قمامات انواذيبو تتحدى المنطقة الحرة / ربورتاج محمد الأمجد ولد محمد الأمين السالم
تشكل القمامة خطرا صحيا وبيئيا كبيرا على سكان المدن والقرى في العديد من الدول وخصوصا في الدول الصناعية التي تعاني من تراكم نفايات ومخلفات المصانع وقد مكن التطور الهائل للصناعة في أوربا وبعض دول آسيا آمريكا اللاتينية من تحويل الكثير من عناصر القمامات ونفاياتها إلى مواد جديدة ( التدووير ) لكن المشكلة أن تلك المواد حين تستهلك تتحول هي الأخرى إلى قمامات ونفايايات إن علاقة الإنسان بالنفايات تشبه إلى حدما علاقة سيزيف بالحجر المشهورالذي عوقب بدوام دحرجته لهذا يبدو اختفاؤهل من حياة الإنسان بصفة نهائية مسألة شبه مستحيلة
ولا يعي الكثيرون أن القمامة خطير ة جدا لاحتواء الكثير من عناصرها على مواد مسببة لأنواع من السرطات وخصوصا سرطان اللكيميا ولمواد تملك قوة تدميرية كبيرة للوسط البيئ ذلك أن تراكم القمامات المنزلية والصناعية دون إدارتها بصفة تؤول إلى التخلص منها بصفة علمية يشكل خطرا على صحة الناس لأنها تسمح بتكاثر البكتيريا والجراثيم والفيروسات والقوارض مما يؤدي إلى تفشي الأوبئة والأمراض لهذا يكون خطر ها قائما مالم يتم عزلها عن الدورة الغذائية للسكان مسيرة الصراع مع القمامات للقضاء عليها أو التخفيف من مخاطرها تتواصل في مختلف دول العالم ومنها تجارب تجدر الاستفادة منها
وتحظى بلادنا بميزتين تسهلان التعامل بإيجابية مع القمامة هما المساحة الكبيرة للبلاد وكون جل قمامات موريتانيا لم تصل بعد درجة النفايات الصناعية وذلك لقلة المصانع والمعامل الكبيرة في البلاد
غير أن ضعف الوعي المدني لدى مواطنينا ومحدودية التجربة التي تملكها مؤسساتنا الإدارية المعنية بالقمامة وهجرة السكان المتسارعة من الأرياف إلى المدن كلها عوامل ضاعفت من كميات القمامات في مدننا الكبيرة وخصوصا انواذيبو وانواكشوط وحالت دون وضع إستراتيجية وطنية لمواجهة الظاهرة
ويقول أغلب من حاورنهم في موضوع القمامة هنا في انواذيبو إن الاستثناء الوحيد الذي تحسنت صورة مدينتهم فيه وتغلبت بنسبة كبيرة على القمامات هو مأمورية القاسم ولد بلالي القصيرة سنة 1996
و منذ أصبحت نظافة مدينة انواذيبو من مسؤولية المنطقة الحرة أصبحت الأسئلة والإشكالات المتعلقة بالموضوع تعني المنطقة الحرة التي تتحداها القمامة اليوم تحديا سافرا
لقد صاحب الإعلان عن إنشاء المنطقة الحرة استبشار اكبيرا وآمال عريضة من طرف الكثير من الموريتانيين ومن طرف عامة سكان انواذيبو بفقرائها وفاعليها الإقتصاديين
وباعتبار أننا لا نستطيع تقويم الحصيلة الاقتصادية للمنطقة الحرة في نجاحاتها أو إخفاقاتها لعدم توفرنا على المعطيات والمعلومات الكافية فآننا سنقتصر على ظاهرة لا تخطئؤهاالعين هذه الأيام في انواذيبو هي ظاهرة القمامات التي تولت المنطقة الحرة مسؤولية تخليص المدينة منها فإذا كانت المعلومات المتعلقة بتكاليف وآليات التخلص من قمامات انواذيبو تحتاج إلى بحث وتحقيق باعتبار أنها تتعلق بمخصصات وشركات نظافة تم التعاقد معها من طرف المنطقة الحرة فإن إخفاق هذه المؤسسة في نظافة عاصمتنا الاقتصادية يبدو واضحا من خلال الوجود المكثف للقمامة في شوارع وأزقة المدينة حيث تجد ها وسط الشارع المعبد في وسط المدينة و أمام الحانوت والبقالة والمؤسسة العمومية
إن الإحاطة بملف نظافة مدينة انواذيبو يحتاج إلى معلومات مازلنا نبحث في متعلقاتها مثل
عدد شركات النظافة ومبالغ العقود التي وقعت معها المنطقة الحرة وآليات الرقابة
وغير ذلك من المعطيات التي تمكن من تحقيق موضوعي ومتوازن في الموضوع الذي هو جزء من تحقيق شامل
نعده عن مدينة انواذيبو