شباب تواصل “مستقبل البلد يكتنفه الغموض بسبب السياسات الكارثية التي يتبعها النظام الحالي”
نواكشوط ـ صحفي ـ احتضنت دار الشباب القديمة مساء الثلاثاء 17 مارس 2015 فعاليات مهرجان نظمته المنظمة الشبابية للإصلاح و التنمية (تواصل) تحت عنوان “واقع متأزم مستقبل غامض” و ذلك بحضور جماهير شبابية غفيرة و قادة المنظمات الشبابية المنضوية تحت لواء المنتدى الوطني للديمقراطية و الوحدة و بحضور شخصيات مستقلة و قيادة الحزب برئاسة محمد جميل منصور رئيس الحزب.
وقد افتتح المهرجان بآيات من الذكر الحكيم تناول الكلام بعد ذلك رئيس المنظمة الشبابية يحيى ولد أبو بكر الذى رحب بالحضور جماهيرا وضيوفا و شكرهم على تلبية دعوة المنظمة التي قال إنها “تأتى في خضم أزمة خانقة يعيشها الوطن و تلقى بظلالها على مستقبله الذي بالتأكيد سيكتنفه الغموض بسبب السياسات الكارثية التي يتبعها النظام الحالي في مجالات التعليم و الصحة و التشغيل و كافة مناحي الحياة”.
رئيس المنظمة الشبابية تحدث أيضا عن ما أسماه “انتشار البطالة في صفوف الشباب و ارتفاعها بشكل ملحوظ و عرج على تراجع الحريات و كبت الأصوات المطالبة بالحقوق و الإنصاف ، من ما يولد بيئة تأزم الوضع السياسي و تجعل البلد يدفع ثمن سياسة التأزيم التي يتبعها النظام الحالي”.
أما رئيس المجلس الشبابي للمنظمة الشيخ باي ولد اعليو فقد أكد أن “المنظمة الشبابية تتعاطف مع سكان ولايات الشرق الموريتاني التي تقع ضحية لسمسرة ولد عبد العزيز ومؤامرات اللوبي الحاكم والمتمكن في مفاصل الدولة”، مضيفا “كما نقف مع النضال الشاهد لعمال “اسنيم” وصبرهم، ونتضامن أيضا مع الطلاب المطرودين والمظلومين من قبل النظام الذي اعتبر هذه السنة سنة تعليم فكانت سنة تجهيل، كما نؤكد تضامننا و وقوفنا إلى جانب كل مظلوم و مهمش” .
بدوره شكر نائب رئيس المنظمة الشبابية الدكتور خاصا عبد العزيز الحضور ورحب بهم و تحدث عن خطورة ما أسماه “الأزمة التي يمر بها الوطن و ضرورة ردم الهوة التي تتسع شيئا فشيئا بين مختلف مكونات المجتمع ، كما أكد على أن سياسات النظام الحالي تزيد من أعباء المواطنين و تتطلب وقفة جادة في وجه تلك السياسات التي تعزز الفساد و تهدر ثروات الوطن”.
عضو المكتب التنفيذي للمنظمة عبد الرزاق آن شكر الحضور و حرص على التأكيد على جاهزية شباب تواصل للوقوف في وجه كل السياسات الخاطئة التي تعرض أمن الوطن ووحدته.
النائب زينب بنت التقى أكدت خلال مداخلتها على أن “زيارة ولد عبد العزيز إلى الحوضين تجسد الفساد والاستبداد واللعب على عقول المواطنين البسطاء”، كما أبرقت بالتحية لعمال اسنيم المضربين على نضالهم الشاهد وصبرهم البطولي.. و أكدت أنه لا بد لموريتانيا من أن تسير في الاتجاه الصحيح وذالك بالمفاصلة مع العسكر..ولن يتم ذالك إلا بحكومة انتقالية تجلى هذا القتام الذي يسيطر على المشهد السياسي والاقتصادي.. و يعرض الوطن و استقراره إلى الخطر على حد تعبيرها.
عضو اللجنة التنفيذية للحزب الأستاذ محمد ولد محمد امبارك ندد بالوضع المعيشي الذي يعيشه سكان موريتانيا والوضع التعليمي الذي يعاني منه بشكل خاص “آدوابه” في مشارق ومغارب البلد، وطالب بضرورة تغييره والوقوف في وجهه بقوة.
الأستاذ مصطفى لو عضو مجلس الشورى للحزب تحدث عن ما أسماه “مظاهر الفساد المتعددة التي شهدتها فترة هذا النظام الحالي و جسدتها بشكل أكثر الزيارات الكرنفالية التي تزيد أعباء المواطنين و لا تقدم جديدا يخفف من معاناة سكان تلك المناطق التي تشملها الزيارات الاستعراضية”.
رئيس الحزب الأستاذ محمد جميل منصور بعد أن شكر الجمهور ورحب بالضيوف و هنأ المنظمة الشبابية على الفاعلية و الحضور تحدث عن إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة و المناجم ” اسنيم ” معتبرا أن إضرابهم حق و تجاهلهم جريمة و محاولة التشويش على تحركهم النقابي الجاد المطالب بالإنصاف و المدافع عن الحقوق لن تفلح، لأن الشركة ملك للشعب الموريتاني كله و هي ركيزة من ركائز اقتصاده و عمالها المضربون أصحاب حق من واجب الجميع أن يتضامن معهم حتى حصولهم عليه.
رئيس الحزب تحدث عن الحوار الذي أثير موضوعه خلال الفترة الماضية مؤكدا أن “المنتدى الذي نعتبره كتلة متماسكة تعبر عن آراء المنضمين إليها، لكننا في “تواصل” نعتبر الحوار هو الأسلوب الأفضل للخروج من الأزمة رغم خلافنا مع النظام.. لكن يجب أن يكون حوارا جديا يفضي لتداول سياسي وحل جذري للمشاكل المطروحة”.
و ذكر رئيس الحزب بموقف تواصل من المؤسسة العسكرية مؤكدا أنه يحترم هذه المؤسسة و يعتز بدورها في حماية الوطن و الدفاع عن سيادته، لكن الخطر يكمن دائما في انخراط العسكر في الشأن السياسي من ما يفسد السياسة و الجيش معا، مستشهدا بالحالة المصرية التي أدى فيها اغتصاب الجيش للسلطة إلى ارتكاب جرائم في حق الشعب المصري سجنا و قتلا و تنكيلا على حد تعبيره.
كما أشار رئيس الحزب إلى أن الوضعية الراهنة تتطلب أن يكون الموقف الصريح و الواضح يتمثل في “أن تغيير الدستور هو خط أحمر سواء فيما يتعلق بالمحظورات كفترة المأموريات أو غيرها”، فالأزمة الحالية يقول جميل منصور “تتطلب حوارا يفضى إلى استقرار سياسي و مجتمعي و حين يتحقق ذلك يمكن أن يتم النقاش في أجواء ديمقراطية هادئة عن النظام السياسي الأمثل و الأفضل”.
رئيس الحزب ختم كلمته بالحديث عن ما يرد في بعض و سائل الإعلام من انسحاب أفراد من تواصل، مؤكدا أن “الحزب ليس محصنا ووارد أن ينسحب منه من لم يعد مقتنعا بخطه و يحترم له خياره، لكنه طالب وسائل الإعلام تلك بالحديث عن تلك المجموعات التي تنضم لتواصل و تعزز رصيده الشعبي الذي أظهرت الزيارات الميدانية للحزب في كافة أرجاء الوطن أنه في ازدياد”.