صمت السيد الرئيس أبلغ من كلام المعارضة

نواكشوط – صحفي – في الخامس عشر من شهر مايو المنصرم قام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز بزيارة للعاصمة البلجيكية ابريكسل لحضور مؤتمر دول المانحين لمساعدة الجارة الشقيقة الدولة المالية في إعادة إعمارها بعد ما عانته جراء الحرب الدائرة فيها بين القوات الفرنسية وحلفائها من جهة والجماعات الإرهابية المسلحة من جهة أخرى من أجل القضاء على الإرهاب والإرهابيين واستئصال شوكتهم في شبه المنطقة.

وما إن غادر السيد الرئيس ابريكسل متوجها إلى فرنسا حتى قامت معارضتنا المسكينة أو على الأصح ما يعرف بمنسقية المعارضة الديموقراطية بمحاولة إحياء لعبتها القديمة المرتبطة ببث الشائعات حول صحة السيد الرئيس التي ما فتئت تبثها من حين لآخر من أجل إرباك الرأي العام الوطني من جهة، والنيل من شخص رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز من جهة أخرى، غير أنها فشلت في ذلك مرارا وتكرارا، وكما فشلت سابقا فستفشل لا حقا لا محالة.

غير أنني لم أكن أتصور ـ كغيري من المراقبين والمتتبعين للشأن الوطني ـ إلا أن هذه المنسقية قد استفادت من الدرس بعد الحادثة الخطأ التي أصيب فيها السيد الرئيس وما حام حولها من الشكوك والتشكيك من طرف هذه المنسقية عن الحالة الصحية للسيد الرئيس، فمنهم من أعتبر أنه أصبح عاجزا بل إنه أصبح من الماضي، ومنهم من ذهب في حديثه ذلك إلى أنه لن يعود لوطنه قبل فترة لا تقل عن أربعة أشهر على أقل تقدير، والبعض الآخر قد ذهب به حدسه ومعلوماته الخاطئة إلى أبعد من ذلك حيث أقسم باليمين المغلظة بعجز السيد الرئيس.

وما إن صالت وجالت منسقية المعارضة الديموقراطية كعادتها دائما في بث سمومها من خلال نشر الأخبار الكاذبة والمغلوطة، والتي لا تنبني على أي أساس من الصحة، حتى ظهر السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز في كامل صحته ولله الحمد، فكان ظهوره في تلك الحالة أشد وقعا من وقع الصاعقة على رؤوس هؤلاء القوم الذين تعودوا على أن لا يصدقوا هذا الشعب المسلم والمسالم والذي منح ثقته وأعطى كلمته في الاستحقاقات الرئاسية الأخيرة من خلال تصويته لصالح برنامج السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز، وأستطاع تجاوز غرمائه ومنافسيه في الشوط الأول من تلك الإنتخابات وبأغلبية مريحة من أصوات الناخبين الموريتانيين الذين فضلوه على غيره من المترشحين.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

ويبدو أن منسقية المعارضة الديموقراطية لم تقتنع بعد بأن الشعب الموريتاني قد أختار وأحسن الإختيار بتصويته لفائدة السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية، رئيس الفقراء، حيث أنه استطاع خلال مدة زمنية قصيرة من تحقيق انجازات هامة وعملاقة، وعلى رأسها إعادة الثقة والأمل للمواطن الموريتاني في دولته بعد أن فقدهما ولمدة طويلة من الزمن.
فقام أولا وقبل كل شيء برد الإعتبار لشنقيط وللشناقطة من خلال العناية الكاملة بالعلم والعلماء الأجلاء، فقام بفتح إذاعة خاصة بالقرآن الكريم، يتلى فيها عناء الليل وأطراف النهار، وتتدارس فيها مختلف العلوم الشرعية التي تهم الإنسان في حياته وتنفعه في مماته، كما قام وعلى وجه السرعة وبدون تردد بإعطاء الضوء الأخضر بطباعة المصحف الشريف الموريتاني الذي اكتملت طباعته ولله الحمد وتم توزيعه على نطاق واسع فالحمد لله رب العالمين، وسيتم في القريب الآجل بحول الله وقوته تشييد أكبر جامع في البلد يتسع لأزيد من 15000 مصلي، وتم اكتتاب الأئمة في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلد وبأعداد متزايدة خلال فترة قصيرة جدا من الزمن، والى غير ذلك من القضايا الهامة، والقرارات الشجاعة التي تخدم الإسلام والمسلمين في دنياهم وأخراهم.

وفي المجالات الحيوية الأخرى قام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بتوطيد ركائز الوحدة الوطنية من خلال المصالحة الوطنية، وتسوية ملف الإرث الإنساني الشائك والذي استعصى على كل الأنظمة السابقة، وعمل جاهدا على تحقيق العدالة الإجتماعية لصالح مختلف شرائح وفئات الشعب الموريتاني، وتواصلت الحرب الكبرى التي لا هوادة فيها لمحاربة الفساد والمفسدين من أجل بناء دولة القانون حيث يعيش الجميع في حرية وأمان مدركا ما له وما عليه، وتمت إقامة الورشات الكبرى في مجالات التعليم والتعدين والصحة وغيرها من المجالات الأخرى، وشيدت الآلاف من الكيلومترات من الطرق المعبدة، وتواصل العمل الهادف إلى فك العزلة عن العديد من قرى وبلدات الوطن، وتم توفير المياه الصالحة للشرب، والإنارة للعديد من المدن، والقيام بتخطيط عصري لمدينة انواكشوط من خلال توزيع القطع الأرضية السكنية على المواطنين، وخاصة الفئات الأكثر فقرا ومعاناة، حيث أنحاز السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز بكل جد وإخلاص لقضايا وهموم المواطنين عموما والمستضعفين على وجه الخصوص أينما وجدوا على أرض الوطن.

وتواصلت سياسة الإعمار وتخطيط الكزرات، وتوزيع القطع الأرضية السكنية وبوتيرة متسارعة على المواطنين في باقي ولايات الوطن كما هو الحال بالنسبة لمدن انواذيبو وكيهيدي وروصو وغيرها من مدن البلاد الأخرى، كما شيدت مقاطعات جديدة لخدمة المواطن أينما وجد لتنضاف بذلك إلى باقي المقاطعات الأخرى الهامة في البلد، وأقيمت العديد من التجمعات السكنية الضرورية، حيث استفادت هذه التجمعات من الخدمات الأساسية، و تعزز مبدأ تقريب الخدمات الإدارية من المواطنين من خلال التعليمات والتوجيهات السامية من طرف السيد الرئيس لأعضاء الحكومة ومن خلالهم للإدارات الجهوية والإقليمية.

وفي نفس السياق تعززت الحرية والممارسة الديموقراطية، وتحققت المساواة بين كافة الفئات والشرائح المكونة للنسيج المجتمعي، وحرر المجال السمعي البصري العمومي والخصوصي، و تم إلغاء قانون حبس الصحافة، هذا من دون أن أنسى المشروع الوطني الكبير والعملاق المتعلق بإصلاح الحالة المدنية من خلال إعداد وثائق مدنية مؤمنة وغير قابلة للتزوير، هذا الإحصاء المتطور والفريد من نوعه في شبه المنطقة، والذي سيمكن لا محالة من تحديد هوية المواطنين الموريتانيين عن ما سواهم من الأجانب.

كما أنه وفي سابقة هي الأولى من نوعها استطاع الخيرون من أبناء هذا البلد من الجلوس على طاولة المفاوضات في حوار وطني حر وشفاف ونزيه ولمدة شهر كامل لتدارس أهم القضايا الوطنية، وتمكنوا من الخروج بجملة من القرارات والتوصيات الهامة فى تاريخ البلد، والتي تخدم المصلحة العامة للوطن والمواطن، وفي هذا المضمار سيسجل التاريخ على منسقية المعارضة الديموقراطية رفضها المشاركة في هذا الحوار الوطني الهام في تاريخ وطننا العزيز.
وكان من بين أهم نقاط الإتفاق بين ائتلاف أحزاب الأغلبية وأحزاب المعارضة المشاركة في هذا الحوار الوطني الأول من نوعه في البلد هو الموافقة على تشكيل لجنة وطنية مستقلة للإنتخابات تشرف على العملية الإنتخابية من ألفها إلى يائها، وتتوفر هذه اللجنة على كل الصلاحيات وعلى كافة الوسائل المادية واللوجستية الضرورية لإنجاح مهمتها.
ولاشك أن هذه النقطة المتعلقة بتشكيل لجنة مستقلة تشرف على العملية الإنتخابية برمتها هي الشغل الشاغل للجميع مولاة ومعارضة، حيث أن الجميع كان ولا زال يطالب بالشفافية والنزاهة وتغيب الإدارة أو تحييدها.

وها قد تحقق هذا المطلب من خلال الحوار الوطني بأختيار أشخاص معروفين بوطنيتهم ونزاهتهم واستقامتهم كأعضاء إستحقاقيين في لجنة الحكماء التي حددت مأموريتها في مدة لا تتجاوز خمس سنوات غير قابلة للتجديد، فإذا أي عذر يبقى لمنسقية المعارضة الديموقراطية يمنعها من المشاركة في الإستحقاقات النيابية والبلدية القادمة؟.

كل هذه الإنجازات وغيرها التي تحققت في ظل القيادة الرشيدة والمحكمة للسيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز وفي ظرف زمني قياسي هي ما يبدو أنها تغيظ حفيظة منسقية المعارضة الديموقراطية حيث يبدو أنها لم تكن تتوقع أو تظن، وحتى لم تضع في الحسبان يوما من الأيام أن يظهر من بمقدوره أن يطبق برنامجها.

وقد فوجئت منسقية المعارضة الديموقراطية بقيام السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ أن تولى زمام الأمور في البلد، بسحب البساط من تحت أقدامها من خلال تطبيقه لبرنامجها بل وحتى أنه أستطاع أن يزيد عليه.

والملفت للإنتباه أنه خلال السفر الأخير للسيد الرئيس إلى فرنسا أرادت حليمة (منسقية المعارضة الديموقراطية) أن تعود لعادتها القديمة من خلال نشر الأخبار المغلوطة، وبث الشائعات غير أنها فشلت في ذلك، فقامت بإصدار بيان خجول ومن بين النقاط الواردة فيه مطالبتها الحكومة الموريتانية بنشر تقرير عن الحالة الصحية للسيد الرئيس مصدق من طرف الحكومة الفرنسية، ولكن حكومتنا الوطنية كعادتها التزمت الصمت كما التزمه من قبلها ومن بعدها السيد الرئيس فلم يشأ أن يرد على ترهات ومزايدات هذه المنسقية التي آن لها أن تتقاعد لتستريح وتريح شعبها ومناضليها، وأن تسلم الراية لهؤلاء الشباب الذين تم استغلالهم لفترات طويلة من الزمن من خلال بعض الوعود والأماني الزائفة والتي لاتسمن ولا تغني من جوع.

ومهما يكن من أمر هؤلاء القوم في منسقية المعارضة الديموقراطية، فيبدو أنهم يتكلمون كثيرا، ويتدخلون في كل شيء، وأقوالهم أكثر من أفعالهم، ويتناقضون من حين لآخر، وكما يقال إن كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب، ولاشك أن صمت السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز أبلغ من كلام المعارضة.

وإذا كانت هذه المنسقية قد صدمت في العودة الأولى للسيد الرئيس من رحلته الإستشفائية الى باريس، و فوجئت بحجم الإستقبال الشعبي حيث خرج المواطنون عن بكرة أبيهم في استقبال شعبي منقطع النظير، ولم يسبق له مثيل، ويبرهن بحق على مدى تعلق القاعدة بالقمة.

ولكن المفاجأة هذه المرة كانت أكبر بكبير، فما هي إلا أيام قلائل من سفر السيد الرئيس محمد ولد عبد العزيز إلى فرنسا حتى بدأت المنسقية في همسها ولمسها، فطلع عليهم الرئيس سالما معافى ولله الحمد، وذلك أثناء حفل تسليم جائزة هوفوت بونيه للسلام الممنوحة للرئيس الفرنسي افرانسوا هولاند، فكانت ضربة الرحمة القاضية على أحلام وتوقعات منسقية المعارضة الديموقراطية التي كثيرا ما أخطأت التقديرات والتوقعات، لكن تجري الرياح بما لا تشتهيه السفن.

moulayeidriss@yaoo.fr
00 222 33 44 00 48
مولاي ادريس ولد الشيخ العربي.jpg 6.5 kb

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى