إرهاب سني وإرهاب شيعي بين النتائج والشهرة
المفكر العربي الجزائري أنور مالك غرد بسؤال يقول:
شيعة #إيران هم الذين يبيدون أهل السنة بكل وحشية لكنهم نجحوا في إقناع أغلب المجتمع الدولي أنهم ضحايا إرهاب سني وذلك بفضل من يا ترى؟
أقول له احسنت اخي عندما قلت “شيعة إيران” ولم تطلقها على الشيعة كلهم، ولكن غيرك استاذي يطلق الإرهاب على السنة كلهم، وعلى كل من يخالفهم رأيا او توجها، فانا بنفسي اتهمت بأني “وهابي إرهابي قذر” في وسائل إعلامهم لأني تكلمت عن إرهاب إيران وجريمتها في المجتمع العربي في العراق والخليج.
نعود الى تساؤلك استاذي، لماذا تقوم المليشيات الإيرانية بقتل المدنيين السنة وتهجيرهم وظهر هذا في كل وسائل الإعلام في حالات كثيرة، قد يطال هذا الإرهاب أشخاصا في البصرة وبغداد بل وكل المناطق السنية، وقد يكون ضد قرى ومدن كما حدث في تكريت والفلوجة وغيرها.
اخرها ما رآه العالم بأم العين من حرق وقطع أحدهم بالسيف، ولا حول ولا قوة إلا بالله
وعدم نظر العالم الى هذا انه إرهاب يعود لعدة أسباب:
الأول: هذه الحوادث الإرهابية تقع على مكون واحد من مكونات المجتمع العراقي، وهو المكون السني، فلا يتعداه الى أي أطراف أخرى فلا يحس العالم بالخطر عليه، فهو لا يمس الأزديين ولا المسيحيين ولا الصابئة أو الأكراد او غيرهم، بل هو مركز على المكون السني. ولهذا تتناول وسائل الإعلام هذا على انها حالة إنسانية على أفضل الوجوه وليست تهديدا إرهابيا.
فلم تقم هذه الجماعات الإرهابية الإيرانية بعمليات ضد الاحتلال ولا عمليات انتحارية، بل هي تقتل من يقع بيدها من السنّة وتستعمل المفخخات ضدهم وضد رموزهم، قتل ما يقرب الثلاث ملايين ولا يعرف قاتلهم ولم يجر تحقيق في ذلك.
الثاني: المليشيات الإيرانية ال 53 مليشيا لا تتبنى هذه الأعمال، يهمها النتائج من قتل وتهجير وترحيل وتغيير ديموغرافي في المناطق المطلوب تغيير ديمغرافيتها بعد تفريغها من ساكنيها من السنّة وإحلال سكان شيعة مكانهم، ولم نرى أي بيان لأي مليشيا إيرانية تتبنى أي عملية من عمليات القتل والحرق والتهجير.
الثالث: عندما تفضح هذه العمليات في وسائل الإعلام العالمية والعربية، يخرج قادة المليشيات على الإعلام يصرحون انها عمليات فردية وانهم سيحكمون الرقابة على جماعاتهم وسيحمون المدنيين من هذه التجاوزات التي لا يعرفون من قام بها. فلا يتفاخرون بهذه العمليات بل يريدون نتائجها فقط. ويتبعهم الإعلام الرسمي والمسئولون بأنهم سيقومون بالتحقيق في هذه الجرائم. اسكاتا للعالم ولم نرى أي نتائج.
الرابع: عندما تقوم منظمة إرهابية تتلفع بالسنية بأي عمل تحرص على توثيقه وتتسابق لتبنيه والإقرار به، وهذا إقرار بالجريمة، فتوسم هذه المجموعة بالإرهاب، فهم لم يسكتوا وينفذوا ويستفيدوا من النتائج، بل اعترفوا فخسروا تعاطف العالم مع قضيتهم. وأصبحوا إرهابيين يجب محاربتهم. فإرهاب شيعة إيران يبحث عن النتائج وإرهاب الجماعات الأخرى تبحث عن الشهرة.
الخامس: اعتراف اغبياء الإرهابيين من السنّة بالإرهاب جعل محاربة أي سنّي لا علاقة له بهذه المنظمات الإجرامية وقتله وطرده مقبولة عالميا كحرب على الإرهاب، فحولت المليشيات الإيرانية قتل السنّة المسالمين الى عمليات ضد الإرهاب، ومن يحارب الإرهاب لا يوصف بإرهابي، قد يوصف بانه أفرط في استخدام القوة ولكن ليس إرهابي.
سادسا: كانت وما زالت تحت رعاية النظام الرسمي المسيطر عليه من إيران وبمساندة النظام الرسمي العراقي من محمد بحر العلوم الى الحيدري مرورا بأياد علاوي ونوري المالكي , كلهم أيدوا هذه المليشيات واعطوها غطاء شرعيا, وقادتها وزراء ونواب رئيس ونواب رئيس مجلس وزراء, فكانت تتخفى وراء شرعيته هؤلاء ويسترون عليها ما تفعله من جرائم.
سابعا: اهمال الجامعة العربية والحكومات العربية كلها سواء في المملكة العربية السعودية او مصر او بقية دول الخليج للقضية العراقية، وتسرعها في الاعتراف بمجلس الحكم المحلى الذي أنشأه بريمر قبل الحصول على ضمانات لحقوق كل الطوائف بصورة متساوية وعدم العمل بالمحاصصة التي يعاني منها العراق الآن.
ثامنا: نحن، نعم نحن الإعلاميون العرب فلقد سميّنا جماعات السنّة إرهابيين وسمينا الجماعات الإيرانية بمسمياتها التي أطلقتها على أنفسها ولم نعتها بالإرهابية. ولم نصر على انها إرهابية تقوم بكل ما يجب ان نسميه إرهابا.
لهذه الأسباب نجد ان الإرهاب أصبح لصيق لجماعات تتلفع برداء السنّة ولم نرى أي حديث عن جماعات إيرانية شيعية توصم بالإرهاب بينما هي تستحق ذلك.