بيان حول المقال المسيء للمقاومة الوطنية
لم تظلم امة أبطالها وشهداءها كما ظلمنا أبطالنا وشهداءنا، فبعد عقود من الإهمال والتجاهل والتنكر لرموز المقاومة الوطنية ولتاريخها الناصع ،ومن الابتعاد عن نهجها والتملص من قيمها والتشكيك في منجزاتها حيث لا نجد في طول البلاد وعرضها نصباً تذكارياً يخلد معاركها ،ولا عيداً وطنياً يذكر بتضحيات رجالها ،ولا كتاباً مدرسياً يحفظ سير قادتها ،وصلنا اليوم إلى مرحلة أصبح فيها التعرض للمقاومة والإساءة لشهدائها والكفر ببطولاتها موضة ثقافية وموجة من اللؤم الغادر والعقوق السافر ركبتها ثلة من أدعياء الفكر و الثقافة المصابين بلوثة عداء لكل ما هو وطني ،وكأنهم يريدون لنا أن نعيش في وطن خال من الأمجاد والبطولات والقضايا الكبرى.
لقد اطلعنا في التيار الوطني التقدمي على المقال الأخير المسيء للمقاومة الوطنية ،حيث حاول كاتبه تلفيق الأحداث وتزييف الوقائع و إنكار الحقائق الثابتة تاريخياً ،ليبرر بذلك استكثاره بل واستنكاره تسمية مطار نواكشوط الجديد بأم التونسي تيمناً وتكريماً لأبطال معركة أم التونسي الخالدة ساعياً إلى التشكيك في نيات المجاهدين تارة ،والى إذكاء النعرات القبلية والجهوية تارة أخرى.
وإننا بهذه المناسبة نناشد أصحاب الضمائر الحية من كتاب وإعلاميين وسياسيين إلى التصدي لهذه الهجمة الشرسة التي تستهدف النيل من ثوابت أمتنا ورموزها وإضعاف مناعتها وحصانتها ،كما ندعو ممثلي الشعب في البرلمان إلى المبادرة لسن تشريع يجرم التطاول على رموز الأمة و مقدساتها بما في ذلك شهداء المقاومة وأبطالها وفي ذات الإطار نطالب الحكومة بما يلي:
1. اعتبار يوم الثاني عشر مايو من كل عام عيداً وطنياً لتخليد ذكرى الشهداء.
2. الاهتمام بتاريخ المقاومة وجمعه و تدوينه و البحث عن مصادره ومظانه ورواته ودمجه في المناهج التربوية الوطنية.
3. إعداد القائمة النهائية التي تتضمن أسماء كافة الشهداء والأبطال الذين شاركوا في الجهاد ضد المستعمر الفرنسي.
4. إقامة صرح تذكاري لكل معركة فوق المكان الذي وقعت فيه.
كما نجدد مطالبنا للحكومة الفرنسية بالاعتذار الفوري للشعب الموريتاني عن جريمة الاستعمار ،والتعويض له عن زهاء ستين سنة من الظلم والاضطهاد ونهب الخيرات أملين أن تتم تسوية هد الملف في إطار العلاقات الطيبة بين البلدين.
المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.
عن اللجنة الإعلامية للتيار الوطني التقدمي
نواكشوط بتاريخ: 10/08/2015