“لقاء الشعب”! .. بل لقاء الشباع “الأشاعب”..

إلى “النعمة”، حيث من المزمع تنظيم ما يزعم أنه “لقاء الشعب”، تنادى أسود أكلة قصعة العقيد من المخضرمين أولي الشيبة وضباع متسولي مائدة الجنرال الحصرية من الشبيبة أولى الإربة وخلائق بين ذلك من ذوات المنقار أكلةِ فطريات وبر جسد دودة الفساد .. كلٌّ إلى عكاظ التملق ينسل وقد أظلّهم موسم الانتخابات المعجلة بعد طول إرجاء.

“لقاء الشعب” .. والحضور محرَّضون مُحْضرون من الحضر من أهل المنعة لا أهل “النعمة” الذين يمعن “ولي النعم” في حلب نَعمهم الانتخابية خلال كل موسم جفاف في شعبيته إحياءً لسنة العقيد الذي لا يبدو أن من كان خلفه ثم خلفه قد تخلص من تأثير المشي على خطاه، فالطبع المهني أغلب من التطبع الرئاسي، ومن أدام النظر في قفا العقيد أدمن تقفي أثره عقيدةً وإن أثار ذلك عقدا للمقتفي من المقتفَى.

“لقاء الشعب” .. ومصالح معظم الشعب في العاصمة متوقفة بعد أن يمم كل ذو شأن في السلم الاداري نحو “النعمة” حتى عاد من له فضل ظهر على من لا ظهر له وازدحم “الأمل” بالملأ الموالين المتمالئين المتمايلين والمتلاومين والمتأملين من وليمة “النعمة” التي يبدو أن بعض شهدائها قد وجد ريحها وهو لم يبرح بعد براح بيته في أقصى عشوائيات “سنتر إيميتير” السداسية الأضلاع!

“لقاء الشعب” .. كبسولة جامعة لكل مكونات مستحضرات العقم السياسي لدى العسكر وأخدانهم المدنيين بدءً ببودرة “هياكل تهذيب الجماهير” ومرورا بخلطات “الحزب الجمهوري” ووصولا إلى فورة الحزب اللُّقطة “عادل” وصولا إلى رواسب “الاتحاد من أجل الجمهورية” وإفرازات الحزب الثؤلول المسمى “الحراك الشبابي” نكايةً في بقية جسد السلطة ووحما لمرحلة ما بعد حمل المسؤولية في أعقاب عقد قران السلطة “المشوتلة” بين 06/06 و18/07 .. تعددت التفاعلات في ماء السلطة العكر والرغوة واحدة.

“لقاء الشعب” .. عزف على وتر ربابة شعب ما عاد يميز الأبيض من الأسود في معزوفة الجوقة العسكرية ذات الكورال المدني التي لا تمل الاستعراض والدوران بالبلاد في حلقة مفرغة بعيدا عن مدارات التنمية الحقيقية راهنة لها في مزاد المصالح الشخصية الضيقة، ومسوقة لها في سوق النخاسة الدولي.

“لقاء الشعب” .. كرنفال إعلامي للحزب الحاكم المحكوم يتبارى فيه بهلوانات سيرك التملق ذوى الألف قناع ليدخلوا السرور على قلب المنقلب المتفرج الوحيد فمنهم المتشقلب في مواقفه ومنهم نافخ لهب غضبه على المعارضة، ومنهم النفاذ من قيود الالتزام الحزبي إظهاراَ لمرونته السياسية، ومنهم المشاء على حبل المبادئ الرفيع المنصوب على متن أخدود فتنة التوظيف والمناصب العليا، ومنهم المهرج الصابغ لوجهه بكل ألوان طيف الاستجداء التملقي، الكلُّ في سباق إلى دائرة ضوء التلفزة العمومية التي تظهر كل ذوات “الدم الموالي الحار”.

“لقاء الشعب” يجري على تخوم البلاد وعينات من جموع الشعب متسورة القصر الرمادي قد اتخذت من جدر البنك المركزي “السمرقندية” حائط شكوى بعد أن نفدت احتياطات تلك الجموع وتضخم وجعها وتراكم عجزها واستهلكت أصولها بعد أن دفنت حيطان بعضها وفندت حججها أمام نافذين ألقن حججا .. تلك الجموع من ذوات الجسد الحار من لفح شمس صيف الزمن غير “اليوسفي” والتي لا تدركها عين التلفزة الوطنية المجردة من الموضوعية في تغطيتها للشأن العام.

“لقاء الشعب” مباراة انتخابية على عشب شعبية “أشعبية” بشعة يسقى بعرق مجاميع يتاجر بمواقفها مقاولو سُخْرَة محترفون ماهرون في استغلال رق الفاقة وعرْق النسب القبلي لملأ جعابهم مقابل إرضاء نزوات تضخم ذات لدى الحاكم، ولا شيء لفقراء سوق النخاسة المنعقد ذاك إلا الفتات، ولنا في أحوال “الحوض” المغروف منه دوما في قِربة القُربة إلى السلطان والمهمل حقيقة لدرجة النسيان أبلغ العبرة. فبقدر ما ترتفع كفة بسطاءه في التصويت للحاكم بقدر ما ترتفع عاليا كفة التنمية فيه مقابل كفة الإهمال الراجحة على ميزان التقدم في منطقة غنية بمواردها فقيرة بسبب “رواد” تمثيلها لدى المخزن.

“لقاء الشعب”! .. بل لقاء الشباع “الأشاعب”.. أما الشعب فهو ذاك ضمْر في شعاب الفقر المترائية في كل مناكب “المنكب البرزخي”.

عبد الله ولد محمد abdallahi27@yahoo.fr

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى