ماذا لَوْ…؟؟؟ بعض الشعوب تظلم رؤساءها !!!

فى الأسبوع الأخير من عام 1989، وضع الشعب الروماني الأعزل ، إلا من إرادته ورفضه للدكتاتورية، رأس الطاغية ((نيكولاي تشاوسسكو)) ورأس زوجته ((إيلينا)) على المقصلة،فى مشهد انتقامي مروع، واستقبل الرومانيون عاما جديدا أُغيثوا فيه وعصَر منهم العاصرون.

و بعض الشعوب تظلم رؤساءها: إنها تُرغمهم على التحول من خُدَّامٍ لها إلى مخدومين ، و تَقلب علاقتهم بالسلطة والشعب رأسًا على عقِب : من رؤساءِ دولٍ وشعوب إلى دولٍ وشعوبٍ للرؤساء، فيتحولون من طامعين يستجدون الشعوبَ أصواتَها بالوعود والأماني، إلى منبوذين تطاردهم الشعوب بالثورات وتتوعدهم بالتصفية الجسدية.

ومن الذين ظلمتهم شعوبهم رؤساءُ آوَوْا إلى فراشهم ليلاً على أهازيج المدح والثناء، والإشادة بعبقريتهم الفذة ،ورؤيتهم السديدة، وإنجازاتهم الجبارة، وقبل أن يتبينوا الخيط الأبيض من الخيط الأسود من فجر اليوم الموالي تحولت تلك الأهازيج إلى قصائد حُطيئية تلعن أحكامهم البائدة والفاسدة التي أهلكت الحرث والنسل.

أليسَ هذا ظُلْما من بعض الشعوب لرؤساءها؟

ماذا لو كانت تركتهم فى حالهم ((شِياهَ دِيَةٍ)) يربطهم بها عقدُ أن يخدموها بشرف وإخاء وعدل، وأن يتنحوْا – بمحض إرادتهم- متى أحسُّوا فى أنفسهم عجزا- من أي نوع- عن الوفاء بالتزامهم الذي على أساسه مُنِحوا منصب القيادة؟

محزنة ومليئة بالعبر هي المشاهد التي تكررت فى السنوات الأخيرة لقادة تجرجرهم الجماهير الثائرة عليهم، والتي تلاحقهم أينما لجؤوا واختبؤوا.

وظاهرة الإنتقام من الرؤساء وملاحقتهم ورفض إفلاتهم من العقاب ليست حصرا على العرب فقط.
فكلنا نتذكر قضية (( الكسب غير المشروع L’affaire des biens mal acquis)) التي لا تزال تقض مضاجع بعض الرؤساء، وتتخذها جهات غربية وسيلة ضعط عليهم لانتزاع مكاسب سياسية أو اقتصادية فى أية لحظة ، دون إغلاق الملف.

و هذا الدكتاتور (( مانويل نورييغا)) ، الذي حكم ((باناما)) بالنار والحديد ست سنوات، يمثل أمام القضاء الفرنسي بتهمة تبييض أموال حصل عليها من تهريب المخدرات.

ولم يشفع للدكتاتور إقراره بأنه كان فى فترة من حياته عميلا للإستخبارات الأمريكية، ولا كونه استثمر أكثر من مليونيْ يورو فى شراء منازل فخمة فى أرقى أحياء باريس.

وقد تبرأ من الدكتاتور كل مساعديه وداعميه السابقين، وقال خطيبهم فى ملأ من الصحافة وفى يوم مشهود : (( لقد خدعنا جميعا، ولو كنتُ أعلم أنه يتاجر فى المخدرات وتبييض الأموال ما كنتُ دعمتُه…)).

وَنَجِّنَا مِنَ الشُّرُورِ وَ الفِتــَنْ ومِنْ حَوَادِثِ أوَاخِرِ الزَّمَــــنْ

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى