هل أصبح ولد عبد العزيز جاهزا لإطلاق سراح بيرام ؟

————————-

نعم، أصبح جاهزا أكثر من أي وقت مضى، فقد وصلت الضغوط الخارجية على النظام ذروتها مع زيارة السفسر الأميريكي لأسرة بيرام بعد المحاكمة. وفي الداخل، جميع المطالبين بالحوار أدرجوا إطلاق سرح بيرام ضمن الممهدات، حيث فرقوا في وثيقتهم بين سجناء الرأي وسجناء السياسة.

ومن الناحية القانونية، جاء تسريع المحاكمة ليجعل بيرام وزملاءه في وضع يمكن الرئيس من استخدام حقه في العفو دون حرج، فالوضع الصحي لبيرام قد يتطلب سفرا إلى إيطاليا أو الولايات المتحدة في صفقة يحتاجها النظام لتهدئة الوضع قليلا في نقاط التوتر على الضفة، وإسكات الأصوات المناهضة لمصادرة الأراضي في شمامة لصالح المشاريع الكبيرة الجالبة للاستثمارات الخليجة.

صفقة يحتاجها بيرام أيضا لالتقاط أنفاسه قليلا، بعد معركة السجن القاسية في ألاك.

توقيعات المستشارين الموالين التي خولت بيرام الترشح لرئاسيات 2014، والأموال التي تحصل عليها لتمويل حملته الانتخابية، جعلتنا لا نبرئه بالكلية من تهمة البراغماتية في السياسة، فيغلب أحيانا مصلحة الحركة التي يتزعمها على مصلحة الشريحة التي يعلن الدفاع عنها، أو مصلحة شخصية على مصلحة الوطن.

كما أننا لا نبرئ ولد عبد العزيز – بالكلية أيضا – من ذات التهمة التي نتهم بها غريمه بيرام، فإنه قد يرى بقائه في السلطة مصلحة وطنية عظيمة، لكنهما في النهاية رجلان يمارسان السياسة، ولا عار أن يتفقا فيخرج هذا من السجن، ويدخل هذا في الحوار.

هكذا ينجح الحوار.

قصة بيرام وعزيز كقصة الفأر مع السلطان والأمير الصغير. يفسد الفأر ويدان ليعفو السلطان وتستمر الإمارة.

(Le petit prince)

11-61.jpg

إذ قال ملك الكوكب للأمير الصغير :

– اريدك تبقى معى لتكون وزيرا للعدل.
– ليس في الكوكب سكان غيرك أيها الملك.
– هنا فأر.
– فأر واحد ؟
– نعم فأر واحد.
– إذا اقترف هذا الفرأ جرما وحكمت أنا عليه ستنتهي الوزارة.
– لا عليك، إن حكمت أنت عليه يا وزير العدل، فسوف أعفو عنه أنا الملك، كي تستمر الوزارة.


سيد احمد ولد مولود

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى