة عادلة لا غبن فيها. وأنها عما قريب ستأتي أكلها وأن كل من خالفه الرأي فهو, لا محالة, شخص فاسد.

3. يريد جنرالاتنا الموقرون أن لا ننخدع بأكاذيب المرجفين المتسيسين من أساتذة ومعلمين. فسياستنا التعليمية جيدة: فمستوي التلاميذ جيد ومستوي المدرسين من غير المضربين جيد ومستوي القائمين علي التعليم جيد والمنشآت المدرسية جيدة و الكتب المدرسية متوفرة وجيدة و التأثيثات والتكوينات والتعليمات والتعيينات والتحويلات والتسريحات والتعليقات و…جيدة. وقد شهد بذالك وزير جيد.

4. يريد جنرالاتنا الموقرون أن يفكروا عوضا عنا لأن التفكير السديد من شأن الحكماء وغير قديم ولا بعيد قال أمثالهم قبل أن يرحلوا: إن رج تفكير الغوغائيين يوقظ النائمين ويفسد المتعاونين ويزيل المتحكمين. و يريدون أن لا نصدق ما ترويه المعارضة لو كان في المعرضة خير لما كانت معارضة بل نحن مطالبون كمثقفين عقلاء وكأئمة فضلاء وكسياسيين حكماء و كموظفين رشداء أن لا نصدق اليقين بل علينا أن نجد مسوغات ونقرأ آيات ونكتب شعارات ونرفع رايات من اجل دحض الحكايات كل الحكايات: كل المعاهدات والاتفاقيات الدولية أو الوطنية, المعلنة أو المخفية, القصيرة الآجال أو الأبدية, المعدنية أو السمكية , الفرنسية أو الصينية …. هي في مصلحتنا. وكل التعديلات والتعيينات والاتهامات والإدانات و التغريمات والترخيصات… هي في مصلحتنا و أن نسلم بأن كل ما يفعلونه إنما يفعلونه من أجلنا و من أجل مصالحنا حتى وإن أخفوه عنا حتى وإن جاءت نتائجه عكس ما كنا نتمنى. حتى و إن علت صرخات البائسين وتطايرت آمال المتعلمين ودوت أنات المرضي القانطين وتقاطرت أعداد المتسولين وقفزت أسعارا البنزين. وأن محاربة الفساد جارية إلي أن يقلع المفسدون عن ممارسة الفساد إذ لا يحق لغير أصحاب الرتب العالية ومن والاهم من الأسياد علي طول وعرض البلاد ممارسة الفساد.

5. يريد جنرالاتنا أن نفخر بما حققه جيشنا الباسل من انتصارات باهرة في معركة الإرهاب وبكوننا أوجدنا دولة جديدة وفككنا دولة صديقة وخلقنا ألف مشكلة عنيدة.

6. يريد جنرالاتنا الموقرون أن نقبل بأن التناوب السلمي علي السلطة حاصل: عشرة انقلابات سلمية لم ترق فيها ولا قطرة دم واحدة. وبأن نصدق أن ديمقراطيتنا أعرق
من ديمقراطيات الغرب كلها لأنها بكل بساطة مستوحاة من أقدم ديمقراطية علي الإطلاق: ديمقراطية لا يجوز أن يفوز فيها إلا النبلاء ونبلاءنا هم بلا شك جنرالاتنا.

7. يريد جنرالاتنا الموقرون أن نؤجل الانتخابات التشريعية والبلدية والرئاسية حتى تكتمل الحالة المدنية وحتى يمل الرئيس الجنرال من توظيف الميزانيات السنوية في مشاريع وهمية ومن مقايضة خيراتنا الوطنية لصالح دول أجنبية مقابل عمولات عينية ومن تركيعه لرجال أعمالنا الذين لم يؤمنوا بالقضية ومن إدانة وسجن وتغريم الموظفين المزعجين الذين فكروا في الخروج علي السجية

8. يريد جنرالاتنا الموقرون أن لا تعطل التنمية حتى لا نكون معارضة….. غير شرعية

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى