الكيل بمكيالين تحت قبة البرلمان/الدكتور يعقوب محمد اسقير-جراح أطفال
من مغالطات وزير المالية أمام البرلمان أنه أعتمد في تصريحه إلي الكيل بمكيالين كما يفعل الأمريكان مع القضية الفلسطينية وذلك في عدة مواضع.
أولا: زعم الوزير أنه ليس من المنطقي للطبيب، المطالبة بزيادة راتبه في حين أن من درسه(المعلم والاستاذا) يتقاضي أجرا زهيدا هو الآخر وهذا شيئ نتفهمه! لكن من درس الوزير نفسه والقاضي والحاكم والمستشار؟ اليس هو المعلم والأستاذ نفسه؟
ثانيا: يعتب علينا الوزير مطالبتنا بتحسين ظروف عملنا وزيادة أجورنا ويعتبره غير منطقي نظرا لما يترتب علي ذلك من احتمالات مطالبة قطاعات أخري بالزيادة هي الاخري …..! فلماذا لم يستشعر الوزير وحكومته ذلك عندما قاموا بزيادة رواتب الداخلية والتي هي أكثر وأكبر عبأ علي الدولة من قطاع الصحة؟ لماذا لم يستشعروا ذلك عندما قاموا بزيادة رواتب الخارجية؟ مع العلم ان تنظيف بيتك أولي من تنظيف الرصيف من امامك!
لماذا لم يستشعروا ذلك عندما هموا بزيادة رواتب القضاة واعوان العدل؟ مع العلم أن المواطن المصارع للمرض العضال لا يهتم بقضايا المحاكم!
نحترم تلك القطاعات ونعي أن موظفيهم يستحقون أجورهم ولا نغبطها عليهم……. لكن لماذا تتعنت علينا الحكومة و تنعتنا بغير الواقعيين الانتهازيين عندما نطالب بإنصافنا ومساواتنا بتلك القطاعات والتي تمت زيادة أجورهم بطلبات بسيطة دون أي ضجيج ولا معانات لموظفيها ولا للمواطنين؟
أم أن عمال الداخلية والخارجية والعدل مواطنون من الدرجة الأولى و عمال الصحة والتعليم عمالا من الدرجة الثانية؟ ألسنا نستحق ما يستحقون و………….؟
أليسوا يتمتعون بالعطل المعوضة و الإستفادة من تأخير أوقات الدوام في الأعياد ورمضان ولا نستفيد منها…..؟ أليسوا يبيتون في أحضان أسرهم قريري الاعين ونبيت بين أحضان مرضانا ومشارطنا في مستشفيات وطننا……؟ أليسوا يدرسون في الغالب أربع الي خمس سنين بين أحضان أهلهم وذويهم ودرسنا عشرا عجافا في الغربة بعيدين عن الأهل والأحبة…..؟
ألسنا نتقاسم معهم الأعباء الإجتماعية من تكافل و ديات و هدايا الأقارب والأصدقاء؟ ألسنا نتزاحم معهم في الحوانيت والمجمعات لاقتناء حاجاتنا ونتعامل كلنا بالاوقية أم أنهم يشترون بنقودهمو….ويهدي لنا؟
أم أن الدولة عندما زادت أجور تلك القطاعات كانت في نشوة انستها النظر في عواقب تلك الخطوة وعندما أردنا ذلك كانت يقظة لذلك الخطر…..؟
ثالثا: تمثلت مطالبنا منذ اللحظة الأولي في خمس مطالب فلماذا تطرف الوزير إلي واحدة وهي الاجور؟ ليس ذلك عفويا وإنما من أجل تقزيم قضيتنا ولأن المطالب الاخري يمثل إهمالها في الحاضر من الدولة دليلا علي فشلها في هذا القطاع الحيوي. أليست مجانية الحالات المستعجلة أمرا ملحا وهو المطلب الذي لن يكلف الدولة أكثر من عشرة ملايين أوقية شهريا في المستشفيات الكبري وأقل من خمسة ملايين في المستوصفات والنقاط الصحية؟ أم أن التباهي بالموارد يندب عندما نتكلم عن أسفار المسؤولين وتشييد الطرق واستضافة القمم و…… ويكره بل يحرم أحيانا عندما نطالب به من أجل إنقاذ أرواح مواطنينا أو تحسين ظروف عيشهم؟ أليست الرقابة علي الأدوية مطلب يستحق الخوض فيه معالي الوزير؟ ونحن نفقد افلاذ أكبادنا يوميا نتيجة للتلاعب بهذه المواد السامة…… أم أنكم لا ترون إلا بأنصاف أعينكم؟ اليس من العيب عليكم سيادة الوزير توسيمكم بأنكم من قطعتم مخصصات التكوين المستمر الكادر الطبي وشبه الطبي من الميزانية بحجة أن لا فائدة عائدة منها علي الدولة وتتبجحون أن الموارد موجودة و تنفقون ٤٣ مليارا في الأرصفة قبيل قمة افريقية معلومة النتائج مسبقا؟
أليس مليارا واحدا أو أثنين كفيلين بحل مشاكل الصحة؟ أم أن الصحة في موريتانيا لا تهمكم….. وإنما تهمكم الصحة في فرنسا وتونس والمغرب فهناك ستتداوون أنتم وذويكم وأما المواطن الضعيف فليذهب إلي الجحيم؟ يا هذا إتق الله أنت ومن معك ….وأعلم أنك محاسب علي كل ما تفعل وأنك مسؤول عن كل يتيم او فقير فقد حياته علي ربوع وطننا الحبيب نقصا في الخدمة الصحية أو انعداما لها لسبب تقشفكم تجاه هذا القطاع الحيوي الحساس.
وفي الأخير سأختم بأننا أرباب إبلنا و سندافع عنها وأن للبيت رب سيحميه