لماذا لا يعود سجناء غوانتانامو الموريتانيين إلى وطنهم؟ / عبد الناصر بيب

بدأ معتقل غوانتانامو في 11/1/2002 ووصل عدد نزلائه انذاك إلى 779 سجين، وبعد مرور أكثر من 13 سنة تبقى منهم حوالي 140 معتقلاً، في البداية كان من بينهم ثلاث موريتانيين هم محمد ولد صلاحي وأحمد ولد عبد العزيز وسيد أمين ولد سيدي محمد الذي أفرج عنه في عام 2009 وعاد إلى نواكشوط، واليوم بقي في هذا السجن المثير للجدل ولد صلاحي وولد عبد العزيز رغم عدم توافر أدلة لإدانتهم وكون أيّاً منهم لم يقدم للمحاكمة طوال هذه الفترة والتي تعرضوا خلالها لشتى أنواع التعذيب والمعاملة اللاإنسانية .

بدأت قصة المهندس محمد ولد صلاحي في 20 نوفمبر 2001 حينما غادر منزل أهله في انواكشوط قبل أن يتفاجأ بمكالمة من المفوض دداهي ليستدرجه لإدارة الأمن ليدخل بعد ذالك معتقل غوانتنامو في أواخر عام 2002، لينقطع اتصاله بأهله حتى يومنا هذا .

أما أحمد ولد عبد العزيز وهو تاجر الكترونيات فقد كان ينشط بين الإمارات العربية المتحدة وباكستان حيث ألقت الاستخبارات الأمريكية القبض عليه في مدينة كراتشي الباكستانية بعد تعاونها مع الاستخبارات الموريتانية التي كانت تداهم منازل أقاربه في موريتانيا بحثًا عن أي معلومات تؤدي إلى مكانه، ومنذ اعتقاله انقطع اتصاله بأهله ولم يصلهم منه سوى رسالة خطية واحدة حذف أغلبها .

طيلة هذه السنوات بذلت دول عديدة كل الجهد للدفاع عن مواطنيها وتحريرهم من غوانتانامو وهو ما أسفر عن عودة مئات المعتقلين إلى أوطانهم، وفي العام الماضي وعلى هامش زيارة محمد ولد عبد العزيز لواشنطن خلال القمة الأمريكية الإفريقية استبشر بعض أهالي المعتقلين خيرًا فيها، لكنها لم تأتي بجديد يُثلِج صدورهم، وقبل هذه الزيارة بفترة كانت صحف أمريكية عدة قد تحدثت عن رفض دول عربية وإفريقية تسلم معتقليها في هذا السجن !!

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

لكن لربما يكون ولد صلاحي وولد عبد العزيز قد إبَتليا لأنهم جاءوا من دولة تعاقبت عليها عددة أنظمة لزمت الصمت ولم تفعل ما يكفي للدفاع عن مواطنيها، ولهذا مازالوا رهن الاعتقال، رغم أن الإدارة الأمريكية أعلنت مراراً وتكرارًا عن استعدادها تسليم بعض السجناء إلى بلدانهم في أفق مسعاها الهادف إلى إغلاق هذا المعتقل سيئ الصيت .

وحسب بعض المعلومات القادمة من السجن تشير إلى أن إطلاق سراح أحمد ولد عبد العزيز ليس سوى مسألة وقت وسيكون مع أول دفعة، لكن مما لاشك فيه هو أن اطلاق سراح ولد عبد العزيز ومحمد ولد صلاحي يتوقف على مقدار الجهد الذي ستبذله الحكومة الموريتانية في الفترة القادمة من أجلهم .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى