سبع ملاحظات عن التعديل الوزاري الأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم أني لستُ من أولئك الذين يجهدون أنفسهم في البحث عن تفسيرات و تأويلات لمثل هذه التعديلات والترقيعات التي تشهدها الحكومة من حين لآخر، وذلك لاعتقادي بأن تلك التعديلات والترقيعات لا يمكن تفسيرها بعيدا عن “المزاج السامي” لسيادته، وعن تقلبات ذلك المزاج، إلا أني ورغم تلك القناعة، فقد ارتأيتُ أن أشارك في التعليقات التي أثارها تعديل اليوم.
1 ـ لا يمكن القول بأن هذا التعديل له أي علاقة بأداء الوزراء، فإذا كان من الصحيح بأنه قد تمت إقالة وزراء كان أداؤهم سيئا، فإنه من الصحيح أيضا بأنه قد تم الاحتفاظ بوزراء كان أداؤهم أكثر سوءا ..إن أي تعديل حكومي يسلم منه وزير التعليم، ووزير الصحة، ووزير المالية الذي أثار جدلا في الأيام الأخيرة من التجريد من المهام، ويكتفى فيه بتحويل وزيرة الخارجية ووزير الصرف الصحي، ووزيرة البيطرة من وزارة إلى وزارة، لا يمكن أن تكون له علاقة بسوء الأداء..فهؤلاء الوزراء كانوا هم الأسوأ أداءً في حكومة كانت كلها سيئة الأداء.
2 ـ لا يمكن ربط هذا التعديل الوزاري بحوار السابع من سبتمبر، وذلك رغم تزامنهما، فلا الوزراء الذين غادروا، ولا أولئك الذين جاؤوا يمتازون بأي شيء، إيجابيا كان أو سلبيا، يمكن أن نربطه بالحوار القادم.
3 ـ يمكن القول بأن هذا التعديل الوزاري كان في صالح الوزير الأول، وقد عزز من مكانته في صراعه مع الوزير الأمين العام للرئاسة، ولكن ورغم ذلك فإن الرئيس حتى وإن انحاز إلى وزيره الأول في هذا التعديل، إلا أنه مع ذلك قد احتفظ بشيء يسير من المودة مع وزيره الأمين العام للرئاسة، ويكفي أن نعرف بأن الوزيرين المحسوبين للأمين العام الرئاسة (وزير الداخلية و وزير التجهيز) لم يتم التخلص منهما بشكل كامل في هذا التعديل.
4 ـ بعد مرور عقد على الانقلاب على ولد الطايع فقد تم منح وزارة الخارجية لواحد من أولئك الذين كانوا قد شغلوا مناصب ووزارات هامة في عهد ولد الطايع، وهو ما يعني بأنه لا مجال للحديث عن أي قطيعة من أي نوع مع نظام ولد الطايع.. ولعلكم تتذكرون بأن من الأسباب التي تم تقديمها لتبرير الانقلاب على الرئيس السابق هو إعادة الثقة في رموز نظام ولد الطايع ..الطريف في الأمر أن وزارة الخارجية كانت من أهم الوزارات التي تم تعيين أحد رموز نظام ولد الطايع على رأسها في الفترة التي سبقت انقلاب السادس من أغسطس.
5 ـ لا جديد بالنسبة للشباب، وأقصى ما يمكن تقديمه لشباب “لقاء أنتم الأمل” هو أن يتم التكرم عليهم من حين لآخر بمدير مساعد أو بمفوض مساعد ..يمكنكم أن تعلنوا من اليوم حدادا على المجلس الأعلى للشباب الذي كان قد وافاه الأجل المحتوم من قبل أن يتم الإعلان رسميا عن ميلاده.
6 ـ أثبت هذا التعديل، وللمرة الثانية، أن الرئيس عزيز قد يكون أقسى على الوزراء الذين يبالغون في الدفاع عنه، من غيرهم من الوزراء، وتبقى حالة وزير الصحة السابق “ولد حرمه”، وحالة وزير العلاقات مع البرلمان “إيزيدبيه” هي خير دليل على ذلك.
7 ـ يمكن لوزيرة الخارجية وزيرة الثقافة سابقا أن تفشل في قطاع الخارجية، ولكن ذلك لا يمنع من أن تمنح لها البيطرة لتجرب فيها حظها من جديد. ويمكن لوزيرة البيطرة وزيرة التشغيل سابقا أن تفشل في الوزارتين معا فتمنح لها وزارة المرأة لتجرب فيها حظها للمرة الثالثة. ويمكن لوزير المياه أن يفشل في وزارة المياه والصرف الصحي وفي عدد آخر من الوزارات فتمنح له وزارة التجهيز والنقل ليجرب فيها حظه للمرة الخامسة أو السادسة. ويمكن لوزير الصحة أن يفشل فشلا ذريعا في قطاع الصحة فيترك له القطاع ليحقق فيه المزيد من الفشل ..نفس الشيء يمكن أن نقوله عن وزير التعليم وعن بقية الوزراء الفاشلين الذين لم تتم إقالتهم ولا تحويلهم في تعديل اليوم. وفي الأخير فإنه يمكن القول بأنه يمكن للنائب أن يفشل في أن يكون ناطقا باسم مقاطعته التي انتخبته، فيتم تعيينه في تعديل وزاري ناطقا باسم حكومة بكاملها.
حفظ الله موريتانيا..
محمد الأمين ولد الفاضل
elvadel@gmail.com