قصة البترول الموريتاني بالأرقام (معالجة علمية)

في الوقت الذي تتحدث فيه الحكومة الموريتانية عن شركات أمريكية عملاقة للبترول والغاز، تتحدث الشركة البريطانية Tullow Oil عن سلسلة من الاحباطات المتتالية سببت انخفاض أسهمها وبدأت بدأت تسيئ الى سمعتها في العالم.

هذه الشركة يدير فرعها في موريتانيا كمال ولد محمدو وهو بن عم الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأحد المقربين منه. بدأت قصة البترول الموريتاني في العام 2001 بعد اكتشافات قامت بها لشركات أسترالية وصينية ومن أشهرها بئر شنقيط الذي يبعد 70 كلم عن شواطئ أنواكشوط وقد بدأ استغلاله سنة 2006 وملأ الدنيا حينها وشغل الناس وهوحقل البترول الوحيد الذي يُنتج حتى الآن في موريتانيا حوالي6000 برميل يوميا.

في بداية العام 2005 حصلت شركات أخرى وقعت عقود مع الحكومة الموريتانية لتقاسم الانتاج و حصلت على رخص للتنقيب عن البترول في شمال شرقي البلاد وبالتحديد في منطقة حوض تاودني من بينها الشركة الفرنسية Total التي تقوم بأعمال حفر وتنقيب في مساحة 22394 ميل مربع، وفي رواية على موقع الوزارة الأولى الموريتانية: ”عهدإليها– أي الشركة الفرنسية توتال -التنقيب في مقطعي “7” و”8 ” علي مساحة 58.000 كم مربع منها 80% في ولاية آدراروالباقي في تكانت”.

وشركة اسبانية اسمها Repsol، وشركة صينية China National Petroleum Co. و شركة Woodside Petroleum.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

بعض هذه الشركات غادرت والبعض الآخر انتهت مهمته ورحل أو تم شراؤه من طرف شركة أخرى تستخدم اسما جديدا.

وفي شهر مارس من نفس العام، وزارة مستقلة خاصة بالبترول والطاقة وكان أول وزير لها آنذاك يسمى محمد عالي ولد سيدي محمد وفي نفس العام استوردت موريتانيا 24000 من مشتقات البترول لأن المصفاة لم تكن تعمل.

مازالت موريتانيا تستهلك أقدم مصار الطاقة الموجودة في الطبيعة كفحم الخشب والأخشاب.

حسب تقريرلإدارة الخزانة العامة ومصلحة الحسابات في موريتانيا، فان العائدات التي حصلت عليهاالحكومة الموريتانية هي 6،6 مليون دولارفي شهرديسمبر 2013 من 300000 ثلاثة مائة ألف برميل تم استخراجها من حقل شنقيط ويشمل هذا المبلغ عائدات من شراكة مععدة مستثمرين والضرائب على الفوائد الصناعية والتجارية وعلى ا لرواتب والأجور.

في حين تتناقض المعطيات ونجد في تقرير آخر صادر عن الخزانة العامة أن مداخيل البترول من العام 2007 حتى نهاية شهر يناير مطلع العام 2014 بلغت 107 مليون دولار وقد جمعت في حساب تابع للصندوق الوطني لعائدات المحروقات في وقت تراجع فيه انتاج بئر شنقيط الى 3964 برميل يوميا بدلا من 6370 برميل يوميا في مطلع العام 2013. وفي العام الجاري، باعت السلطات الموريتانية آخرشحنة من النفط المستخرج من حقل شنقيط بلغت 497606.80 برميلاً تم شحنها في 27 من شهر فبرايرالماضي لشركةSARASبسعر 51.232 دولارًأمريكي للبرميل الواحد بسعر 51,2دولارأمريكي للبرميل وذلك أقلبـ 8.98 دولارمن سعرالبرنت في الأسواق العالمية.

وبين تقريرصادر عن الخزينة العامةالموريتانية حول عائدات النفط خلال شهرفبرايرالماضي أن عائدات الدولة الموريتانية من النفط بلغت خلالشهرفبراير2015 مايزيدعلى مليوني دولارأمريكي (2.048.625,63 دولار).

هذا في الوقت الذي تدخل فيه شركات عالمية جديدة للبترول والغاز مع مطلع العام 2015 وبعضها عن طريق ابرام صفقات مع Tullow Oil التي تتربع على كل القطاعات والمساحات في مياه المحيط الموريتانية رغم احباطاتها المتوالية في العام 2014:

في 14 من شهر فبراير 2014، هبطت أسهمها بسبب احباط بئر البترول الذي كانت تعلق عليه كل آمالها لدرجة أنه – حسب تعبيرها – الحق الضرر بسمعتها ونجاحها ولم تعثر على البترول الذي كانت تتوقع بكميات كبيرة.

تكرر الاحباط في 18 من نفس الشهر في بئر آخر في القطاع 7 لم يفضي البحث المضني فيه الى شيء بعد أن وصل الحفر فيه الى عمق 5426 متر ولم يعثر على البترول وبدلا من ذلك عثر على كمية ضئيلة من الغاز الجيد.

وفي 25 من شهر ابريل 2014، تعرضت الشركة لإحباط آخر في البئر العروف باسم Tapendar-1 في القطاع C10 لم يتوصل الى أي شيء وسيتم هجره.. وفي مطلع العام الجاري دخلت الشركات التالية:

شركةSterling Energy وقعت اتفاقية بيع وشراء مع شركة Tullow Oil التي يديرها في موريتانيا – كما أسلفنا – كمال ولد محمدو، وذلك مقابل الحصول على نسبة 40.5% بموجب اتفاقية تقاسم الانتاج في القطاع C-3 البعيد من الشاطئ في مياه المحيط الموريتانية وتم ذلك في 10 من شهر فبراير 2015.

شركة KosmosEnergy أنهت اتفاقية مع شركة Chevron Mauritania Exploration ،وهي شركة فرعية مملوكة بالكامل لشركة Chevron العالمية، وتشمل الاتفاقية المقاطع: C8، C12، و C13البعيدة من الشاطئ في المياه الموريتانية وذلك بتاريخ 4 فبراير 2015.

مازالت Tullow Oil تحتفظ ببعض البيانات والأرقام على واجهة موقعها الإلكتروني الى يومنا هذا وحسب تلك البيانات فإنها تملك 5 رخص ومجال يقدر بــ 38406 كلم مربع وأن انتاجها في الوقت الحالي يتوقف على بئر واحد وأنها كانت تنتج 1200 برميل يوميا في العام 2014، وحصلت على عائدات بـ 35،9 مليون دولار في العام 2014 دائما. نذكر في هذا السياق أن مشروع ”باندا” لاستخراج الطاقة الكهربائية بواسطة الغاز والذي يتحدث عنه ولد عبد العزيز وحكومته كثيرا، كان يعول على شركة TullowOil لتزويده بالغاز وهو ما لم يحصل والشركة تعاني من كثير من المشاكل والاحباط في الوقت الراهن.

وكانت موريتانيا ستستفيد من هذا المشروع ودول أخرى كالسنغال ومالي ويكلف حوالي 170 مليون دولار وتم تمويله بالتشارك مع شركات وطنية مثل SNIM و SOMELEC وشركات أخرى عاملة في البلد مثل Tasiast و MCM وهيئات خارجية كالبنك الدولي و الصندوق العربي للإنماء والبنك الاسلامي للتنمية وقائمة من المؤسسات لا حصر لها… في الوقت الذي يتحدث فيه الرئيس والحكومة عن انتعاش للاقتصاد ومحاربة الفساد، يتم تصنيف موريتانيا الآن على أنها أفقر بلد في المغرب العربي بحيث لا يتجاوز معدل الدخل الفردي 443 دولار و 30% من الشعب يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم، و 69%أخرى منه يعيشون على دولارين في اليوم، ونسبة البطالة بلغت أكثر من 30% حسب التقرير السنوي لمنظمة العمل الدولية.

ـ 28 نوفمبر

– عبد المطلب عبد الودود باحث موريتانى

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى