صمود الهدنة في غزة وهجوم حاد على نتنياهو في إسرائيل

غزة/القدس (رويترز) – صمدت هدنة مفتوحة في حرب غزة يوم الأربعاء في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لانتقادات حادة في اسرائيل بسبب حرب مكلفة مع النشطاء الفلسطينيين لم تسفر عن منتصر واضح.


وفي شوارع قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس توجه الناس إلى المتاجر والمصارف في محاولة لاستئناف حياتهم الطبيعية بعد سبعة أسابيع من القتال. وعاد الاف فروا من المعارك ولجأوا الى الاقامة في المدارس او مع أقاربهم الى منازلهم لكن البعض لم يجد سوى ركام.

وفي إسرائيل صمتت صفارات الانذار التي تحذر من الصواريخ القادمة من قطاع غزة.

وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي إن إسرائيل وجهت لحماس أقوى ضربة على الإطلاق ورفضت مطالبها للتوصل إلى هدنة. واضاف إن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الهدوء سيطول. ثم هدد نتنياهو حماس قائلا “إذا استأنفت إطلاق النار لن نتهاون حتى مع قطعة صاروخ على أي جزء من اسرائيل. سنرد بعنف أشد من ذي قبل.”

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

لكن معلقين اسرائيليين أبدوا خيبة أملهم إزاء قيادة نتنياهو لأطول جولة قتال بين إسرائيل والفلسطينيين خلال عشر سنوات. وعبر أعضاء في الائتلاف الحاكم الذي يقوده نتنياهو أيضا عن خيبة أمل مماثلة.

وأظهرت استطلاعات رأي إسرائيلية تراجع شعبية نتنياهو بشدة وهو ما أورده تلفزيون القناة العاشرة الاسرائيلية حيث منحه المشاهدون في استطلاع رأي 55 في المئة نزولا من 69 في المئة في بداية الشهر.

وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة يديعوت أحرونوت أكثر الصحف الإسرائيلية مبيعا “بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم إرهابي عشرات الجنود والمدنيين ودمر أسلوب حياتنا اليومية ووضع البلاد في محنة اقتصادية… كنا نتوقع أكثر من اعلان وقف اطلاق النار.

“كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء إلى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه.”

ويقول مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 2139 شخصا معظمهم مدنيون وبينهم أكثر من 490 طفلا قتلوا في قطاع غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة في الثامن من يوليو تموز بهدف معلن هو وقف الهجمات الصاروخية من غزة على اسرائيل.

وقتل 64 جنديا إسرائيليا وستة مدنيين.

ودعا اتفاق وقف اطلاق النار الاخير إلى وقف أعمال القتال لأجل غير مسمى وفتح معابر غزة مع إسرائيل على أن يتفق الفلسطينيون ومصر على الفور وتوسيع المنطقة المخصصة للصيد في مياه البحر المتوسط قبالة القطاع.

وأبدى مسؤول كبير في حماس استعدادا لأن تسيطر قوات أمنية تابعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة الوحدة التي شكلها في يونيو حزيران على المعابر الحدودية.

وقال مسؤولون إنه بمقتضى المرحلة الثانية من الاتفاق والتي ستبدأ بعد شهر ستناقش إسرائيل والفلسطينيون بناء ميناء بحري في غزة واطلاق إسرائيل سراح أسرى حماس في الضفة الغربية وربما مبادلتهم برفات جنديين إسرائيليين يعتقد أنها لدى حماس.

*مزاعم النصر

وفي غزة احتشد عدة آلاف من الفلسطينيين وهم يهللون ويلوحون برايات حماس الخضراء في الوقت الذي أعلن فيه اسماعيل هنية القيادي في الحركة في أول ظهور له منذ بدء الحرب تحقيق النصر على إسرائيل في الحرب الأخيرة.

telechargement-3.jpgوتفاخر هنية بأن كتائب القسام الجناح العسكري لحماس أطلق صواريخ بلغت أعماقا داخل إسرائيل لم تصل إليها من قبل. وعلى أنغام أغنية تتردد في الخلفية وتقول “إضرب..إضرب.. تل ابيب” قال هنية ان النصر هذه المرة أعظم من اي وقت مضى.

وقالت إسرائيل إنها وجهت ضربة لحماس بقتل عدد من قادتها العسكريين وتدمير الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية.

وقال يوسي كوهين مستشار الامن القومي لنتنياهو لراديو الجيش الاسرائيلي “الجناح العسكري لحماس ضرب ضربة شديدة نحن نعرف ذلك بوضوح من خلال معلومات مخابراتية لا لبس فيها.”

لكن إسرائيل ظلت تتعرض لإطلاق الصواريخ المستمر منذ حوالي شهرين وتسبب في نزوح جماعي من بعض المناطق الحدودية وأصبح جزءا من الحياة اليومية لعاصمتها التجارية تل أبيب.

وقال عوزي لانداو الوزير في حكومة نتنياهو وهو من حزب اسرائيل بيتنا في أقصى اليمين لراديو اسرائيل “انهم يحتلفون في غزة.” وقال ان نتائج الحرب بالنسبة لاسرائيل “قاتمة للغاية” لانها لم تحقق الردع الكافي الذي يمنع حماس من مهاجمة اسرائيل مجددا.

وأبدى ناحوم بارنيا أحد أبرز الكتاب في الصحف قلقه “من أنه بدلا من تمهيد الطريق للقضاء على التهديد من غزة فنحن نمهد الطريق للجولة المقبلة في لبنان أو غزة.”

وكتب في صحيفة يديعوت أحرونوت “توقع الإسرائيليون زعيما .. رجل دولة يعرف ما يريد أن يحققه. شخص يتخذ قرارات وينخرط في حوار صادق وحقيقي مع مواطنيه… حصلوا على متحدث متمرس ليس أكثر.”

وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف اليومية إن إسرائيل لم يتحقق لها النصر في صراع أسفر عن “انهيار صناعة السياحة واقتراب الاقتصاد من الركود.”

ولكن اليكس فيشمان مراسل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت دافع عن نتنياهو وكتب “يمكن أن يحسب لرئيس الوزراء ووزير الدفاع أنهما أدركا عدم جدوى هذه المواجهة من اللحظة الأولى وانتهزا كل فرصة ممكنة لوقف اطلاق النار.”

وقدر البنك المركزي الاسرائيلي ان يتسبب الصراع في تراجع معدل النمو المتوقع هذا العام نصف نقطة كاملة.

لكن مع انتظار نتائج الخطوات الدبلوماسية المتوقعة بشأن غزة لم يكن هناك حديث علني بين شركاء نتنياهو في الائتلاف عن اي تحرك لفضه.

وفي مؤشر آخر على تأثير الهدنة خففت مصر الاجراءات المشددة على معبر رفح مع غزة وذكر بيان لبرنامج الاغذية العالمي ان مصر سمحت لامدادات البرنامج التي تحتوي على شحنة من 25 ألف طرد غذائي بدخول القطاع الساحلي للمرة الاولى منذ عام 2007 .

وسمحت اسرائيل بانتظام بدخول شحنات سلع غذائية وانسانية أخرى الى غزة من خلال المعبر عبر حدودها أثناء القتال الاخير أيضا. وذكر موقع للحكومة على الانترنت ان 5359 شاحنة تحمل سلعا عبرت معبر كرم أبو سالم مع غزة منذ الثامن من يوليو تموز وهو اليوم الذي اندلع فيه القتال.

وقالت إسرائيل إنها ستسهل تدفق السلع المدنية والمساعدات الإنسانية والخاصة بالاعمار على القطاع إذا حدث التزام باتفاق وقف إطلاق النار.

لكن كوهين قال “حماس … لن تحصل على ميناء اذا لم تعلن انها ستنزع سلاحها. لن تحصل حتى على مسمار واحد ما لم نتأكد من انه لن يستخدم في تعزيز القوة العسكرية لغزة.”

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى