عهد الامل والبناء

09-276.jpgقال تعالى: “فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ ۚ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ۚ وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ ۚ وَكُنَّا فَاعِلِينَ“ صدق الله العظيم.

تميزت الفترة الأخيرة بمناخ عام جيد تفتق عن الآمال كبيرة لدى الجميع، بالرغم من الظروف العامة الصعبة وطنيا وجهويا ودوليا، المتميزة أساسا بتحديات جديدة قديمة، أصبحت هاجسا خطيرا سياسيا وثقافيا واجتماعيا وأمنيا.
وأهم وهذه التحديات القضايا التي تهم الشباب، الذي يمثل النسبة الأكبر والأهم في المجتمع، وله من الإكراهات الضاغطة، ومن التحديات والظروف المتجددة بفعل العولمة والفضاءات المفتوحة، وتوفر وسائل التواصل الاجتماعي، وبحر الانترنت المتلاطم الأمواج، بالاضافة إلى ضعف التكوين والتأهيل وانتشار البطالة… الذي يساهم كثيرا الاستخدام والاستغلال السيء له في انتشار الضياع والانحراف الجريمة المنظمة والمخدرات.
كما أن اللغة التي يتكلمها الشباب حاليا والاهتمامات التي عنده أصبحت بفعل العولمة مختلفة عنها في العقود الماضية، الشيئ الذي يتطلب وضع سياسة حكيمة وشاملة من أجل النهوض به، وتسليحه بالمعرفة وتحضيره وتأطيره لتسلم مسؤولياته غدا، وبث الروح الوطنية فيه والتضحية من أجل الوطن.
كما أن إنشاء هيئة وطنية لدمج الطبقات الهشة والنهوض بها أمر بالغ الأهمية، من اللازم مواكبتها بترقية شاملة للشباب ومحاولة الإسراع بالعودة إلى المدرسة الجمهورية الجامعة، التي تضمن للجميع المساواة في الفرص وتجسد الوحدة الوطنية التي لابد من تمتينها وجعل كل برامج التنمية في خدمتها.
لاشك أن هذه الفرصة التاريخية التي يوفرها المناخ الجديد الذي أشاعته القيادة الجديدة للدولة برئاسة صاحب الفخامة السيد محمد الشيخ الغزواني يجب علينا جميعا دعمها ومواكبتها والسعي من أجل أن تكون بداية إقلاع للدولة في كل المجالات ليحتل وطننا المكانة اللائقة به في مصاف الدول المتقدمة بحول الله تعالى.
ولكم أسوة حسنة بما قال جدنا الشيخ محمد المام رحمه الله تعالى المتوفي سنة 1282 للهجرة (1865م) الذي طالب وعمل من أجل قيام الدولة داعيا، إلى نشر ثقافة الحوار البناء المنطلق من المعرفة وقوة الحجة حيث الحق لا محالة فائز :
جادل بحق ليس يبرح ذابها
حقا كهو أوباطلا قد شابها
وبباطل يبني عليه مجادل
غرفا يجيد بكفه اخرابها
ماضر ان كان القطاة مجادل
في جو مشكلة و كنت عقابها.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى