ناجون يروون ساعات الفزع في حصار ان اميناس في الجزائر
الجزائر (رويترز) – قضى رجل فرنسي يوما وليلتين في رعب مختبئا تحت فراشه موقنا ان الخاطفين سيعثرون عليه ويقتلونه. وشاهد عامل لاسلكي جزائري جثة مديره الفرنسي. ورأى مهندس من ايرلندا الشمالية اربع شاحنات كانت تقل رهائن وقد تحولت لاشلاء بعد ضربة شنتها القوات الجزائرية.
ولم ينته حصار منشأة الغاز الطبيعي التي تقع في عمق الصحراء الكبرى الجزائرية لكن قصص الناجين حتى الان تتضمن اهوالا عن صدمة هائلة يقول خبراء انها ربما لا تلتئم في نفوسهم ابدا.
ووقع مئات من الجزائريين وعشرات من الاجانب تحت حصار مسلحين سيطروا على المجمع الذي يعملون به قبل الفجر يوم الاربعاء.
ورغم تناقض البيانات الرسمية والغموض بشأن مصير الكثيرين يقول مسؤولون جزائريون ان نحو 30 من الرهائن الجزائريين والاجانب ربما يكونون قد قتلوا وان عشرات من الاجانب ما زالوا في عداد المفقودين.
وقال عبد القادر (53 عاما) العامل القادم من بلدة ان اميناس القريبة ان المسلحين الذين وصلوا قبل الفجر فتشوا المجمع الضخم الذي يضم قسما سكنيا ومصنعا لمعالجة الغاز بحثا عن الأجانب.
وقال مسترجعا الأحداث “قال لنا الارهابيون في البداية انهم لن يؤذوا المسلمين انهم يبحثون عن المسيحيين والكفار فقط.”
واختنق صوته متأثرا وهو يقول “انا رجل محظوظ” وكان اطفاله يلعبون على مقربة منه بينما يذيع التلفزيون نشرة الاخبار. وحكى عبدالقادر كيف تمكن من الفرار مع مئات من الجزائريين الذي احتجزوا في البداية.
وقال انه يخشى ان يكون العديد من زملائه الاجانب قد قتلوا مضيفا ” يبدو ان الارهابيين يعرفون القاعدة جيدا. بدا عليهم انهم يعرفون الى اين يذهبون.”
وقال فني لاسلكي جزائري يدعى عزالدين (27 عاما)انه رأى جثة مديره الفرنسي.
وابلغ رويترز قائلا “كان مديري رجلا عظيما تعلمت كثيرا منه. لقد قتل بالرصاص. لم ار الاعدام لكن كل ما شاهدته هو جثته عندما فررت من القاعدة مع بعض الزملاء.”
واعلن الخاطفون في النهاية انهم يحتجزون 41 اجنبيا. ومن بين العمال الاجانب الاخرين الذين لا يزالون مختبئين في المجمع مدير خدمات التغذية الفرنسي الكسندر بيرسو.
وقال فيما بعد لمحطة اوروبا 1 الاذاعية “سمعت اطلاق نار كثيفا وانطلق جهاز انذار يبلغنا بأن علينا البقاء في اماكننا لكني لم اعرف ما اذا كان حقيقا ام تجربة.”
ونجا بعد بقائه في غرفته بعيدا عن اي اجانب واختبائه خلف حاجز من من الالواح الخشبية. ومرر اليه زملاؤه الجزائريون الطعام والماء خلسة.
وقال “كنت معزولا تماما…كنت خائفا ونظرت لنفسي بأن الامر سينتهي بي في صندوق خشبي.”
وتردد ان الخاطفين قيدوا الاجانب واجبروا بعضهم على ارتداء احزمة ناسفة بينما حاصر الجيش المجمع من الخارج وقال انه لن يتفاوض.
وقال الخاطفون لوسائل اعلام موريتانية انهم سيقتلون الرهائن اذا ما حاول الجيش اقتحام المجمع. وقال مسؤولن جزائريون ان الخاطفين طالبوا بمرور امن الى خارج السجن ومعهم رهائنهم لكن الحكومة رفضت.
وقال الخاطفون ان الجيش حاول اقتحام المجمع خلال الليل.
وفي الصباح التالي سمح الخاطفين للرهائن بالتحدث لوسائل الاعلام فيما بدت وكأنها محاولة من جانبهم لاقناع الجيش بالتراجع.
وقال رهينة من ايرلندا الشمالية يدعى ستيفن ماكفول ويعمل مهندسا في تصريح لتلفزيون الجزيرة “الموقف متدهور . اتصلنا بالسفارات ودعونا الجيش الجزائري للتراجع…نحن نشعر بالقلق بسبب استمرار اطلاق النار.”
وبعد ذلك بفترة وجيزة نقل ماكفول وغيره من الرهائن الى خمس شاحنات حاول الخاطفين الفرار بها. وحسب ما قاله شقيقه اطلقت القوات الجزائرية النار على القافلة. ونجا ماكفول ولكنه رأى اربع من المركبات محطمة.
وقال برايان ماكفول “قصف الجيش اربع من الشاحنات الخمس ودمر اربع منها. والشاحنة التي كانت تقل اخي تحطمت وعند هذه اللحظة تمكن ستيفن من الفرار ويعتقد ان كل من كانوا على ظهر الشاحنات قتلوا.”