ثلاثون ملاحظة على لقاء الشعب بالحوض الشرقي

شكل لقاء الشعب الذي عقد بمدينة النعمة بولاية الحوض الشرقي تطورا ملحوظا في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز تجاه بعض خصومه السياسيين، وفرصة لعرض بعض الأمور على الرأي العام

رغم ما شاب العرض من تشويش فكرى بفعل الطرق المستخدمة في إيصال الأفكار للحاضرين من الدهماء والباحثين عن الجديد.

ويمكن تسجيل الملاحظات التالية على الخطاب أو الحوار الذى بثته وسائل الإعلام المحلية وشارك فيه حشد من الناس وبعض الصحفيين :

  • من حيث الشكل :

– 1- كان لقاء الشعب في مدينة النعمة أكثر تنظيما وحرصا على تعطيل أي محاولة لتعكير صفو المشاركين فيه من خلال نشر 100 من شبان وزارة الثقافة داخل الملعب لضبط الأمور، إلزام الحاضرين من الدهماء بالجلوس على المقاعد الخلفية

2- انتشر عناصر الأمن بشكل مكثف داخل الملعب البلدي، وحددت الإدارة العامة للأمن الجهوى نقاط ثابتة داخل الملعب تولي أفراد الأمن تأمينها، لرصد أي نشاط مخالف، مع تأهب قوات الشرطة عند المداخل الرئيسية للتدخل في حالة وقوع أي شغب

3- كانت منصة اللقاء أكثر تواضعا من منصة اللقاء الذي عقد بمدينة أطار قبل سنة، وأفضل من منصة اللقاء الذي عقد بنواكشوط قبل سنتين.

4- كان ولد عبد العزيز أكثر ارتياحا من حواراته السابقة، وخصوصا حوار الشعب في أطار الذي تعرض فيه لضغط نفسي بعد نجاح بعض الشبان في التشويش عليه اثر اتهامه علنا بالكذب والتناقض،فقد حاول البارحة التنكيت على بعض أحزاب المعارضة وخصوصا تكتل القوى الديمقراطية وحزب تواصل مع الحرص على بث رسائل ود “للأخوة” المعارضين.

5- كان أكثر تفهما لأسئلة الصحفيين من أي وقت، فلم يقاطع أي صحفي طيلة اللقاء، ولم يعرض به على غرار ما كان يفعل في المرات السابقة، حينما يضع الصحفيين خصوما له،أو يعرض بهم في حالة ما إذا تمت طرح أسئلة محرجة عن وضع الدولة وفساد العاملين معه.

6- كان الحضور متواضعا إذا قورن بالحضور في أطار أو الاستقبال الشعبي الذي نظم له بالنعمة قبل ساعات من لقاء الشعب، حيث ظلت المقاعد خاوية ، ولم يستطع المنظمون ملأ الفراغ الموجود داخل الساحة، كما أن الشاشات الكبيرة التي نصبت في أطراف الملعب لم تجد من يشاهدها بعد أن ظلت جنبات الملعب مسرحا للمتبولين والباحثين عن قتل الفراغ أو متبادلي الأخبار من أبناء الولاية وبعض الضيوف القادمين من ولايات أخري.

7- كان سلوك قوات الأمن أكثر احتراما مع الناس من أي وقت مضى، وخصوصا قوات الدرك التي اختارت بعض الضباط الشباب لتولي عمليات التفتيش ومراقبة الوضع في محيط الملعب.

8- كانت الإضاءة مقبولة عموما، فلم تكن الأضواء كاشفة أو مؤثرة علي المشاركين، ولم تكن المنطقة مظلمة علي الإطلاق مما خفف من وطأة الواقع الثقيل الذي فرضه الخطاب.

9- كانت طريقة الحوار تقليدية ومرتبكة وغير مسؤولة في بعض الأحيان. فقد فشل منظموه في إقناع العامة والدهماء بأهمية الحوار بعد اعتماد طريقة أكاديمية في عرض المنجزات التي تحققت بشكل ممل وطويل، مما شكل صدمة للحاضرين، وأجبر العشرات علي الانسحاب قبل بداية النقاش أو الاستسلام للنوم في الأرضية المبللة للملعب البلدي.

10-كان مدير الحوار مستسلما لما يقرره الرئيس، فلم يقاطعه رغم طول كلامه واسهابه في عرض المعروف من الواقع أو المختلف فيه (50 دقيقه) ولم يقاطع الصحفيين رغم إطناب البعض في الأسئلة غير المهمة والمتجاوزة في كثير من الأحيان، ولم يرد بأدب علي بعض المتصلين، حيث غابت كلمات الشكر والترحيب بالساهرين في متابعة البرنامج رغم أن الجو ليس بالجو الرمضاني الذي يفرض علي الناس السهر.

11- حرص الصحفيون على الظهور بشكل أنيق هذه المرة من خلال بدلات رسمية يلبسها بعضهم لأول مرة، وتسريحات شعر كانت شبابية وغير مناسبة للبعض الآخر.

12- حاول التلفزيون الرسمي أن يعطي تغطية مميزة للنشاط هذه السنة مستخدمة كاميرا كبيرة، لكن لم يسلم مصوروه من هنات التصوير المعروفة، حيث ظهر بعض الحاضرين وهم نيام في مشهد غير أخلاقي ويتنافي وأهمية الحدث، ويعرض بالرئيس الممل كما تقول صور النائمين، كما ركز التصوير علي بعض الأطر والوجهاء بدل التركيز علي الحشد الجماهيري، وغابت أي كاميرا للتلفزيون في الخلف رغم وفرة القاعدين من رجال الدولة في خلفية المشهد،بينما تمت محاصرة بعض الوزراء وكبار المسؤولين ممن حرموا الظهور علي الشاشة لأسباب تخص المصورين أو القائمين على البث، وربما تكون اكراهات ما قبل البرنامج وراء ماحصل!.

13- غاب التمثيل المكشوف الذي يستعمل في مثل هذه الأنشطة، فلم تظهر صورة شيخ مسن أو عجوز من سكان المنطقة أو منمي تظهر عليه مظاهر الواقع البائس، وإنما كان الوافدون من العاصمة الأوفر حظا في التصوير والظهور والحضور مما أفسد نكهة الشعبوية التي كان الرئيس كثيرا ما يستخدمها لتلميع نفسه أو البرنامج الذي ينظمه كل عام.

14- كانت قبضة الديوان والابروتوكول الرئاسي حاضرة بقوة في تفاصيل المشهد مع تهميش واضح للعاملين في وزارة الاتصال من غير الصحفيين المستخدمين، وهو ما ضيع فرص الظهور بمنطق إعلامي مقبول أو طرح خطاب يتفاعل مع مشاعر الناس بدل التركيز على بعض النقاط غير المهمة لسكانة الولاية ومتابعي البرنامج عموما.

15- تم شل حركة السيارات في المناطق المجاورة مما تسبب في ازعاج الناس وخصوصا النساء والشيوخ الذين اجبروا علي السير مسافات طويلة إلي مكان اللقاء وفى منطقة جبلية.

16- تم تجاهل رموز المعارضة المحاورة الذين رافقوا رئيس الجمهورية، فلم تقدم لهم عبارة شكر واحدة من قبل الرئيس أو الصحفي المحاور أو لبروتوكول الذي كان يتولي إدارة الملعب أثناء دخول الأطر وكبار المسؤولين في الدولة.

17- نجح بعض شباب الأغلبية في التشويش علي الحفل طمعا في الحديث للرئيس، وظهرت الخلافات المحلية أثناء اللقاء من خلال التهجم علي بعض الوزراء المنحدرين من المنطقة والتحامل على القطاعات التي يتولون إدارتها، في مشهد كوميدي يكشف مستوي التناحر القبلي الذي تشهده ولاية الحوض الشرقي هذه الأيام.

  • من حيث المضمون :

أما من حيث المضمون فيمكن رصد النقاط التالية :

1- أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز حرص علي أن تكون لغته لغة تصالحية مع الأطراف السياسية المعارضة له وخصوصا أحزاب قوى التقدم وتواصل، بينما حظي تكتل القوي الديمقراطية المعارض له بقدر كبير من التنكيت والتعريض والتنكر لبعض مواقف الحزب الداعمة له، واستخدامها كدليل على عدم الثبات في الموقف أو التوفيق في الرؤية.

2- ظهر رئيس الجمهورية وهو متشبث بمشاركة المعارضة أو أجزاء منها فى الانتخابات مع عرض بالتأجيل إذا تحركت المفاوضات التي يقودها ولد بلخير حاليا.

3- استعمل ولد عبد العزيز مصطلحات جديدة في تعطيه مع الأحزاب المعارضة ” آمل أن أخوتنا شارك كاملين” ، و”حريصون على أن كل الإخوة يحضرن أمعانه”، و”مستعدون لأي طلب يمكن أن يعطي ضمانات حقيقة لنزاهة الانتخابات من أجل مشاركة الإخوة في المعارضة” وغيرها من العبارات الودية الطارئة على قاموس الرجل خصوصا في تعامله مع أحزاب المعارضة التقليدية.

4- أنهي رئيس الجمهورية الجدل الذي كان قائما بشأن علاقته ومفسدي الأمس، ومد يده لهم بشكل علني وغير خاضع للتأويل من خلال عدم قبوله بالتحامل عليهم لأخطاء سابقة، وتفكيره الآن بأنهم قد يكونوا ممن تابوا قبل أن يقدر عليهم، وعدم وجود يقين لديه بأنهم فاسدون مادامت لا توجد تقارير تفتيش تدينهم بأي عمليات اختلاس أو تلاعب بالمال العام.

5- أكد رئيس الجمهورية ضمنيا تأجيل الانتخابات التشريعية إلي نهاية السنة

6- أكد رئيس الجمهورية ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة 2014

7- تخلي رئيس الجمهورية عن الدفاع عن الحكومة الحالية، فرغم تعريض البعض برئيس الوزراء بشكل مكشوف والتحامل علي وزراء الحوض، فإن الرئيس تجاوز عن الأمر وأظهر عدم تماهيه مع أعضاء الحكومة ممن كان يشكرهم قبل سنة ويدافع عن أدائهم في لقاءاته الإعلامية، بل واستفسر الصحفي ولد أبو المعالي عن القطاعات الفاسدة ورد الرئيس باستفسار عن أي مظهر من مظاهر الفساد مذكرا بأن أغلب ضحايا التفتيش من مساعديه.

8- غاب التعليم عن أجندة الرئيس وظهر بغير المقتنع عن أداء القطاع ولم يفتخر بانجازاته في المجال، بينما كانت قطاعات الصحة والعدل والإسكان والخارجية والنقل الـأكثر حضورا في الذهن من خلال ضرب الأمثال بها وذكر بعض ما تحقق فيها.

9- أكد رئيس الجمهورية المعلومات المتداولة بشأن الخلاف مع الماليين والأمم المتحدة ورفضه نشر القوات الموريتانية في منطقة كيدال أو غاو كما تم تسريبه في وقت سابق.

10-أكد رئيس الجمهورية أنه بصحة جيدة عكس المتداول من الأخبار، وكشف عن عملية جديدة أجراها في الزيارة الأخيرة لفرنسا والتي دامت قرابة الشهر.

11-حرص رئيس الجمهورية على التعامل بحذر مع مسعود ولد بلخير، فلم يثني على الرجل ولم يعرض به، وذكر علي عجل بأنه كان شريكا في الحوار الذي تطبق نتائجه اليوم، وأن ما يلاحظ من نواقص كانت لضعف همة المشاركين في الحوار أو لعزوفهم عن تقديم طلب بها وخصوصا المتعلق بصلاحيات اللجنة المستقلة للانتخابات.

12- حمل البرنامج وخصوصا في نهايته وعود مبدئية بدعم الولاية المزورة وإطلاق مشاريع تنموية بها، دون ذكر أزمة البطالة التي يعاني منها أغلب شباب الولاية أو التهميش الذي تحس به قطاعات واسعة من أبناء المنطقة المزورة هذه الأيام.

13- بدي رئيس الجمهورية مرتاحا للحشد لجماهيري الذي قوبل به، وان كانت طبيعة البرنامج أخرت الثناء علي المشاركين والمستقبلين إلى آخر الوقت.

المصدر : موقع انتالفة الإخباري الإخباري عن زهرة شنقيط

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى