التعليم كوسيلة تمكينية للشباب في مواجهة مشاكـل العصـر: “السيد ولد هاشم
إن النهوض بأوضاع الشباب، وتأمين المساواة فيما بينهم مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحقوق الإنسان، وشرط حيوي لتحقيق العدالة الاجتماعية. ولا ينبغي النظر إليه بوصفه حقوقاً خاصة بفئة دون الاخرى في المجتمع بل التعامل معه بوصفه السبيل الأساسي إلى الرقي من أجل بناء مجتمع عادل، ومتقدم قابل للاستمرار،, بل إن تحقيق المساواة بين فئات المجتمع المختلفة وفتح ابواب التعليم بين كافة شرائحه من اجل التخلص من الامية والجهل الذين تعتبران اساس التبعية التي تدفع المجتمع إلى سقوط في بوتقة التخلف. واتباع الاسلوب الديمقراطي في التعليم من اجل تمكين الشباب والدفع بهم في عجلة التنمية والنهوض بمجتمعاتهم “فالتعليم الاجباري تجهيل اجباري” فعلينا ان نؤكد على ضرورة الديمقراطية في التعليم لانه شرط ضروري لتحقيق الأمن الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع.
وبهــذا لا يمكننا ان نحقق الأهداف التنموية المنشودة بشقيها التحرري والتنموي دون مشاركة فاعلة ومساهمة ايجابية من الشباب، ولكي يتمكن من لعب هذا الدور فهو يحـتاج الى :
أولا: خيارات مقنعة في زمن سريع التغير، خيارات في مجال التعليم الذي يوفر امكانيات للعمل تنسجم وحاجات المجتمع، تجعل من الشباب مشاركا فاعلا في عملية التنمية والبناء، خيارات تراعي الحاجة للانثى والذكر دون تحيز.
ثانيا: الشباب بحاجة إلى برامج تنموية مناسبة تستهدف استئصال التخلف والامية والفقر بمعناه الشمولي ضمن استراتيجية وطنية شمولية.
ثالثا: الشباب بحاجة إلى مؤسسات تعبيرية ذات دلالة شبابية دينامية لا تعاني الخوف والتقوقع او تعمل لمصلحة جهه معينة،.
رابعا: الشباب بحاجة إلى ثقافة مدنية توفر لهم الحصانة وتمكنهم من تحدي الثقافات الدخيلة ” ثقافة العولمة” والاستقواء على الفقر المعولم.
خامسا: الشباب بحاجة إلى مكانة يشاركون من خلالها في صناعة القرار والمشاركة فيه ولا سيما في المؤسسات التعليمية المختلفة.
سادسا: الشباب بحاجة إلى هوية وطنية مستقرة تعزز قيم المواطنة الصالحة والديمقراطية , لانه « لا ثقافة بدون هوية حضارية؛ بدون نتاج فكري نقدي؛ ولا فكر بدون مؤسسات علمية راسخة؛ ولا علم بدون حرية معرفية؛ ولا معرفة ولا تواصل ولا تأثير بدون لغة قومية تستوعب العصر بكل تداعياته».
سابعا: التعليم خيار اساسي ضمن مجموعة الخيارات التي تقاس من خلالها مستويات التنمية البشرية المستدامة، وهنا يتم تناول التعليم ضمن مستويين الاول بناء القدرات، والمستوى الثاني توظيف هذه القدرات التي تم بناؤها.
من خلال هذا يتضح لنا أن نجاح برامج التنمية وضمان استدامتها، وقدرة مجتمعنا على مواجهة التغيرات العالمية في ظل التحولات المعاصرة التي اجتاحتنا والتوؤام معها، مرهون بمشاركة العنصر البشري وكيفيه اعداده وطبيعة تأهيله.
وتعتبر شريحة الشباب بشكل عام عنصراً مهماً في عملية التنمية. وإذا ما أريد لهذا العنصر أن يكون فعالاً فلا بد أن تتوافر له معطيات أساسية تمكنه من المساهمة الإيجابية في حركة التنمية وتوجيهه من خلال تلبية كافة احتياجاته، والتخلص من مجموع المعوقات المجتمعية التي تعيق مسيرته التنموية ومشاركته في أوجهه النشاط العامة