للإصلاح كلمة: حول السنة الجديدة
كلمة الإصلاح هذه المرة تغتنم فرصة حلول السنة الجديدة 2013 لترسل معها سؤالين هامين لجميع الإنسانية، ولتتولى السنة الجديدة التي تطل على العالم أجمع بث هذين السؤالين على جميع قنوات التواصل في العالم سواء كان فيس بوك أو توتير أو غير ذلك إذا طرأ على العالم، كما تعطي كلمة الإصلاح الأذن للسنة الجديدة إذا كان أهل الجان يشعرون بها أن تطرح عليهم هذين السؤالين، كما أن السؤالين موجهين لأهل كل عقيدة ومن لا عقيدة له، فيكفي أن يكون المستمع لهما عنده عقل في هذه الدنيا.
وهذان السؤالان يتعلقان بالقضية الفلسطينية:
الأول منهما خارجها، والآخر داخلها، وقبل أن أضعهما على الورقة لا شك أن العالم كله كان يلاحظهما معي ويتعجب منهما:
فالسؤال الأول المتعلق بفلسطين والخارج عنها هو أنه من المعروف أن كل مسلم ولا سيما إذا كان المسلم عربيا تـتفطر كبده ويكاد قلبه أن ينفجر عندما يرى على شاشة تلفزيونات العالم بطش القوة الإسرائيلية بالشعب الفلسطيني، فعندما يرى العالم الطائرات الإسرائيلية تدمر البيوت على ساكنتها وتغتال حيث تشاء وأين تشاء وترى في تحركات الفلسطينيين في الضفة الغربية القوات الإسرائيلية تشد وثاق الفلسطينيين أيديهم وراء ظهورهم وترميهم في الحافلات كجيف ويرى الجميع الجرافات الإسرائيلية تهدم البيوت على رؤوس العائلات ويخرجونهم منها وهم صاغرون، فلا شك ن العالم سيفهم بعد هذا موضوع هذا السؤال.
وربما يستعجل على أحد ليقول لي هذه مناظر تعود العالم النظر إليها ولا سيما العالم العربي والعالم الإسلامي فنقول له هذه الصورة التي أصبحت مألوفة لدى الجميع هي التي تختزن سؤالا هو المطلوب الجواب عليه.
فمن المعروف أن الدول العربية ولا سيما دول التعاون الخليجي وهي الموجه إليها 90% من هذا السؤال أنها هي وأمريكا والدول الأوربية كأنهما يأكلان في إناء واحد ويشربان من حوض واحد منبعه في الخليج وقاعدته في أوربا وأمريكا، وهذا الأكل والشرب يتسع ليشمل جميع الحياة سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية بما في الكلمة من معنى أي كل ما يسمى عند الغرب ثقافة بحيث لو تحرك أنبوب واحد عن مجراه من هذه المعطيات الواصلة إلى أوربا وأمريكا من الخليج لنزلت على أمريكا وأوربا بانقطاعه صاعقة من الخليج يستسلم لها الجميع فإن لم ترفع أمريكا وأوربا راية بيضاء عند ذلك فسيجبرهما شعبهما على رفع تلك الراية.
وهذه النقطة هي التي تستغلها إسرائيل بمنظماتها وأموالها داخل القارتين وتلوح بهما دائما لتجعل قيادة القارتين يمكنهم أن يتكلموا عن ضياع أي حق للإنسان في أي بقعة من العالم إلا أن يكون المنتهك لحقوق الإنسان هي إسرائيل فلا قائد عندئذ يصرخ حفاظا علي علاقته مع الأموال اليهودية.
وفي مقابل هذا عندما تتفاحش إسرائيل في التدمير والتقتيل والظلم وأنواع الإهانة للشعب الفلسطيني فلا نرى شعرة تقطع ولا تهديدا بقطعها ولا نرى احتجاجا من تلك الدول الخليجية التي تـتنفس أمريكا وأوربا برئتها الموجودة داخل أموالها المصبوبة كما وكيفا مثل صب الرصاص من إسرائيل على فلسطين.
فمن كان في السياحة آنذاك في القارتين فليمدد إقامته ومن كان يرقص في البارات فليتفنن في الرقص ومن كان يتداوى في تلك المستشفيات فليطول من نقاهته بمعنى أننا عندما نسمع إذاعات دول الخليج تذيع موبقات إسرائيل من تدمير وإهانة كما وقعت فيظن المسلم العربي أن هذه الإذاعات لا تتبع لهؤلاء القادة ولا إلى ذلك الشعب المبثوث في أمريكا وأوربا يفرغون جيوبهم لتحولها أمريكا وأوربا إلى أسلحة ودولارات سخية يرسلها الكونكرس الأمريكي إلى إسرائيل لتدمير فلسطين مع أن الفرق بين أموال العرب وإسرائيل هي أن أموال إسرائيل حاصلة من جيوب الشعب الأمريكي والأوربي وأموال العرب تصب على القارتين كودائع واستثمارات وفي كل أنواع جلب العملة الأجنبية من الخارج.
ومن هنا حان طرح هذا السؤال وهو هل الدول العربية ودول الخليج بالذات لا يعلمون أنما تقتل به إسرائيل الفلسطينيين هي أموالهم المدخرة والمنقولة بجميع نقل الخيرات داخل تلك الدول وأن وقوفهم مع فلسطين المعلن ومقاطعتهم لإسرائيل كل هذا لا يكفي منه ما يذاع في الهواء وما يكتب فوق ورق الجامعة العربية.
وهنا وجب طرح هذا السؤال على عقول جميع البشر التي سوف تصل إلى سماعهم هذه الظاهرة المميزة لكل ذي عقل سليم.
وأرجوا أن أبادر هنا بتصريح لأقول فيه أني لا أكتب هذا السؤال تنقيصا من دول الخليج أو شعوبها ولا نكران ما لهم من الدور الخير على جميع الدول باستـثناء موضوع السؤال.
بل إن دول الخليج نعتز بها وبعضها له علينا كثير من المنن:
فالسعودية تسكنها أكبر جالية موريتانية ونحن نحمدها ونشكرها على إيوائهم بجانب الأماكن المقدسة التي خصهم الله برعايتها وإحسانهم عليها هناك.
وأما الكويت فهي أول دولة تكون شباب موريتانيا بعد الاستقلال وتعطيها المساعدات السخية وعلى رأسها فتحها لمستشفي على نفقاتها كنا بحاجة إليه بالغة في ذلك الوقت.
إلا أن علاقتنا بعد ذلك أفسدها دخول العراق لدولتها ولكن لتعلم الكويت ويعلم الجميع أنه لولا قدرة الله ولولا عراق الشهيد بشهادة العالم أجمع صدام حسين وعراق هذا الشهيد وحده بالنسبة لنا لم تبق هنا الآن دولة تسمى موريتانيا فلتقبل الكويت العذر منا لموقفنا منها في ذلك الوقت.
أما دولة الإمارات فهي أكبر دولة تستقبل اليد العاملة الموريتانية وتعاملها معاملة الأخوة.
وأما دولة قطر فنرجو من الله أن يمدها طولا وعرضا وعمقا وأعلا: فلولا وجود قيادتها على الأرض لما نجح أي ربيع عربي ولسوف يطول جلوس الدكتاتوريات فوق شعوبهم في العالم العربي المسلم.
ولكن رغم ذلك كله فإن السؤال المطروح ليجيب عليه هو كما يلي:
فمن المعلوم أن ما تدره أموال الخليج في ميزانيات أمريكا وأوربا أكبر بكثير من ما تدره الصهيونية على ميزانية تلك الدول، ومع ذلك فتلك الدول تقف مؤيدة لإسرائيل وموبقات إسرائيل ضد الفلسطينيين .
فهل ذلك راجع إلى أن دول الخليج لا تهتم ضمنيا بقضية فلسطين وغير مستعدة أن تجعل أموالها ضمن السلاح المساعد لفلسطين وأما الصهيونية فهي مستعدة لذلك وهنا أضرب مثالا على هذا النوم العميق لدول الخليج ساعة موبقات إسرائيل ضد فلسطين فقضية عرفات الذي سجنته إسرائيل في مكتبه عدة أشهر حتى قتلته ودول الخليج تتفرج وأموالها وأشخاصها ينسابون بكثرة لا مثيل لها على تلك الدول القاتلة فعلا بسلاحها وتأييدها اللا مشروط لإسرائيل.
وكذلك حرب الرصاص المصبوب على غزة حيث انتهت إسرائيل من صب ذلك الرصاص عندما أرادت هي الانتهاء هذه الوقائع يكاد منها القلب ينفجر .
وبلغة النحويين فما بال باء أموال إسرائيل تجر أمريكا وأوربا للوقوف مع إسرائيل وباء أموال الدول الخليجية زائدة ولا محل لها من الإعراب.
وبذلك يكون العالم فهم السؤال وما وراء هذا السؤال وأرجو الرد على فحوى السؤال وما وراء هذا السؤال.
أما السؤال لثاني داخل الوطن الفلسطيني وفي غزة بالذات وهو أنه من المعلوم أن رجال المقاومة رجال أبطال بما في الكلمة من معنى وأنهم يعملون ما في وسعهم من المقاومة بجميع أنواعها ولا يخافون الموت ويتمنون الشهادة ومستعدين لها في كل لحظة إلا أن جميع العالم يتعجب في كون الطائرات الإسرائيلية هي التي تغتال من شاءت وهي التي تصب الرصاص وهي التي تدمر العربات بجميع أنواعها بمعنى أنها تطير بشكل منخفض حتى تقـتل من تريد قتله ومع ذلك لا تسقط المقاومة لها طائرة وإذا ذكرت إسقاط طائرة تكون واحدة وتكذبها إسرائيل ولا يوجد لها دليل.
ومعلوم أن إسرائيل أغلى جنودها هم الطيارون فلو سقطت خمس طائرات أو أقل أو أكثر وأعتقل منها طيار واحد لفكرت إسرائيل ألف تفكير قبل الإقدام على إدخالها أجواء غزة.
ومن المعلوم كذلك أن صواريخ الفلسطينيين هذا العام وصلت إلى كل من تل بيب وكثير من مدنها البعيدة (صاروخ فجر) و ( صاروخ قراد).
والسؤال هو: هل طائرات إسرائيل خلقها الله لا تسقط بأي صاروخ أم فلسطين لا تستطيع أي دولة مهما كانت أن تعطيها صاروخا يسقط الطائرات لأن كل صاروخ أسقط طائرة لإسرائيل سوف يعرف مصدره وتعاقب إسرائيل وأمريكا وأوربا تلك الدولة التي أعطته وبذلك تخاف كل الدول من إعطاء مضادات للفلسطينيين أم الأمر غير هذا.
فالجميع يعرف أن الحربين التي شنتهما إسرائيل على غزة لم تتأثر فلسطين بهما إلا بتدمير الطائرات لشعبها فلو كان القتال بريا ــ مع أن فلسطين لا تملك دبابات إلا أن شجاعة مقاتليها تهزم الدبابات كما شاهدنا في الحرب البرية الأولى لكانت الأضرار أقل بكثير.
والسؤال من جديد المطلوب الإجابة عليه هو كما يلي:
هل الطائرات الإسرائيلية لا يمكن إسقاطها أصلا أم أن فلسطين لا تستطيع دولة مساعدتها بصواريخ مضادة للطائرات أم أنهم حتى لو كانت عندهم ما استطاعوا إسقاطها.
وأخيرا أقول لجميع الدول العربية والإسلامية كما قال تعالى: (أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون).