موريتانيا… والدبلوماسية العرجاء!!
مردت الخارجية الموريتانية على ارتكاب الأخطاء الدبلوماسية الفادحة؛ والتى كان آخرها إقدام وزير خارجية موريتانيا حمادي ولد حمادي على تعزية الولايات الأمريكية المتحدة في سفيرها الذي قتل في ليبيا على اثر تداعيات نشر الفلم الأمريكي المسيء لخاتم النبيين عليه أزكى الصلاة والسلام…
والمخجل في الأمر هو تناسي دبلوماسيتنا المتناقضة لهذا الفلم وتجاهله كل التجاهل؛ في الوقت الذي يتزايد غضب الموريتانيين؛ بل والمسلمين عامة من احتضان الولايات المتحدة لمخرجه وأبطاله الذين أساءوا عمدا على مقدساتنا الدينية؛ وحاولوا النيل منها.
إن الموقف الذي تبنته خارجية موريتانيا لا يعبر عن مواقف الشعب الموريتاني الأصيل الذي يقف دائما نصرة للدين الحنيف؛ ويأبى المساس به أو التطاول عليه…
فليس من الوارد في الوقت الراهن تعزية أمريكا؛ وإنما توبيخها على أفعالها الشنيعة ومحاربتها للإسلام والمسلمين؛ واستهزائها الدائم بثوابت الأمة وكرامتها…
فقبل أيام قلائل خرج علينا الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليعلن في برنامجه الانتخابي أن القدس الشريف عاصمة أبدية لليهود؛ متحديا بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية من أجل كسب ود اللوبي الصهيوني في الانتخابات الأمريكية المقبلة؛ واليوم يظهر من أمريكا ذاتها فلم يسيء على خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم دون أن تعتذر الحكومة الأمريكية للمسمين؛ أو تقدم الجناة إلى العدالة…
لقد ظهرت الولايات المتحدة على حقيتها وكشرت عن أنيابها؛ ولذا لم يعد من المقبول الخنوع لها تحت أي ظرف مهما كان؛ فمثلما قطعنا العلاقات مع الكيان الصهيوني البغيض يمكننا اليوم أن نقطعها مع أمريكا وكل دولة تسيء إلى الإسلام والمسلمين لا أن نشاطرها أفراحها وأتراحها ونقوم بتعزيتها في سفرائها مثلما فعل وزير خارجيتنا الذي لا يعكس ما يدور في خلجاتنا كعرب ومسلمين.