فشلي في جائزة شنقيط كان فشلا للوطن أيضا
اعلن اليوم 31_ 10_ 2013 في مقر جائزة شنقيط عن لائحة الناجحين لجائزة شنقيط وذلك على غير العادة فمنذ تسلم االرئيس الجديد والامين العام تسيير هذه الجائزة اصبح اسلوب الاعلام عن الناجحين بالمواقع الالكترونية ولا كل المواقع، بل موقعين او ثلاثة وليس عن طريق الاذاعة والتلفزيون التي استمر الرئيس والامين العام بالاكتفاء بحلقة تلفزيونية يظهران فيها كانهما غير متفاهمين.
كان يجب على هذه الجائزة ان تكتسب صفة القداسة والنظافة والصدق، لأنها تحمل اسما يحيل الي العلم والمعرفة والاستقامة. ولكن نتائج هذه الجائزة في هذه السنة والسنة قبلها قد خرت بجميع المقاييس
[1] كان من اهم مظاهر عدم الموضوعية هذا العام 2013 هو نجاح فائز لم يكن موجودا اسمه بالمرة على لائحة المترشحين للجائزة كما علقها المجلس في بداية يونو الماضي 2013 م بعد ان تاخر ذلك الامر بايام قليلة عن الموعد القانوني وهو 31 مايو
[2].
ما أقصد هنا بهذا الكلام هو ان فشلي في هذه الجائزة كان فشلا للوطن ايضا فكتابي “صراع القيم في موريتانيا” ليس كتابا في الشعر او في اللغة وانما هو كتاب يعالج القيم الاجتماعية الموريتانية وخصوصا القيم التي لا تتماشى مع الحضارة، فهو كتاب غلب عليه جانب المعاني على جانب الالفاظ،. والكتاب يلاحظ انه كفانا من اللعب لمدة تزيد على نصف قرن، وانه يجب ان نحمل الحياة على محمل الجد، وان نستوعب اللحظة الحضارية التي نمر بها وهي لحظة تتطلب القيم الحضارية لا القيم البدوية وتتطلب العمل لا الكلام.
من الناحية المنهجية فقد استقى الكتاب المنهجية الخلدونية التي تتناول التاريخ لمعرفة الحاضر. ذلك ان القيمة الكبيرة للخلدونية هو محاولتها استثمار التاريخ لمعالجة الواقع. فالتاريخ هو مدرسة تعلمنا كيف تزدهر الدول وتنتعش الصناعات ويعم الرخاء كما انه يعلمنا الاساليب التي تتعارض مع العمران والمدنية واولها الظلم فانه مؤذن لخراب العالم. ان قيمة الخلدونية هو انها وجهت المعرفة وخصوصا المعرفة التاريخية لبناء الحاضر واستشراف حياة جميلة. وهذا ما لم نستوعبه لهذه اللحظة فالمثقفون في بروجهم العاجية يتناولون قضايا لا وجود لها خارج اذهانهم اما مشاكل المجتمع اليومية فيضربون بها عرض الحائط وكانهم يعيشون في مكان آخر، ما احسن ان نوجه المعرفة لدراسة المجتمع وقيمه وتقاليده وعاداته ليتميز الخبيث من الطيب.
في هذا الصدد تم استغلال الخلدونية على نطاق واسع ذلك ان ما نعاني منه بنسبة 99 في المائة هو التقاليد والحياة البدوية، ( ولا نعاني من ضعف الاقتصاد بدليل الوفرة في المعادن و التنوع البيئي) وهي التي ارقت ابن خلدون فتحدث عن الامم البدوية وعاداتها والقوانين التي تتحكم في حياتها فقمت بتنزيل تلك القوانين علي الحياة الموريتانية مع اضافة قوانين من عندياتي.
[3]
اما هيكل الكتاب فيتحدث عن قيم البناء والتقدم التي عرفتها موريتانيا في الماضي وذلك في صراعها مع القيم البدوية التي عرفناها في الماضي ايضا. ذلك ان تاريخنا مركب يحتاج ايضا الى نظرية مركبة. بعض الناس يظن ان تاريخنا كان تاريخ بداوة، وذلك خطا فقد قامت في هذه البلاد حياة مدنية راقية كان من مظاهرها لكصور المنتشرة في البلاد مثل اودغست ووادان ووشنقيط وولاته وكانت هذه المدن زخرفة رائعة وتشتغل بالزراعة واستغلال الارض كما ظهرت فيها صناعات في غاية الاتقان والروعة مثل صناعة الذهب والدرق اللمطية التي اشتهرت في العالم الاسلامي هذه الصناعة التي ادي حسنا البدوي الى اهمالها رغم انها كان يمكن ان تمثل دعامة لصناعة متقدمة فكانت النتيجة هي انه لا صناعة تقليدية ولا صناعة عصرية في بلادنا أي ان النتيجة هي صفر.
بالمقابل تحدثت عن القيم البدوية كالتنظيم القبلي و البطالة و التفاخر بالانساب.
هذه معلومات تكشف عن الاتجاه العام لهذا الكتاب وهو بحق كتاب موريتانيا لأنه اول محاولة فكرية لنقد حياتنا البدوية من اجل استشراف مستقبل افضل وعدم نجاح هذا الكتاب يؤكد صحة فكرة الكتاب وهي ان قيم البداوة لا تزال تهيمن على قيم الحضارة والتقدم.
والكتاب يربو على 300 ص لا يمكنني عرض افكاره الجميلة في هذه العجالة ولكن هذه فهرس الكتاب تقرب صورته اكثر:
الفهرست
الفصل الأول: حول التاريخ مفهوما وغاية
ـــ أولا: مقاربة على مستوى التعريف
ـــ ثانيا: أهمية التاريخ
ـــ ثالثا: أزمة التاريخ في موريتانيا
الفصل الثاني: تاريخ موريتانيا
الفصل الثالث: دخول الإسلام
ـــ أولا: سرد تاريخي
ـــ ثانيا: البحث عن الحقيقة
الفصل الرابع: ملابسات نشأة قيام دولة المرابطين
الفصل الخامس: المرابطون و الإسلام الجديد
الفصل السادس: بيان رقم 1
ــ أول عظمة شعب
ـــ ثانيا الحرف s
الفصل السابع: منا أمير ومنكم أمير
الفصل الثامن : صراع الثقافات
ــ أولا ثقافة البناء
ــ العمارة
ــ الزراعة
ــ الصناعة
ـــ ثانيا ثقافة الهدم
ــ التنظيم القبلي
ــ التحول إلى حياة البداوة
ـــ ظهور البطالة
الفصل التاسع: الصناعة التقليدية والبرجوازية الموريتانية
ـــ أولا: الصناعة العسكرية
ـــ ثانيا: صناعة النقل والمواصلات
ـــ ثالثا: المساكن
ـــ رابعا: الملابس
ـــ خامسا: الهندسة المعمارية
الفصل العاشر : من يعمل يقتل
ــ أولا: الأنباط في المشرق
ثانيا: المقارنة بين أنباط المشرق وأنباط موريتانيا
الفصل الحادي عشر: الانقسام الطبقي
ـــ أولا: بني حسان
ـــ ثانيا: عوامل انتصار بني حسان
ــــ ثالثا: نتائج انتصار بني حسان
ـــ رابعا: النتائج الإيجابية
ـــ خامسا: النتائج السلبية
ـــ سادسا: الزوايا
ـــ سابعا: ابن خلدون والزوايا
ـــ ثامنا:ميكانيكا اليدالي
الفصل الثاني عشر الحروب القبلية
الفصل الثالث عشر : مولاة الدار
الفصل الرابع عشر: تقييم أبيستمولوجي للمعرفة الموريتانية
ـــ أولا:عوامل النهضة الثقافية الموريتانية
ـــ العامل الخارجي
ـــ العامل النفسي
ـــ العامل الاقتصادي
ـــ ثانيا: مصادر المعرفة الموريتانية
ـــ ثالثا: معرفة ام شبه معرفة
ـــ رابع: الآثار السلبية للتعليم المحظري على التعليم المعاصر
الفصل الخامس عشر علم الكلام
الفصل السادس عشر فيلسوف الاتحاد
الفصل السابع عشر قوانين بن خلدون وتنزيلها والإضافة إليها
ـــ القانون الأول: في أن جيل العرب في الخلقة طبيعي.
تنزيل القانون
ـــ القانون الثاني: في أن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر
تنزيل القانون
ـــ القانون الثالث في أن معاناة أهل الحضر للأحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالمنعة منهم
تنزيل القانون
ـــ القانون الرابع في أن سكنى البدو لا تكون إلا للقبائل أهل العصبية
تنزيل القانون
ـــ القانون الخامس في أن الصريح من النسب إنما يوجد للمتوحشين في القفرمن العرب ومن في معناهم
تنزيل القانون
ـــ القانون السادس في أن الأمم الوحشية أقدر علي التغلب مما سواها
تنزيل القانون
ـــ القانون السابع في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع
تنزيل القانون
ـــ القانون الثامن في أن العرب لا يتغلبون إلا على البسائط
تنزيل القانون
ـــ القانون التاسع في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب
تنزيل القانون
ـــ القانون العاشرفي أن العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين علي الجملة:
تنزيل القانون
ـــ القانون الحادي عشر في أن العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك
ملاحظة حول هذه القوانين
ــــ القانون الاضافي الأول في أن العرب ومن في طبقتهم من شأن الوافد عليهم أن يتولى قيادتهم
ـــ القانون الإضافي الثاني في ان العرب لا وطن لهم
ـــ القانون الإضافي الثالث في أن العرب ومن هو مثلهم مهددون بالانقراض من اجل عاداتهم الغذائية
الشيخ احمد ولد محمد محمودَ
22459463
[1] يقال في المستطرف ان احدهم اتى الى بعض العلماء يستفتيه وقال له بانه يعبد الله على مذهب ابي حنيفة وبانه بال في سراويله فرد العالم قائلا لقد خررت بجميع المذاهب.
[2] اللائحة عندي وقد كتبتها احتياطيا وقد نزعها المجلس من الملصقات ويمكنه ان يدعي لا ئحة اخرى وفي المثال ( ل دخان يطيب سكيطتك لا يهمك اعنادو) على كل لم اتعلم من الدراسة الا التوثيق ويبعد ان اكون تركت الاسم الذي سيفوز صاحبه بالجائزة.
[3] لاحظ انني هنا ازاحم ابن خلدون في وضع القوانين. ومن الملاحظ ان هذا لا يخص موريتانيا بل ينسحب ايضا مع مشاكل الدول العربية التي لا زالت البداوة تتغلب علي حياتها انما يجري في دول الربيع العربي من تمزيق للبنية التحتية هو بعض تجليات القوانين الخلدونية في بعضها القائل بان مناطق العرب يسرع اليها الخراب. ولمعالجة ذلك لا بد من ربط ذلك بالقوانين الخلدونية وبالتالي فمعرفة الداء تعين في معرفة الدواء.