الشباب والعملية التعليمية…ما العلاقة ؟؟؟ / السيد ولد هاشم
التنمية الشاملة هي عملية مجتمعية واعية تشمل الجوانب الروحية والذاتية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية والعلمية والتكنولوجية والسياسية والبشرية وهي أيضا موجهة لايجاد تحولات هيكلية تؤدي الى أطلاق طاقة انتاجية ذاتية يتحقق بموجبها تزايد كبير في الطاقة الانتاجية وذلك من العلاقات الاجتماعية التي تربط بين الجهد والمكافأة وتعميق متطلبات المشاركة وضمان الأمن والاستقرار الفردي والاجتماعي والوطني.
لقد أثبتت مختلف الدراسات الاجتماعية والتربوية على ان مستقبل أي مجتمع أو وطن يكون نابعا من طاقات الشباب والتي تساعد على تنمية المجتمعات وتطويرها وتأهيلها نحو الأفضل معتمدا في ذلك على تشجيع الشباب وابراز قدراتهم في قيادة المواقع والمراكز المتقدمة ، لان مرحلة الشباب وحسب طبيعتها الديناميكية هي في كافة المجالات ..
ان الجامعة كمؤسسة تعليمية وبحثية لها رسالة يضطلع بها عضو هيئة التدريس وهي مرحلة اعداد كوادر مدربة وقادرة على تحمل المسؤولية ونهضة الوطن وخدمة المجتمع. وان المرحلة العمرية لمن يتعلمون في الجامعة هي مرحلة الشباب وهي مرحلة بداية النضج والرغبة في تحقيق الذات عن طريق التحمس للأفكار التي يؤمن بها الشباب ، وهنا تبدو أهمية المرحلة وخطورتها .
من هنا ينبغي الا ننظر الى العملية التعليمية الموريتانية في المدارس والجامعات على أنها مجرد نقل معلومات ومعارف ومحاضرات للطلبة بل يجب أن يمتد دور المؤسسات التعليمية ليشمل الاعداد الجيد للطلبة وتبني فكرة التربية الثقافية ، وتربية الشباب تربية صحيحة تعتمد على منهجيين متكاملين وهما: المثل والأخلاق الحميدة مثل قيم التعاون والتضامن والحوار والصدق والايثار والايجابية والأمانة وغيرها بالاضافة الى معرفة ماهية حقوق الشباب الانسانية الأساسية. ولا يتم ذلك الا من خلال المدرس الذي تتوافر لديه الثقافة الواسعة في كافة المجالات التي يمكن ان ينقلها بدوره الى طلابه بل يشجعهم دائماً على الاطلاع والبحث عن الثقافة في كل مجالاتها ،
ان حسن الاعداد والتأهيل الثقافي للطلبة سيسهم بشكل كبير في تنمية وعي الطالب وفهمه للأمور في كافة مجالات الحياة.
ان مرحلة الشباب هي أهم مرحلة في حياة الانسان لذلك ينبغي ان يستثمرها الشباب ايجابيا في العلم والمعرفة وخدمة الوطن وان يسعوا الى تحقيق طموحهم وأمالهم مع احترام أخلاقهم وهويتهم والانتماء للوطن والوطنية