نشيد اهل الشيخ سيديا/ محمد الأمين محمودي

يسعى البعض ومنذ مدة ليست بالوجيزة الى تغيير النشيد الوطني بل ان بعضهم شرع فعلا في البحث عن كلمات تحل محل قصيدة باب ولد الشيخ سيديا التي فرضت علينا كنشيد وطني حسب مايرى هؤلاء ويذهب بعضهم الى ان الأبيات تجعل المواطن مرهونا لدى مشيخة معينة او حركة دينية بعينها الى آخر ذلك من مسوغات تهدف في النهاية الى تبني مقطوعة شعرية جديدة كرمز لوحدة هذا الشعب تحت سلطة معينة.

وحسب معلوماتي فقد وصل الأمر ببعضهم الى طرح الموضوع للنقاش في جلسات الحوار السيزيفي الذي نظم قبل ايام في قصر المؤتمرات بانواكشوط.

ولأنني احد المعنيين بهذا النشيد او ذاك كغيري من سكان هذه الأرض فأريد ان انبه الى بعض الأمور التي اراها اساسية و التي يجب ان ننطلق منها في كل تصرف يسعى الى تغيير اي من مابات مقدسات لدى البعض وان لم يستشرهم احد حين فرضه اصلا.

اولا النشيد هو قطعة شعرية كتبها صاحبها قبل ميلاد الدولة على شكل ارشاد ووعظ لكافة المسلمين.

ثانيا وربما هي الأهم يجب ان يعلم الجميع ان لا فائدة مادية تجنيها اسرة اهل الشيخ من كون الكلمات اعتبرت نشيدا وطنيا فلا القطعة بيعت ولا هم يبيعون اصلا حسب ما اعلم.

ثالثا بالنظر الى مضمون القطعة وبمعرفتنا لحالنا ومآلنا كشعب وجدنا انه لا شيء يجمعنا ويجنبنا الحروب الى اليوم الا الارشاد الديني فحين يقتل احدنا احدنا سيفكر ذوو الضحية مليار مرة قبل ان يسعوا للقصاص والسبب هو خشيتهم من ان يقتلوا نفسا بغير حق او ان يكونوا ظالمين او ان يكونوا سببا في اندلاع فتنة وحرب ستلقي بهم في جهنم بعد الحساب.

ولعل الكثيرين حين تساءلوا مستغربين سر بقاء هذه الدولة الظالمة لبعض اهلها بعضا ..لعلهم وجدوا في التكوين النفسي للموريتاني بصفة عامة جوابا شافيا فهو تكوين على العفو والمسامحة والسعي بكل السبل للحلول الودية التي لاترهق فيها الأرواح.

رابعا في حجج من يسعون لتغيير النشيد الوطني انه يجب البحث عن نقاط تعرف بالوطن او بأبطاله ومعاركه وهنا مطلق الغباء فكأنهم لم يمروا على سطر من تاريخ البلد اذ في كل معركة خاضتها المقاومة ضد الفرنسيين مات موريتانيون شرفاء وهم يقاتلون الى جانب الفرنسيين، نعم شرفاء وفي اعتقادهم انهم استعانوا بفرنسا ضد الظلمة والظلمة بالنسبة لهؤلاء هم ابطال المقاومة، اما الذين نصفهم نحن بالأبطال فقد قاتلوا ولو لمرة واحدة الى جانب فرنسا ضد آخرين غير اننا لم نمنعهم صفة الأبطال لعلمنا بأنهم اجتهدوا وقبلهم اجتهد كبار العلماء ليخلصوا الى جواز مثل هذا التصرف…لكل اجتهاده وتفسيره لما يقوم به…

انه تاريخ معقد وغريب لكنه مفهوم لمن قرأ وتتبع حجج صناعه. وفي هذه الحالة التي تحدثت عنها .هل يعقل ان نتفق على معركة او بطل او قتال او رمز او جهة لتكون مواضيع لقطعة شعرية نسميها النشيد الوطني…لا اعتقد..وعلى العكس اعتقد ان قمة الذكاء كانت في اللجوء الى المعجم الاسلامي فلغته وتعاليمه هي نقاط الالتقاء التي لاتدع مجالا للاحساس يغمط الحقوق والغبن والتهميش…

دين الاسلام هو مايجمعنا ونتفق حوله ولا يزعج ايا منا الا في بعض التفاصيل التي لم يتطرق اليها الشيخ باب رحمه الله في قطعته الارشادية.

حين جعلت الولايات المتحدة شعارها “نثق في الرب” لم يعترض معترض رغم ان فيها الكفار وعبدة الطبيعة واللاشيء، والسبب هو انهم تجنبوا بذلك الشعار ذكر الشمال والجنوب والحرب بينهما و بحثوا عن القاسم المشترك للأغلبية، تماما كما فعل حكامنا الأول فقد وجدوا ان كل موضوع يثار في البلاد تاريخيا كان او جغرافيا سيذكي النعرات القابلة للاستيقاظ لأتفه سبب ولأبسط اثارة…فكان ان اتفقوا على قصيدة الشيخ باب.

وباختصار سأوجز كلامي في ان الحديث عن ضرورة تغيير النشيد الوطني ترف فكري قديم جديد فنحن مازلنا نبحث عن وطن لنا جميعا يمكن فيه للرجل الأعزل ان يكون رئيسا، يمكن فيه للمستعبد السابق ان يسوس بالعدل من ساسوه بالظلم…مازلنا نبحث عن اناس يبحثون عن العدالة.. نعم فنحن مازلنا نبحث عن الشعب وحين نجده سنبحث فيه عن الثورة وحين تتأتى لنا ساعتها سنناقش الحكم والسلطة وطريقتها وشعار البلد وأخيرا سننظر في النشيد الذي لاشك لن نختلف بشأنه…

وفي الأخير اكرر واذكر بعض الباعة والتجار ان احفاد ومريدي كاتب النشيد لايحصلون على مقابل من الدولة وان امجاد هذه الأسرة قامت على إشعاع علمي وروحي لايمكن ايجازه في كلمات … فدعوا الشيخ في مرقده رحمه الله وارضاه. اما عني كمواطن فسأظل لربي ناصرا وسأنكر المناكرا وسأكون الى جانب الحق ماحييت…لقد امر العلامة الراحل بخير تسابق اليه المستعبدون والزنوج والبيظان والصناع والرعاة والزوايا والمغافرة ونهلوا منه لأنه لهم جميعهم وليس لبعضهم عن الآخر.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى