المؤتمر الدولي الأول للطريقة القادرية البكائية

حصل لي شرف عظيم واعتزاز كبير إذ حضرت افتتاح واختتام المؤتمر الدولي الأول للطريقة القادرية البكائية في شمال وغرب إفريقيا بناء على دعوة كريمة من أحد أحفاد هذا الغوث رحمة الله تعالى عليه وعلى أسلافنا أجمعين.

وقد أخذتٌ حقيقة بمستوى الحضور والمشاركة- أقصد علوه وتميزه طبعا- فقد اعتلت المنبر شخصيات معرفية ربانية مثل العالم الرباني من القطر الجزائري الدكتور محمد بن ابريكه و بعده عالم ورسول مستغيث في الظاهر لكنه في الحقيقة مغيث من دولة غامبيا أشجى الجميع وحرك وجدانهم وقبلهما وبعدهما صاحب براعة الاستهلال وحسن الختام الشاب المبدع المفوه اللوذعي الخلوق ذو الأوصاف النادرة والخلال الجامعة للخير والمبادرات الموفقة وردات الفعل الرصينة أعني ذلك الذي ربط الجميع بالجميع ورأى الجميع ورآه الجميع ورضي عن الجميع وأرضى الجميع والذي لا أشك في أنكم عرفتموه بالإشارة الواصفة قبل العبارة الناطقة محمد بن عابدين بن سيد الأمين إذ قل من يشاركه في تلك الصفات مجتمعة فله مني ألف تهنئة ودعوة ستكون مستجابة بإذن الله أن يديم عليه الصحة وأن يظل كما عرفته –عن بعد وذلك مأسوف عليه- في خدمة العلم والعلماء والصالحين أحياء وأمواتا.

كما لا يفوتني أ ن أنوه ببقية المساهمين والمنظمين المستحقين للشكر جميعا وخاصة رئيسهم السيد سيد باب بن سيد أحمد اللهاه نائب مقاطعة وادان العتيقة التي هي معلمة من معالم العرفان يتباهى بها البلد فقد رأيته يكرم الجميع ويمازح الجميع ويسأل عن الجميع ويٌجلس الجميع في المكان المناسب ويبحث له عن الرفقة الموافقة في الطبع والإدراك فله مني كل تقدير وإجلال.

قديما وقع ما يطلق عليه المجادلة البيزنطية التي تتساءل عن البيضة والدجاجة أو الدجاجة والبيضة أيهما الأصل وهذا الجدل وارد ولم يٌحسم من الناحية النظرية إلى حد الساعة والأدهى أنه استٌهجن-لأسباب عملية لا نظرية- والإشكال نفسه مطروح في ما يتعلق بالتحدي ورفع التحدي-هل نحن نتحدى الحياة أم نرفع تحديها؟- سنقول إن هذا نقاش بيزنطي وإنه علينا من الناحية العملية أن نحقق في الحياة ما نقدر عليه. وتنزيلا لهذه الأطروحة على موضوعنا نتساءل هل هذا المؤتمر مؤتمر تحد أم رفع تحد؟
بلغة (متًكنتيه) سنقول إنه مؤتمرتحد ونستطرد أننا شاهدنا مؤخرا من أنواع العدوان والازدراء مالا عين رأت ولا أذن سمعت أعني في حق العلماء والأتقياء والصلحاء والأئمة في محاريبهم ومحاظرهم وحلقهم وتجاه الكتب في خزاناتها والأولياء في روضاتهم جفاء وحفرا وتنقيبا تآمرا من الجميع رعية وولاة تسخر لذلك البعثات والمنابر والأبواق. ونحن نعلم علم اليقين أن مشايخ الصوفية أنجزوا لصالح هذه الملة من الخير والمكاسب ما لايدانيهم فيه أحد ف…

أقلوا عليهم لا أبا لأبيكمٌ من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا

أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا…الخ

وببساطة لا أعتقد أن أحدا يجهل مكانة دولة السنغال عالميا بالقياس إلى مجاوراتها من دول إفريقيا وأن ذلك ريع وثمرة الدين الإسلامي عليها ولنا أن نتساءل ماهي حقيقة وواقع الدين الإسلامي فيها إذا نزعنا منه الزوايا الصوفية ودورها؟!

نعم هكذا حان لراية التصوف أن تتلوى في الأفق ولله در شباب وضائين وشيوخ وقورين غير مدخري جهد ولا نصيحة لم يزالوا رافعي عقيرتهم لإسماع صوت طالما تأثرت القلوب عند سماعه ذلك هو صوت العالم الرباني والقطب الصمداني الشيخ سيد أحمد البكاي الكنتي الذي نامت عيناه وهما تدمعان من خشية ربهما قبل خمسمائة سنة فشكرا لهم ولنواصل في إذكاء جذوة تلك الأعمال الصالحة.

الأستاذ أحمدو بمب سيد أحمد مسكة

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى