المدير العام لمعهد عبد الله بن ياسين : بالتنمية الفكرية تتصدر الأمم العالم
الفعل البشري (أي فعل ) وهو تنفيذ لفكرة ما .فإذا انطلقنا من هذه المقدمة فإنها ستوصلنا إلى أن رأس المال الثقافي هو الذي ينتج رأس المال الإقتصادي وإذا رجعنا إلى تاريخ الحضارات البشرية في تقدمها وانتكاسها سنجد أن الأفكار الثقافية الخلاقة التي أبدعت الأمم هي التي مكنتها من التقدم والريادة والقوة حتى وصلت درجة فرض النموذج والغلبة كما هي الحال مثلا بالنسبة للحضارة العربية الإسلامية منذ ظهور الإسلام ولغاية سقوط بغداد سنة 1258م وكما هي الحال بالنسبة للحضارة الغربية التي سيطرت على العالم اليوم وملكت أزمة الثقافة والاقتصاد والسياسة.
وقد بدأما يسميه الغربيون عصر الأنوار في أربا بأفكارثقافية بسيطة حيث نشأت صالونات ثقافية يلتقي فيها الكتاب والشعراء والمدرسون . ثم دخلت المؤسسات الثقافية على الخط ضمن مسا ر ثقافي اعترضته صعوبات وعقبات وحكمته فترة زمنية طويلة (قرون) لكن نتائجه العلمية والاقتصادية هيأت أربا للخروج من ظلمات القرون الوسطى .
إن النوادي الثقافية التي تؤسسها الهيآت العمومية والخصوصية يمكن أن تساهم بقوة في الرفع من مستوى التنمية البشرية في البلاد شريطة أن ترتبط برامجها ببرامج ومقررات تلك الهيآت .
نموذج في هذا النطاق أستحضره هو معهد عبد الله بن ياسين بولاية داخلت انواذيبو وهو أحد أربعة معاهد تعليمية جهوية تتبع لوصاية جامعة لعيون الإسلامية.
لقد نظم هذا المعهد قبل أسبوع من الآن حفلا ثقافيا بمناسبة اختتام السنة الدراسية 2019 أشرف عليه المدير العام الفقيه محمد ولد محمد مسعود وبذل فيه الأساتذة والطلاب الجهد النوعي المطلوب فجاء تظاهرة ثقافية متكاملة . احتفالية المعهد المذكور جرت تحت شعار الحديث الشريف : أول ما يوضع في الميزان حسن الخلق وهو شعار شريف يعبر عن علاقة العلم بالإخلاق وأهمية العض بالنواجذ على الأخلاق في عصر العولمة .
في الكلمة الافتتاحية التي ألقى المدير العام للمعهد الفقيه محمد ولد محمد مسعود خلال هذا الحفل أوضح أن الأمم تتصدر العالم بالثقافة مذكرا في نفس الوقت بإنجازات نوعية ومكاسب ثقافية هامة تحققت في البلاد منها طباعة المصحف الشريف وإنشاء إذاعة للقرآ الكريم وتأسيس جامعة لعيون الإسلامية بالإضافة إلى المعاهد الجهوية وقناة المحظرة
كما حرص على تذكير الطلاب بمضاعفة الجهود في الدراسة والتحصيل العلمي و بوسطية الإسلام واعتداله وأولوية وقاية البلد من خطر التطرف أما مدير الدروس بالمعهد السيد موسى ولد محمد المصطفى فقد ألقي بالمناسبة كلمة جمعت بين مشاعر الأسف على الغد الموذن بنهاية السنة الدراسية حيث حتمية الفراق
ومشاعر الأخوة والتقدير لزملائه الأساتذة والشعور بالزهو والفخر لمستوى أداء طلاب المعهد مع ما وشى به مداخلته من شعر جميل
أما منسق العمل الثقافي بالمعهد الأستاذ عبدالله الصوفي فقد أشرف على تنظيم فعاليات الحفل فجاءت متنوعة وغنية في مضامينها حيث شملت مختارات شعرية فصيحة وحسانية في مدح النبي صلى الله عليه وسلم والدفاع عن جنابه الكريم كما تضمنت فقرات خاصة بمسابقا ت الطلاب واسكتشات توجيهية وترفيهية دارت في مجملها حول حث طلاب المعهد على التنافس في الدراسة والتحصيل العلمي إضافة إلى فقرة توزيع الجوائز على المتفوقين من الطلاب وهي الفقرة التي تعتبر ثابتة في مثل هذا النوع من النشاطات.
محمد الأمجد ولد محمد الأمين
