عشر تغريدات

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد نشرت على حسابي في “تويتر” مجموعة من التغريدات بعد إعلان شركة “كوسموس” الأمريكية عن اكتشاف كميات كبيرة من الغاز في بلادنا، ولقد عدتُ إلى هذه التغريدات وأعدتُ صياغتها من جديد، وأضفتُ إليها مجموعة أخرى إلى أن وصلت إلى عشر تغريدات.

(1)

غاز + سمك + حديد + ثروة حيوانية + ذهب + أراضي شاسعة صالحة للزراعة = شعب لا يصل إلى أربعة ملايين ومن أكثر شعوب العالم فقرا !!!
(2)

موريتانيا الدولة “الغازية” + موريتانيا الدولة “السمكية” + موريتانيا الدولة “الحيوانية” + موريتانيا الدولة “المعدنية” + موريتانيا الدولة “الزراعية” = موريتانيا الدولة الفقيرة جدا.

(3)

من حق المئات أو الآلاف من الموريتانيين أن يفرحوا باكتشاف كميات معتبرة من الغاز، ولكن سيبقى من حق الملايين الثلاثة المتبقية أن تؤجل فرحها إلا أن تتأكد بأن هذه الثروة سيتم استغلالها بشكل شفاف، وبأنه سيصلها شيء من عائداتها.

(4)

إن ما علينا أن ننقب عنه فعلا، وأن نفرح باكتشافه هو القائد الصالح والحكومة الراشدة الغير مفسدة، ولو أنا وجدنا مثل ذلك القائد، ومثل تلك الحكومة لتبدل حالنا شيئا كثيرا. فيا أيها الموريتانيون نقبوا عن المواطن الصالح، وعن الموظف الصالح، وعن الوزير الصالح، وعن الرئيس الصالح، وذلك من قبل أن تنقبوا عن أي شيء آخر.

(5)

لو أنا رُزقنا حكومة صالحة غير مفسدة لكان يكفينا للقضاء على الفقر في بلادنا ثروة واحدة من الثروات المتعددة التي نملك, فما نملك من ثروة سمكية كان يكفي لوحده إن رُزقنا بحكومة صالحة، بأن يبدل حياتنا من حال إلى حال، حتى ولو لم نكن نملك معه أي ثروة طبيعية أخرى : لا معادن، لا ثروة حيوانية، ولا أراضي شاسعة صالحة للزراعة.

(6)

ما قلناه عن الثروة السمكية يمكن أن نقوله عن بقية الموارد الطبيعية الأخرى التي نملك، فلو أنا كنا لا نملك إلا الحديد لوحده مع حكومة صالحة لتبدل حالنا من حال إلى حال..نفس الشيء كان سيحصل معنا لو أنا كنا لا نملك إلا الثروة الحيوانية، أو الأراضي الصالحة للزراعة، ولكن مع حكومة صالحة.

(7)

لن يتغير حالنا حتى ولو اكتشفنا المزيد من المعادن، ولن يتغير حالنا حتى ولو ملكنا كل الثروات ما دمنا لم نرزق بحكومة صالحة ومسؤولة وغير فاسدة ..للأسف يبدو أن مثل هذه الحكومة لم يطلنا زمانها بعد.

(8)

ما نملك الآن من ثروات طبيعية كان يكفي لأن يجعلنا نعيش في رخاء، نحن وشعوب المنطقة، لو أنا رزقنا بأنظمة صالحة. مشكلتنا ليست في نقص الثروات الطبيعية التي نملك، بل إنها في سوء التسيير، وفي الفساد، وفي غياب الوطنية.

(9)

لو وُزع ما نملك من ثروات طبيعية على عدد سكان بلادنا لوجدنا بأن معدل ما يملكه المواطن الموريتاني من ثروة طبيعية سيتصدر ما يملكه المواطن في بقية شعوب العالم، ومع ذلك فكثير من الشباب الموريتاني قد هاجر إلى أمريكا، ودول الخليج، وأوروبا، والدول الإفريقية بحثا عن عيش كريم.

(10)

بعد الإعلان عن اكتشاف النفط في عهد “معاوية” فرح الموريتانيون كثيرا، وتوقعوا أن تتبدل حياتهم، وأن يتغير حال بلادهم، وأيقن الشباب بأن البطالة ستختفي..ولكن ما حدث بعد ذلك فهو معروف.. فهل ستكون الليلة كالبارحة؟ ذلك سؤال أترك لكم الإجابة عليه.
حفظ الله موريتانيا..

محمد الأمين ولد الفاضل

elvadel@gmail.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى