أحلام المترشحين تصطدم بصخرة ثالوث الفقر و الجريمة و العطش
بلدية دار النعيم / صوت العمال / تعتبر بلدية دار النعيم المعروفة شعبيا ب (امزيلكه) إحدى أهم تسع بلديات تكون المجموعة الحضرية للعاصمة نواكشوط ، وتأتي في طليعتها من الناحية الديمغرافية حيث تأوي ثلث ساكنتها (60.000) نسمة يتوزعون في حيز جغرافي يصل ثلاثة آلاف هكتار وبمعدل زيادة بلغت2,4% خلال سنة 2012 ، تتوزع بلدية دار النعيم في 6 أحياء رئيسية هي: تنسويلم، و الزعتر، و ديزويت، و سيز، و دار السلام، والحي الساكن ويمنحها موقعها في الناحية الشمالية الشرقية من العاصمة حدودا متشابكة مع بلديات : لكصر وتيارت غربا ،وعرفات و توجينين جنوبا، و تحتضن اثنين من أهم المرفق العمومية في الدولة الموريتانية هما: مطار نواكشوط الدولي، و السجن المدني .
استحداث البلدية
تم إنشاء مقاطعة دار النعيم في نهاية الثمانينات أي سنة 1988م، وذلك طبقا للقرار رقم 90/24 في 29من شهر ديسمبر 1992 المتعلق باستحداث مقاطعة دار النعيم، كما اصدرت وزارة الداخلية المقرر (070/2001 ) القاضي بإنشاء البلديات التسع محل بلدية نواكشوط “العتيقة” بتاريخ 28 يونيو 2001 .
ويقود المجلس البلدي لدار النعيم حاليا العمدة التواصلي الشيخاني ولد بيب، مع مستشارين غالبيتهم من المستقلين التي جاءت بهم تشكلة 2006 وفق محاضر لائحة الإنتخابات من خلال “اتحاد الوسط الديمقراطي” حينئذ وهم كالآتي :
العمدة: شيخان ولد إبراهيم/ “مستقل” حزب التجمع الوطني للإصلاح والتمنية (تواصل )
لمات بنت مولود: عمدة مساعدة/ تكتل القوى الديمقراطية
محمد السالك ولد ابراهيم: عمدة مساعد/ التحالف الشعبي التقدمي
محمد ولد عبدي: عمدة مساعد/ حزب الاتحاد و التغيير الموريتاني حاتم
الطاهر ولد احمد: عمدة مساعد/ اتحاد قوى التقدم
محمد المختار ولد حبيب عمدة مساعد
محمد ولد سالم: مستشار بلدي/ التحالف الشعبي التقدمي
بلال ولد حمزة: مستشار بلدي/ تكتل القوى الديمقراطية
آمنة بنت ديدي: مستشار بلدي/ مستقلة
محمد ولد بقاه: مستشار بلدي/ تكتل القوى الديمقراطية
عثمان ولد محمدو: مستشار بلدي/ الحزب الجمهوري للديمقراطية و التجديد
آمنة بنت محمدو: مستشار بلدي/ الحزب الجمهوري للديمقراطية و التجديد
عبد الرحمن ولد محمد محمود: مستشار بلدي/ مستقل
احمد ولد السالك: مستشار بلدي/ التجمع من أجل الديمقراطية و الوحدة
حمدي ولد إبراهيم: مستشار بلدي/ مستقل
محمد خون ولد دحمان: مستشار بلدي/ مستقل
الشيخ ولد كبادي: مستشار بلدي/ مستقل
إبراهيم ولد حبيب: مستشار بلدي/ مستقل
فاطمة بنت احمد: مستشارة بلدية/ التحالف الشعبي التقدمي
محمد يحي ولد احمد: مستشار بلدي ” ملاحظة”
الحسن ولد محمد / التحالف الشعبي التقدمي
السباق إلى كرسي العمدة
تعرف البلدية سباقا محموما لعدة لوائح تسعى للترشح لتسيير بلدية دار النعيم فمن داخل حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم تقدمت 3 لوائح على الاقل فيما ترشح عدة احزاب اخرى لعل اهمها حزب تواصل الذي ينتمى له العمدة الحالي والذي قرر المشاركة في الانتخابات للمحافظة على مكاسبه الانتخابية على المستوى الترشحات للانتخابات التشريعة والبلدية المقررة في 23 نوفمبر المقبل ولعل تطور مداخيل وميزانية البلدية قد يكون وراء اذكاء نار التنافس.
تطور المحاصيل الجبائية
تقول بلدية دار النعيم انها وضعت خطة خماسية تفرض مباشرة الآفاق الواعدة في استحداث البرامج التنموية وإعداد المشاريع الإنمائية من خلال مخطط تعكف عليه البلدية كل خمس سنوات.
وفي هذا الإطار قال سكرتير البلدية حمادي ولد لفرك في تصريحات لـ”صوت العمال” ان بلديته بطور تطبيق “خطة تنموية تهدف إلى فرض مخطط مشترك يقوم كيفية التعامل مع الممولين التنمويين في مجال صغة عمل مشترك يعكس مسار الخطط التنموية التي عكفت عليها البلدية في السنوات الأخيرة, وأضاف ان هذا العمل تم إسناده للجنة تشاورية برعاية من البلدية من اجل السعي إلى انجاز هذا المشروع وتطبيق كامل الآراء المتعلقة بهذا النموذج الجديد الذي يحمل اسم “الخطة الخماسية” وذلك على مدى خمس سنوات .
أما على مستوى المقومات الاقتصادية فان مداخيل البلدية تتكون أساسا من “الدخل الضريبي” فيصل الى 24 مليون اوقية بعدما كان في حدود ثلاث ملايين في ما قبل 2007 .
وفي مجال الخطة التسيير والشراكة يقول العمدة في تصريح صحفي ان هذه المداخيل تعتمد اساسا على الممولين الاستراتجيين مشيرا الى الدخل السنوي الممول من طرف الصندوق الجهوي للتنمية و يقارب 40 مليونا، والذي يصيف 15% في مجال التسيير .
وفي سياق متصل أعرب منسق “صندوق دعم مهنية المنظمات غير الحكومية الوطنية” التابع للوزارة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني عبد الله ولد عبد الفتاح في حديث سابق ان هذا الصندوق تولى تمويل البلدية في السنة المنصرمة بقرض مالي بلغ ثمانين مليون أوقية .
وأوضح ولد عبد الفتاح أن الصندوق، يسعي إلى تحقيق ثلاثة أهداف أساسية، تتمثل في تشكيل إطار لتعبئة الوسائل من أجل مكافحة الفقر وتعزيز قدرات المنظمات غير الحكومية الوطنية وتطوير مهنيتها وتخصصها وكذلك خلق إطار وآليات للحصول على التمويلات وصرفها بطريقة شفافة وفعالة في مجال مكافحة الفقر، من اجل حل المشاكل التي يعاني منها سكان البلدية خاصة في مجالات الصحة والتعليم والنقل،
بالاضافة الى الدعم الذي يمنحة “التعاون الفرنسي” عن طريق ممثل مشروع التنمية الاجتماعية السيد فرانسوا كيفييرا، وهو مشروع يتبع لمندوبية العمل الصحي والاجتماعي لولاية نواكشوط تم تمويله من قبل التعاون الفرنسي، وتنحصر مجالات تدخله في مقاطعة دار النعيم والسبخة و توجنين، ويهدف هذا المشروع الى تلبية الاحتياجات غير الملباة والتي تحددها كل بلدية على حدة، في مجالات التعليم والعمل النسوي.. الخ
اجراءات تقشفية
رغم الزيادة في المحاصيل فان بلدية دار النعيم اضطرت أمام شح الموارد وضآلتها الي ىانتهاج سياسة تقشفية تقوم على تقليص العمال من33 عملا الي 22 فقط
وقد تراجع تنفيذ الخطة سنوية للمجلس البلدي عام 2009 نتيجة لعاصفة العطش التي ضربت البلدية في السنوات الماضية، وكذلك بفعل انشغال الطواقم والجهات الوصية بالحالة السياسية الحالية التي تشغل معظم المهتمين بالشأن السياسي في البلد .
الأمن أولا
“الأمن أولا” عبارة عنون بها عمدة بلدية دار النعيم شيخاني ولد بيبة، تدوينة كتبها على صفحته الشخصية مما يعنى ان البلدية واعية بحجم التدهور الأمني في المقاطعته.
وقال ولد بيبه في تدوينهإن: مقاطعة دار النعيم تشهد هذه الأيام موجة من السرقة والنهب والإنفلات الأمني، لم تشهد له مثيل وصلت حدا تستغرب أسبابه ودوافعه. مضيفا ان بيته كان لم يسلم من عمليات التلصص والسرقة التي اجتاحت المقاطعة كما تمت سرقة بيت كاتب البلدية في وضح النهار واختتم بالقول ان “كل المقاطعة تشكوا والساكنة حائرة فيما تعمل “.
وميدانيا فقد عمدت الدولة الى تقسيم الاجهزة الامنية في منطقة نواكشوط الى ثلاثة مناطق تتولاها المفوضيات التالية :
– المنظقة الاولى: تفرغ زينة، تيارت، لكصر
– المنطقة الثانية: السبخة، الميناء، الرياض
– المنطقة الثالثة: دار النعيم، عرفات، توجنين
وتبقى هذه المفوضيات تابعة من الناحية الادارية للمفوضية المركزية التي تتولى عمل التنسيق معها في امن جميع المناطق والمقاطعات الادارية .
رغم ذلك فان لمفوضية الشرطة في المقاطعة لا تزال عاجزة عن التصدي للجرائم التي تحدث في البلدية ناهيك عن تفاقم مؤشر الجريمة في معظم أحياء دار النعيم مع انتشارها بين القصر الشبان ووفق ما اكدت بعض المصادر الأمنية في البلدية فضلت عدم ذكرها بالاسم فان خطر هذه الجرائم وسرعة انتشارها في المدينة يعود إلى انتشار ورواج المنشطات بين فئات عمرية من الشباب تتراوح ما بين 18 سنة إلى الثلاثين .
تعاطى المخدرات وراء ارتفاع معدلات الجريمة
يعد السجن المدني في دار النعيم احد اهم مراكز بيع وتعاطى المخدرات في مورتانيا وتثير قضية وجود المخدرات داخل هذا السجن جدلا واسعا في الأوساط المحلية وإشكالية أمنية قوية حيث تم العثور منذ أسابيع على عصابة لتهريب وتعاطي المنشطات وأنواع خطيرة من المخدرات يقودها سجناء .
ليس هذا فحسب بل تنشط عصابات النشل والسرقة مع تنامي كبير في جرائم الاغتصاب والقتل، وتتراوح الجرائم المسجلة في سجل الحوادث الأمنية في بلدية دار النعيم مابين جرائم القتل والاغتصاب والسرقة
ويخشى ساكنة مقاطعة دار النعيم من تفاقم ازدياد وطأة الجريمة في البلدية بعدما شهدت استتبابا امنيا لوحظ إبان تولي فرق الدرك للمتابعة والبحث عن اصحاب السوابق حيث توارى جميع المجرمين عن الأنظار ودخلوا في جحورهم ليعودوا هذه الأيام مشكلين عصابات تثير الرعب في صفوف السكان .
ويرجع بعض المراقبين الأمنيين ان حالة الفزع والقلاقل هذه تعود إلى تقليص أداء فرق الدرك التي كانت تفرض اجراءات أمنية تبدأ بحظر التجوال الليلي وتنتهي بعمليات بحث عن المجرمين والقبض عليهم .
وفي سياق متصل يرى البعض أن عمليات السطو والسرقة باتت شبه مستمرة في معظم أحياء المقاطعة التي تحوي أعدادا كبيرة من أصحاب السوابق استطاعوا أن يعيثوا في المقاطعة فسادا بعدما تراجع أداء فرق الدرك في حفظ الأمن، وذلك بعد تقليص مهامها في التعاون جنبا إلى جنب مع باقي مفوضيات الشرطة .
يرى بعض المراقبين ان تفاقم الجرائم في المقاطعة يعود إلى نقص الكادر البشري لرجال الأمن داخل المفوضيات التي تعاني من قلة العناصر المدربة وتقدم معظمها في السن وعدم اكتتاب شرطيين جدد يباشرون التصدي لعمل حفظ الأمن داخل المقاطعة .
وجهات نظر :
أحلام السكان في دار النعيم وطرق عيشهم بسيطة الى درجة ان الساكنة تُعدّ من أفقر أحياء العاصمة نواكشوط وذلك لاحتوائها الى مربعات كبيرة من الاخياء العشوائية كفيراج الديك والحي الساكن الخ
و تبقى في دائرة الولوج إلى الخدمات الضرورية أو الأساسية للإنسان كالسكن اللائق وتوفر على خدمتي الماء والكهرباء .
يعيش السكان حياة بسيطة تماما كبساطة أنماط العيش في مقاطعتهم الكبيرة وأهمها حلم الحصول على تشريع بعض قطع الأرض التي يقيمون فيها منذ سنين عديدة، والتي لم يفلحوا في الحصول على تشريعها حتى الساعة رغم تخطيط الحي الساكن الذي لا تزال المشاكل عالقة فيه بسبب ثنائية المنح والمصادرة .
الحق في السكن: حلم صعب المنال
يقول – الحمال محمود الله ، وهو يتحدث بحرقة كبيرة، بسبب ما يسميه ظلما كبيرا وقع على حيّهم من قبل الدولة الموريتانية بسبب فقر أهله – “لقد جاءتنا اللجان التي تعمل على تشريع القطع الأرضية في الحي الساكن، لكنهم رفضوا أن يشرعوا لنا هذه القطعة الأرضية التي نقيم عليها منذ 1994 والتي عليها ولد ثمانية من أولادي، وبالتحديد هنا داخل هذا الكوخ المتهالك، بدعوى أن هذه المنطقة ستكون مساحة عمومية في المستقبل، ومن أدرانا نحن قبل 15 سنة أن هذه القطعة الأرضية التي اخترنا الإقامة عليها ستكون ساحة عمومية.. أيّ عدالة هذه !! وإذا افترضنا صحة هذا الذي يدعونه، فلماذا لا يعطونا قطعة أرض بديلة، في حين وزعت العديد من قطع هذا الحي على غير المقيمين فيه أصلا، بما فيهم أجانب من دول مجاورة .
مشاكل عالقة
-تعيش بلدية دار النعيم عدة مشاكل عالقة لم تستطع البلدية الحالية رغم مداخيلها الكبيرة التغلب عليها حتى الساعة لعل من أهمها النقص الكبير في المؤسسات التعليمية خاصة في المستوي الثانوى حيث لا تتوفر المقاطعة المترامية الأطراف إلا على إعداديتين وثانوية واحدة.
كما تعيش المقاطعة نقصا في الأسواق العصرية حيث تكثر فيها الأسواق القصدرية التي لا تعتمد على أي معايير عصرية، والمهددة بكارثة إذا وقع بها ابسط حريق.
وتأتي قضية الأحياء العشوائية في دار النعيم كأهم معضل تنموي يواجه السلطات الادارية والبلدية هناك فرغم ان بداية التخطيط كانت مع الحي الساكن فان العملية لم تحل المشكل بقدرما زادته تعقيدا نظرا لمشكل تكرار الترخيص سحبها من البعض.
ويبقى التدهور الأمني هاجس يؤرق ساكنة “امزيلكه” وخاصة بعد سحب مهمة تأمينها من الدرك وإعادتها إلي الشرطة حيث تحظى المقاطعة بنصيب الأسد من الجرائم المسجلة في نواكشوط نتيجة نظر لوجود شارع المقاومة الذي أصبح مسرحا للجريمة ومهربا للمجرمين فيها كما ان لانتشار محلات الفديو دورها في تنمية روح العنف والجريمة لدى المراهقين فضلا عن كون البلدية معبرا للمخدرات من والي السجن المدني .