جمهوريه المبادرات
حين يغيب مفهوم الوطن الكبير خلف أفق النفاق تضيق دائرة الآمال لدى المواطن البسيط و الأدهى من ذلك و الأمر حين يتم تصديق الشعارات البراقة و الخطبة الرنانة من طرف قمة الهرم.
هكذا بدون تضييق أو تحذير تبدأ الحملة الإنتخابية قبل موعدها و تخرج المبادرات من جحورها و تبدأ بالتكاثر .. تارة و تارة أخرى بالإنقسام الميتوزي من – لم الشمل و رد الجميل إلى المثقفين و الأطر و أسماء المناطق و الجهات و القبائل و نساء داعمات و شيوخ داعمون و شباب بل حتى الأطفال لم يسلموا من عدوى المبادرات فأولئك يرفعون لا فتات التضامن و الوفاء و يرددون معا الأبد و هؤلاء الفنانين و الفنانات الأحياء منهم والأموات … هذا كله من طرف واحد, ليبدأ سباق محموم في الألقاب فهو : المخلص من .. و المنقذ من .. و هو مشجع التنمية و الإقتصاد بعد أن .. و هو صاحب الإنجازات العملاقة و الجبارة وو… وهو الشريف خادم المصحف الشريف … و ساعات من البث الرقمي المباشر تارة و المسجل أخرى و كأنه لا شغل لهذا الوطن و لا خبر فيه غير المبادرات و لم تسلم أي قناة من ذلك غير الرسمية و قد يحسب لها ذلك, ليبدأ مفهوم صحافة “البشمرگة” يظهر من جديد بعد أن إختفى تحت إعادة الهيكلة و حرية الإعلام ردحا من الزمن لتنهار دفاعات الخط التحريري أمام قاذفات الجشع و حب المال و المصالح الضيقة التى تبحث عنها المبادرات نفسها و التي قد تكون هي السبب الرئيس في فشل ما سمي حوارا قبل هستيريا المبادرات و الذي علق عليه المواطن آمالا كثيرة و أنتظره على أحر من الجمر و لم يشهد لحظة فرح أجمل من يوم جلوس الأطراف في قصر المؤتمرات و كانت الجلسة الأولى إيجابية بإعتراف الجميع, لتتلاشى تلك الآمال و يصبح الحوار حوار الطرشان,
فبدل أن يكون الأساس هو الوطن و المواطن – من خلال التركيز على شفافية الإقتراع و نزاهة الإنتخابات ليصل صوت المواطن بحرية إلى من أراد لا إلى من أريد له – كان أجل الإنتخابات هو الأجل الذي قضى على الحوار و كأن المعارضة أحست أن لا ورقة رابحة غير المقاطعة وهو القرار الذي لم تثنيها عنه تنازلات الحكومة.
و بينما يبدأ العد التنازلي للإنتخابات العرجاء يقف المواطن بين مطرقة المشاركة و سندان المقاطعة و كأنه هو الوطن الذي ينتظر العاصفة تمر ليبقى مبتسما شامخا يردد: كم مر من أمثالكم و بقيت.
تحياتي
الشيخ ولد محمد سهيل