لنتأكد “أولا “حتى لا نسفه علمائنا
حقيقة مؤسفة أن تتحول ارض المنارة والرباط إلى مرتع خصب لكل شخص يريد النيل من مقدسات هذا الدين الحنيف .
بدت الصورة غير واضحة في أول تجلياتها حسب الشارع أن الحدث ربما وقع عن طريق الخطأ أو الإكراه , لكن سرعان ما توالت الأحداث وأخرجت نفوس تلك العلوج مضامينها وحددت وجهة سهامها الخبيثة نحو هذا الدين الحنيف , لكنه من المؤكد أن المدبر كان ذكيا حينما جعل رجل الدين ضمن دائرة وجهة تلك السهام السامة , كانت البداية مع عالم الأمة ــ الددو ــ الذي اعتدي عليه في مقام يوضح وجود إصرار وترصد من ذي قبل , وقبل أن تهدأ النفوس بعد تلك الفاجعة تجددت الصورة مرة أخرى لكن بشكل أكثر انتقاما واحتقان , وبأسلوب جديد تتجلى خطورته الكبيرة في كون الرجل يمزج بين العلم ومنصب العلم وحمايته .
اتهام باطل وفي غير محله وبلا أساس , قد أكون رئيسا أو وزيرا أو حتى ملك لكن هذا لا يجردني من شخصيتي ــ كشخص طبيعي ــ أو يحول بيني وبين حقي مادامت طريقتي إليه صحيحة , كما أن هذا لا يعطي لك أنت الحق في أن تماطل في أداء ما عليك اتجاهي , وبتالي فان حقي ــ كأي إنسان ــ حماه الشرع والقانون لي ومكنني من خلال عدة طرق أن أحصل عليه مادمت أنت معترفا به ومماطلا في أداه قال خليل ” وله اخذ شيئه إن قدر عليه ” وعليه لا أكون معتديا ولا مغتصبا ــ كما زعم البعض ــ ولا متورطا في عمليات السوق السوداء عندما أمارس ذلك الحق بتلك الطرق التي كفلها لي القانون, خصوصا وان كنت على علم وبينة من أمري.
لكن المؤسف أن تمنح عن حسنة نية ــ قصد نفع الغير ــ وينقلب شكر ذلك إلى ضده لتكون أنت المخطئ , طبعا في نظر تلك العقول الناقصة .
ولعل التسجيل في حد ذاته دليل على أن للقضية أبعاد أخرى قد يكون للسياسة والحقد الأعمى فيها دور كبير, كما انه يثبت أن كلام المدعى عليه متحف بالصدق وحسن النية , صادر من قلب عليم بآثار تصرفه متناس لمنصبه ومقامه , في حين أن المردود عليه دعواه يتستر وراء قرائن ضعيفة ــ الاسترجاع ما لغيره ــ تثبت هي الأخرى أن للأمر أبعاد تجاوزت المال والأعمال , خصوصا وان طلب الاسترجاع لم يقدم على أساس الاستحقاق , وإنما على أساس الترجي والتفخيم بالنسب والعلم , ليحلوا لأنفسهم ما يحرمون , لكنهم في المقابل لم يستحضروا هذا الاعتبار ــ المقام ــ عندما قرروا التسجيل في الأصل , و تناسو أنه ليس من الدين والأخلاق في شيئ .
لكن الأخطر من هذا كله أن يكون الإعلام وسيلة توظفه الأجندة السياسية الاعتبارات إديولوجية , ضد رجال الدين واضعة في الاعتبار توجهاتهم السياسية وولاء اتهم الحزبية , وهذه مسألة حقيقة أمرها أنها تشكل خطرا علينا جميعا بما في ذلك وحدتنا الاجتماعية , الآن العالم ــ باعتباره من حماة الدين ــ ينبغي أن يكون فوق كل تلك الاعتبار حتى ولو اخطأ ــ لأنه يثاب على خطئه إذا أجتهد ــ وان لا يكون عرضة لمثل هذه الاتهامات العارية من الحقيقة , بل يجب على الإعلام أن يكون هو الند لمثل هذه الجرائم التي تنتهك مقدسات هذا الدين الحنيف .