قوافل الأقصى….ذودا عن الحمى
لا تستغربوا حدة الحرف في هذا المقال، فلقد كتب تحت ضغط العطش الشديد، من طرف صائم كثير المشاغل، حول أسبوعية إلى يومية، وله اهتمامات متشعبة وحقوق كثيرة متفاقمة، في جو من النشاط والعزيمة ما شاء الله، لا يخلو من ارتفاع الكلفة المعنوية والمادية، خصوصا في جو رمضاني مبارك، جاء في هذه السنة في صيف لا يمكن القول بأنه قائظ أو محدود الحر، لكنه أقرب للوصف الأول، وإن استعملت المبرد في المكاتب في المجمعات بقلب العاصمة مثل عمارة النجاح، لم تسعفك قوة الكهرباء، فتتقطع من حين لآخر، مع تقطعات صوملك العادية، في عالمنا الثالث أو الرابع المتخلف، دون حد أو توقع سقف معين من التخلف والتلاعب بالأمانات.
أجل، سيتأثر الحرف، وسيأتي بلاشك متأثرا بمناخه الصعب، رغم بركة رمضان، وستره لهذا كله، واستيعابه لهذا كله، مع قصد رضوان الرحمان وحده، لا سواه، ومع هذا الاحتساب يقل الضغط وترتخي الأعصاب، بصورة عجيبة لا تأويل لها إلا بركة الصوم والاحتساب، أي طلب رضوان الله وحده، اللهم آمين.
سيأتي هذا الحرف جهاديا، تحت ضغط غزاوي معروف، ولكنه إن شاء الله، سيتحول إلى اهتمام دائم ثابت بإذن الله، في برنامج جريدة “الأقصى” الإعلامي التحريضي، على هذا المخرج الوحيد، الجهاد والاستبسال والاستشهاد في سبيل الله، قصد تحرير الأقصى الأسير وسائر أرض فلسطين، بوجه خاص، وسائر أراضي المسلمين المنتهكة المستلبة، ظلما وعدوانا.
لن يكون نسقا جهاديا “داعشيا” أو”قاعديا”، وإنما ربما سيكون على مذاق إخواني “قسامي”، غير بعيد من مدرسة الإخوان المسلمين وكتائب القسام عند حركة “حماس”، الإرهابية على رأي أمريكا الإرهابية الفاجرة الكافرة السيئة إلى أقصى الحدود، وما أصدق الإيرانيين حين قالوا الشيطان الأكبر، وليغضب الحكم السعودي والإماراتي كذلك، أو بعضهم من متطرفيهم، ضدنا معشر الإخوان.
لا تتحملونا، لأننا إخوان وندعم الربيع العربي وإسقاط العروش على الرؤوس، بشرط أن تكون مضرة بالأمة وبنفسها أيضا-أي هذه العروش-، هذا نبتغي به رضوان الله، ونتعبد به، ويلكم، ارضوا أو اغضبوا…
مالنا عليكم من سبيل الله إنكم تفضلون عروشكم ومصالحكم الضيقة، على مصالح الأمة وضرورة نشر الشورى، ومراجعة سائر الصيغ الاستبدادية، وإن لم يكن اقتلاعها من جذورها، فلماذا لا يكون في الملك المغربي المستبد نموذج ومثال، بفتح الباب لحرية الإعلام ولو نسبيا، ومازال الناس هناك في المغرب يرجون المزيد، حتى عن طريق زوال ملكه، هو نفسه الفاسد، يوما ما، وما هم بمستعجلين -حكمة وروية- ولكنه كان أعقل منكم، معشر الحكام الإماراتيين والسعوديين، لا يجاهر الإخوان بالعداء ولم يجاهرونه، وإن كان كل منهم يدرك أنه نقيض الآخر تقريبا، إلا في الشهادتين وأركان الإسلام، أما ما سوى ذلك من رؤية وموقف حول الموقف من النظام الاستبدادي الجمهوري -الشكلي الفارغ جوهرا الخادع اسما- أو الملكي الوراثي.
فأصحاب النهج الإسلامي السلمي المسالم التغييري، غير المهادنين في الحق يخططون ولو تدريجيا، لنسف كل العروش، ولو على الرؤوس، أو بعد هروب أصحابها وسلامتهم وتوبتهم، وهذا ما يرجوه كل الخيرين، وإلا دفعوا ثمن ماضيهم المقيت وحاضرهم السرطاني الظالم المرعب.
تخلطون عملا صالحا وآخر سيئا، وهذا دأب المسلمين، نعترف لكم بخيركم، ولا يمنعنا ذلك من رفض باطلكم وتكبركم على عباد الله واستغلال السعوديين للكعبة والثروة الباطنية الموجودة ببركتها، والإماراتيين لخيرات سكان تلك الصحراء القاحلة يوما، الغنية حاضرا، فنسوا ما تجاوزوا من فقر مدقع، وأصبح بعضهم مثل المخبر السيء ضاحي خلفان، مدير مخابرات دبي، الذي ساعد في تسليمي ظلما وعدوانا، بعد أن رفضت لعملائه الخدمة مخبرا لديهم، فجاء الإنتقام الصاعق، التسليم اليتيم في تاريخ الأعراب الفساق المعاصرين، تسليم صحفي مظلوم، حولت قضيته من قانون الصحافة إلى القانون الجنائي في موريتانيا، وحكم عليه حكما جائرا في بلده سنة نافذة و300 مليون أوقية، وحول الملف من الفضاء المحلي عبر الانتربول، وعبر جهود وبذل وتضحية المفوض “الكريم الوطني بالفال طبعا المرتشي أيام قضية المخدرات بنواذيبو، هو وصهره محمد عبد الله ولد آده، الذي حمل الرشوة من طرف الشباب المعروفين بالأسماء: (اشبيلو وأصحابه) إلى ولد آده “.
لقد ساهم ولد آده في عملية تسليمي وإكمال مختلف شروطها وملفاتها المطلوبة من طرف الإماراتيين على مدار سنة وأكثر، حيث قدمت إلى دبي يوم الحكم علي في نواكشوط 7-11-2007 ولم أسلم مقيد الحرية من دبي إلى نواكشوط، إلى السجن مباشرة إلا يوم الأحد 30-11-2008، ولم أخرج من السجن إلا بعد خمسة أشهر وثمانية أيام حسوما، إثر العفو الرئاسي الخادع من قبل الأرعن الذي ساهم في كل المراحل تغاضيا ودعما منذ سجني الأول أيام سيدي ختو 24 مايو2007 إلى يوم العفو الرئاسي، الأربعاء 8-5-2009، وكانت محطة يوم الأربعاء غريبة الأطوار، ففيه ولدت في مستشفى أطار في اليوم الأخير من شعبان 22-12-1965 وفيه دخلت السجن أول مرة في حياتي يوما واحدا قبل 25 مايو عيد الوحدة الإفريقية على ما أذكر، وكان ذلك يوم الأربعاء 24- مايو2007، وفيه حوكمت يوم الأربعاء، وعلى الأصح يوم النطق بالحكم يوم الأربعاء 7-11-2007، وفيه أي يوم الأربعاء خرجت من السجن منتصرا معززا صابرا شهما، كأحد جبال “آدرار” الصامدة، لم أتزحزح عن إيماني ورفضي للاهانة، وكان ذلك على يد الطاغية الذي سجنني، فأصدر عفوه الرئاسي يوما واحدا قبل ذهابه إلى أطار، لأنه يعرف مكانة أسرتي هناك، المعروفين بالجذب والجهاد وخصوصية الأمر، رغم مكانتهم الكبيرة في تلك الربوع والديار، تاريخا سابقا وواقعا حاضرا، وأغلبهم، وخصوصا رموزهم الآن لله الحمد في المعارضة.
أقول فعلا خرجت من ذلك السجن البغيض في “دار الجحيم” المسماة “دار النعيم”، تفاؤلا إن شاء الله، يوم الأربعاء أيضا الموافق8-5-2009، وفي هذا اليوم أقول باختصار لقد ساهم ولد آده هذا في قصة الأربعاء، حيث كان سببا رئيسيا في تسليمي، إثر ذكري له بأسلوب عابر عادي بعد وقوع ما نسبت له صدقا وحقا، فانتقم مني ظلما وعدوانا، وما تعرضت إلا لكسبه أيام وظيفته في نواذيبو في إدارة الأمن الجهوية هناك، وفعل ذلك أيضا على “اخلاك” أولياء نعمته اعل وولد بوعماتو ونسي أنني ربما أكون أشعث أغبر، تتجاوزه عيون الخلق وتكلأه عين الرحمن بإذن الله، فما أكثر ما تخطيت من ألغام موجهة بالليزر، لا تكاد تخطئ إن لم أكن صالحا إلا أبناء الصالحين المكلوئين شفقة وإكراما لأعمال آبائهم السابقة الطيبة وبعض اجتهادهم على أن ينحوا نحوهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، ولا أزكي نفسي البتة ولكن التحدث بالنعمة شكر، قال ربنا: “وأما بنعمة ربك فحدث”، نعم سآخذ بتلابيبك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، لقد فعلت ضدي فعلتك عبر كيدك في “الإنتربول” التي نزعت بسببها ملابسي كلها، عاريا ذليلا خائفا أترقب، على نهج جدي موسى، جدي في الحق والصبر على الأذى على الأقل، ونسب التقوى، أهم آصرة عندي في عمق الشعور ، ولن أسمح لك ستموت مهموما مذموما وتبعث على أسوأ حالة إن شاء الله، إن لم تستدر عطفي صراحة، مثل ما فعل ولد أبتي، بطريقة “الكبليوية” غير المباشرة، وقبلتها، ومعك يا ولد آده جماعة المحامين، المتعهدين لصالح ولد بوعماتو في هذا الملف، وعلى رأسهم رأس الحربة الشيخ الماجن المتصابي، ولد اشدو، وولد عمار محمد يحيى المجلسي، القاضي المرتشي، والمحامي الفاشل، والعضو الحالي بالمجلس الدستوري شاهد الزور، وولد صالح يربه، لا رباه الله ولا حفظه، آه، اتصل على قريب لي، أوان بداية الشكوى، وقال شكوت من ابن عمك ولد اعبيدن موكلا من طرف ولد بوعماتو، اتصل على حداي ولد أحمد وقال له هذا، ومعه خامس يعرف نفسه سمحت له، لأنه دافع عن زميلي اليساري الغامض، صاحب الحق، حنفي ولد ادهاه، حفظه الله وهداه، وبدل سيئاته حسنات، فقد كان سندا لي في هذا الأمر، بصورة غير مباشرة ذكية، ولما أن وقفت معه يا ولد ابتي، وبعد أن كاد أن يموت إثر سقطته على رأسه في السجن، إبان إضراب طعامه المرهق، فقد عفوت عنك، ولو لم تنجح في لعبة المحامين القذرة، فذلك مارة خير جديد في مشوارك المثير، حسب رأيي الخاص، تب إلى الله من علاقتك مع بوعماتو ومن كل ما تعرف، ولا يحزننك عدم تمكنك من النقابة فهو مؤشر خير.
وعود على بدء أقول، غضب في الحق وللحق، إثر ضربات غزة، سيدفع لكتابة هذا المقال، إخوانيا انتقاميا قساميا، فلا تكفي المواعظ لحظة سقوط الصواعق والقذائف، المدمرة لكل شيء، والموجهة بدقة فائقة.
ففعلا جدير بدولنا المنتظرة، في ثوب ديمقراطي إسلامي مدني، يجمع جميع مكونات المسرح السياسي في الوطن العربي والإسلامي أن تفرد وزارات وهيئات لإحياء ثقافة الفداء والاستشهاد، ذودا عن الحمى، حمى الله وحرماته بالمعنى الواسع، وخصوصا الأراضي المسلوبة، ومن أهمها أرض فلسطين المحتلة على يد اللوبي الصهيوني الغربي الصليبي الدولي، إلا من رحم ربك من النصارى المسالمين وهم أقلية، من هذه المظلمة المرهقة المؤلمة المدوية.
وزارات لتربية أجيال الفداء والاستشهاد هذه، باسم قوافل الأقصى، والقذف بهم، من حين لآخر في ساحة الوغي، وليس في ساحة الخطابة الفارغة، التي لا تكفي طبعا لردع العدو الخبيث الجريئ على الظلم، والمدجج بالسلاح.
كتائب الأقصى أو قوافله، مثل مسيرة ألف ميل، تبدأ بخطوة واحدة.
1-الخطوة الأولى، هذه القوافل ليست إلا لإرهاب العدو الظالم وليس لإرهاب من سواه من البرءاء، حتى من اليهود أنفسهم، فأولى أصحاب الديانات والنحل الشتى الأخرى.
2-هذا العمل لوجه الله وليس بدافع قومي قاصر ينتهي بانتهاء العاطفة أو يذبل، فالبعد العقائدي، ولو كان فاسدا محرفا، مثل ما نشاهد عند أعدائنا من الصهاينة، أكثر تماسكا وأطول نفسا، فهذا العمل الاستشهادي الإسلامي المقصود به دنيا تحرير الأرض والعرض، وسبيلا ومعبرا وطريقا لرضوان الله.
3-هذا العمل لا وطن له، وإنما هو لجميع أبناء هذه العقيدة الإسلامية، في كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض عليها.
“ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون”.
فلا أمل في دور تحرير لهذه القوافل، إن لم تكن عالمية الانتشار في جميع ربوع العالم، وبخاصة العالم الإسلامي، الحاضنة الطبيعية، لقرابة أكثر من مليار مسلم، من مختلف المشارب لله الحمد والمنة، وهذا مساعد على النصر الوشيك، عنا تندلع الشرارة المباركة بمجرد العزيمة والتنفيذ على الأرض.
فلنعتبر أن هذه القوافل انطلقت بمجرد الحديث عنها، فما بدأت القضايا الكبرى والانجازات العملاقة في تاريخ هذه البشرية الغريبة، إلا عن طريق عزائم الرجال المخلصين، ذوي بعد النظر والهمة، مع عدم الخوف وعدم التردد.
4-نرجو لقوافل الأقصى هذه أن يسدد ها الله إلى مقصدها التحريري النبيل، قبل أن يساعد ولد عبد العزيز الكيان الصهيوني الولوج إلى ساحة الاتحاد الإفريقي كعضو مراقب.
5-ستجدون بيانات قوافل الأقصى ابتداء من اليوم موقعة باسم أبو صلاح، عسى أن يخلفني الابن المسمى صلاح الدين في هذا الأمر الجلل، بمجرد اكتمال وتهيئة الشروط الملائمة للخروج من حيز التحريض الإعلامي، الذي ستمارسه فحسب قوافل الأقصى في المرحلة الأولى، وصولا إلى الفعل الانجازي المباشر، بمجرد نجاح جاد للربيع العربي أو الإسلامي الجديد، في موريتانيا، ليكون فرصة تحول نحو عمل منظم متكامل.
6-إنما نحذر كل الأعداء في الداخل أو الخارج من الوقوف في وجه هذا العمل الإعلامي الجهادي، لأنه محصن ربانيا بسبب الإخلاص إن شاء الله، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
7-شعار قوافل الأقصى “صورة المسجد الأقصى مع الآية: “سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى….”
وسيصدر البيان رقم واحد، ترقبوا جميعا.
وفي الأخير أقول للأعداء في قلب “تلابيب” لقد ضربتم في قلب غزة هاشم، فكان الضرب في قلبي الذي كاد أن ينام عن قضية فلسطين، القضية المركزية للمسلمين والعرب بوجه خاص، فلتحسبوا ألف حساب وحساب، لعواقب اعتداءاتكم المتكررة المتواصلة، وأقلها تحرك صحفي أعزل، بقلم بتار لا يخاف المصادرة، ولا يخاف من العاقبة، إلا ما ينافي المهنية الحقيقية الإسلامية، وليس ما يروج له الغرب من مهنية مغلوطة مقيدة، لا صحافته هو نفسه يتوقفون عندها، أحرى صحافة قوم ظلموا وشردوا وهجروا.
فانتظروا المزيد من المفاجآت، أن يخرج المحرر القادم لفلسطين من أسرة صحفي أعزل، سبق أن جرب الحراب والسجون والحبس الانفرادي، والإهانة المعنوية، بنزع الثوب عن عرض وجب ستره، شرعا وذوقا إنسانيا سليما، فكشفه أصحاب “بطرن” لغيهم وفسقهم، ولكن صبرت لله احتسابا له وحده، ثم أطلقت علي الكلاب المدربة، وإن لم تفتك بي، فهم يدعون أنها عملية تفتيش من بعد دون ضرر، عسى أن لا يكون السجين الجديد الطارئ، يحمل ممنوعات، محظورة الدخول على سجنهم الرهيب، ب”الوثبة”، 60 كلم من أبي ظبي العاصمة، النائمة فوق النفط والتعتيم، الذي دفع البعض إلى ظلم الضعفاء المهاجرين من أوطانهم، تحت ضغط الخوف والظلم، فما أجيروا، لكنهم سلموا وعذبوا معنويا، وحرموا من حق اللجوء السياسي، الذي يعطيه، حتى أعداؤنا من النصارى، الذين يكونون في كثير من الوقت في هذا الزمان، خير من حكامنا العرب، على وجه الخصوص، في باب الحريات والحقوق.
يا عم نتنياهو أو من ينوبه، ستصلك صواريخ قوافل الأقصى في أقل من خمس سنوات بإذن الله، فموريتانيا ليست أرض المليون شاعر فحسب، وإنما مليون مرابط، ففي جزيرة “اتديره” النائمة على شاطئ المحيط الأطلسي، قامت حركة المرابطين التي تولد عنها ما يعرف الجميع من نشاط جهادي إسلامي واسع، وإقامة دول إسلامية، تعاقب عليها الرجال القادة، من الفقهاء والأبطال، من مختلف المشارب العلمية والعسكرية.
واليوم تتجدد العزيمة، ولا يهمنا إلا ما بيننا وبين ربنا، فقد قمنا هذه القومة الربانية لله وحده، قصد التحرير، لأرض فلسطين المباركة، وسائر الأراضي المسلمة المسلوبة، في مشارق الأرض ومغاربها، إن شاء الله.
وما ذلك على الله بعزيز.