مسابقات في الداخل لا تخلو من ريبة
الأخبار الواردة من إجراء مسابقاتنا الوطنية في الداخل صادمة ؛ وتثير فيك زوبعة من الحيرة؛ حيث تتشابك فيها مآرب شخصية مع أهداف وزارية؛فهي غالبا مواسم للإدارات والمفتشين؛ يكتسبون فيها فوائد مادية ؛من خلال تقتير غلافهم المالي الذي رصدت لهم الوزارة لنجاح مهمتهم الوطنية ؛ وهي دليل عند الوزارة على نجاح مهمتها السنوية؛وخاصة في هذه السنة التي يراد لها أن تكون سابقة في عدد ناجحيها؛ وباهرة في عدد متفوقيها؛ وخاصة في المواد العلمية ؛ تماشيا مع رغبة القائد الملهم ؛ والزعيم الفذ. أوّل ما يغشاك من هذه الحيرة مقترح لوائح المراقبين في المسابقات على وزارة التهذيب؛فهو يحفل بمن لا يرغب وسوف يغيب ؛ومن لا يستحق؛ بسبب تفريغه بصفة غير قانونية؛ لتكون له تزكية ضمنية. إنّ الإدارات والمفتشين يعملون دائما على تفخيخ مقترح الرقابة لأغراض شخصية؛ حتى تبقى يدهم طولي في المقترح؛ و باطشة فيه؛ من خلال سلطتهم التقديرية؛ التي تجيز لهم الحذف والإضافة عند الضرورة؛ فيستبقون بعض أفرداها ؛ عسى أن يجد عوضهم مسلكا سهلا إلى الجيوب ؛ويصطفون باقيها من أهل الحظوة والوجاهة ومن لابدّ منه ؛لإعانتهم على سير مهمتهم.
وفي إحدى الولايات؛تنتابك الدهشة والذهول من خبر رؤساء ومراقبين في المسابقات؛ أرسلوا إلى مراكز تقع في وسط نسيجهم الاجتماعي؛مع مراقب واحد لكلّ قاعة ؛ بل تم دمج بعضها؛ مما آل الأمر إلى اكتظاظ؛ يخلّ بأجواء الشفافية والنزاهة؛ وتكافؤ الفرص؛ التي من المفترض أن الكلّ يسعى إليها .
وفي أيام المسابقات شاع استخدام الهواتف الذكية في الداخل ؛ وخاصة في مسابقات ختم الدروس الاعدادية ؛ وشهادة الثانوية؛ مما ساعد على تداول الأسئلة والأجوبة عن طريق (واتساب)؛ فقد كان له دور مشهود؛ وأداء منقطع النظير؛ لخدمة أبناءه الميسورين في تفشي الغش؛ أمّا فوضى الرقابة ؛ والأساتذة الذين راقبوا على موادهم؛وسهولة مواضيع الامتحان؛ فهي دواعي مشروعة تقودك إلى الريبة؛ ونفي البراءة عن ما يحدث؛ بل تجزم أنّ هناك أمرا أبرم بليل؛ لعلّه زيادة نسب الناجحين وبأيّ ثمن ؛ وهذا ينفخ في فرقعة سياسية ؛ لكن ضرره قد يشعل ما بقي من مصداقية لمسابقاتنا الوطنية .
أجراس الصدمة في أروقة السكرتيريا صاخبة في إحدى الولايات ؛ فقد أغرقوها بمديري المدارس الكبرى ؛وقاعات التصحيح انتدبوا لها جلّ من يعمل مع أولائك من المعلمين؛ مما يخيم بظلال من الشك على نزاهة تصحيح أوراق بعض ألتلاميذ؛ فذاك مديرهم يعرف شفرتهم؛ وهذا معلمهم في قاعة التصحيح؛ والشفقة حاصلة؛ والوطنية شبه غائبة؛وسوف تستبدّ بك الريبة؛ إذا كان بعض هؤلاء يدير مدارس حرة .
الاستاذ غالى ولد الصغير