لقاء الحكومة والمنتدى يثير استياء النظام والمعاهدة

نواكشوط ـ صحراء ميديا ـ انتقد الرئيس الدوري لكتلة المعاهدة من أجل التناوب السلمي ورئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي مسعود ولد بلخير، ما قال إنها محاولة لإقصائه من لقاء مرتقب بين الحكومة الموريتانية والمنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة.

ولد بلخير الذي كان يتحدث مساء اليوم السبت في مهرجان شعبي بدار النعيم، قال إنه كان يفضل عدم الحديث عن الحوار حتى لا يشوش عليه، ولكن اللقاء المرتقب بين الحكومة والمنتدى “أرغمه على الحديث”.

ويشير ولد بلخير إلى لقاء كان من المنتظر أن يجري الخميس الماضي بين وفد من الحكومة وآخر من المنتدى لتسليم وثيقة تضم ممهدات الحوار التي يطالب بها المنتدى، ولكن اللقاء تأجل بسبب خلاف حول مستوى التمثيل في الوفدين.

وقال ولد بلخير إن “حديثهم عن الوفود خلال لقاء تسليم الوثيقة ينم عن نية لمناقشة أو حوار فيما بينهم ويبدوا أنهم نسونا نحن، ومن يريد أن ينسى التحالف وينساني أنا مسعود ولد بلخير، أو ينسى المعاهدة فذلك دليل على أن موريتانيا لا تشغله ولا يريد الحوار ولا الوفاق”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

وشدد ولد بلخير على أن “تسليم الوثيقة لا يحتاج وفوداً من حجم معين”، موضحاً أن أي شخص من المنتدى يمكن أن يسلمها، وأي شخص من الحكومة يمكن أن يتسلمها.

وقال في لهجة حادة: “أخذوا فكرة مبادرتي التي كانت سبب تقاربهم وأرادوا تجاوزي.. هذا ليس لائقاً ولا يمكن أن يحدث أبداً”، على حد تعبيره.

وأضاف ولد بلخير أنه “كان على الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية المكلف بالحوار أن يطلب منا أن نحضر لمناقشة الوثائق التي جاءت من مختلف الأطراف”، قبل أن يقول: “إذا كان الوزير قد فهم أن مبادرتي هي سمسرة بين الأغلبية والمنتدى فهذا فهم خاطئ لأنني لست قواداً”.

وفي سياق حديثه عن الحوار قال ولد بلخير: “إذا لم أكن جزء من الحوار فلماذا أورط نفسي منذ البداية، والحوار الذي طلبته كان حواراً بين الجميع”.

لا مزايدة في المعارضة

ولد بلخير في خطابه المطوّل تحدث عن موقف حزبه من النظام القائم، وعن تقاربه مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز، مشيراً إلى أن هنالك “ألسنة مسممة وأفكار غير نزيهة ترمي مسعود والتحالف بالتخلي عن أهدافهم”.

وأكد ولد بلخير أنه متمسك بنهجه المعارض وأن حزب التحالف هو حزب معارض، قبل أن يقول: “الجميع يعرف بأننا معارضين ونعارض محمد ولد عبد العزيز”.

وأوضح أن “تقاربه مع محمد ولد عبد العزيز ليس لأنه امتلأ فمه أو أعطي له شيء ليسكت عن كلمة الحق، إنما هو تقارب من أجل موريتانيا، ومحمد ولد عبد العزيز سيرحل، وسيرحل من يحكم بعده، كما رحل من كان يحكم قبله”.

ولد بلخير كان يتحدث بانفعال واضح وصل للبكاء في بعض الفقرات، خاصة حين قال: “لا يمكن لأحد أن يزايد علينا في المعارضة والنضال، ولا يمكن أيضاً أن يزايد علينا في طول اللسان والمشاغبة، ولكننا فضلنا لموريتانيا طريقاً ثانياً حتى نخرج بها من 55 عاماً من البؤس والظلم لنبني صرحاً جديداً”.

الدستور الجديد

في سياق رده على المشاكل التي استعرضها بعض المتدخلين قبله، قال ولد بلخير إن “المشاكل المطروحة في البلد لكي تجد حلاً نهائياً لا بد من تغيير الظروف الموجودة”؛ وأضاف: “نحن في ظروف يغيب فيها مفهوم الدولة ولا توجد أرضية مشتركة يتفق عليها الجميع لتسيير البلد، نحن قبائل وشرائح وأشخاص يطمحون لجيوبهم”.

وأضاف ولد بلخير “نحن الآن نسعى لبناء دولة صالحة للبقاء، من خلال وضع دستور يكون صالحاً ويضمن الوحدة ومبادئ الجمهورية، ويخلو من كل ما من شأنه أن يباعد الموريتانيين أو يخالفهم أو لا يضمن وحدتهم”.

وبخصوص ملامح الدستور الجديد قال ولد بلخير: “يجب أن نعمل على وضع دستور يكون الرئيس فيه يدرك أنه محل مساءلة من طرف الشعب وبالإمكان تقديمه للمحاكمة، وبأنه لم يعد بإمكانه أن يقوم بكل ما يحلو له كما يجري الآن وكما كان يحدث في السابق”، قبل أن يضيف: “غير أن حجم تحكم الرئيس وكونه قادر على القيام بما يحلو له وصل إلى مراحل قياسية في عهد ولد عبد العزيز”.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى