تمكين الصحافة من الصحافة
تم أمس اقتراح الصحفي محمد محمود ولد أبى المعالى للسلطة العليا للصحافة،لإقراره على رأس إدارة قناة الموريتانية، وقبل ذلك قدم الصحفي محمد الشيخ ولد سيد محمد، بنفس الأسلوب، ليتولى إدارة إذاعة موريتانيا كما عين الصحفي محمد فال ولد عمير على رأس الوكالة الموريتانية للأنباء، وهذه المؤسسات الثلاث هي أبرز مؤسسات الإعلام الرسمي، وقد مكن منها ثلاثة صحفيين،عرفوا بصلتهم الوثيقة بالصحافة المستقلة محمد الشيخ مدير البشرى وla verite ومحمد فال ولد عمير عرفته الصحافة الفرانكفونية، مديرا لجريدة la tribune ومحمد محمود ولد أبى المعالى، عرفته جريدة “أخبار انواكشوط” من يوم نشأتها إلى حين توقفها،كما خبر ملف القاعدة فى المغرب العربي وملف الأزواديين وصراعات الماليين فى الحقبة الأخيرة، مما جعل ولد عبد العزيز يداعبه من حين لآخر فى المؤتمرات الصحفية “أصحابك”، إشارة للقاعدة.
هؤلاء الصحفيون الثلاثة، بغض النظر عن تفاصيل مواقفهم وتجربتهم فى الإعلام الحر، ارتبطوا بمهنة الصحافة الحرة، فانتفعوا من حرية مهنتهم كما تضرروا منها أحيانا وعشقوا التعبير الحر عن الرأي، واليوم سلمت لهم مقاليد الإعلام الرسمي، فى أبرز تجلياته الحالية، وهو اختبار صريح للصحافة، التى امتهنت الحرية الإعلامية، فيما مدى قدرتها على إدارات الإعلام الرسمي، فى مختلف الجوانب، وحسب وجهة نظرى الخاصة، لا أستبعد تطورا معتبرا فى ظل قيادة هؤلاء إذا سلموا من التوجيهات السلبية وحصار الوسائل والإمكانيات.
هؤلاء قوم يصعب أن يتحججوا بالرأي أو بفتح حساب فى فيس بوك، لعقاب أحد زملاءهم، دون وجه حق، كما أنهم حسب سيرتهم المعروفة، لم يأتوا للثراء والتكسب المشبوه، من مؤسسات عرفت ما عرفت من مصاعب ومنعرجات تسيير مثير للاستغراب!.
وقد برئت ذمة الرئيس محمد ولد غزوانى ونظامه من جانب معتبر، من الاهتمام بهذه المؤسسات، حين اختار لها الأمثل فعلا،حسب معرفتى بهؤلاء الزملاء.
فليقبلوا على شأنهم،و ليكتفوا بمخصصاتهم الواضحة المشروعة، وليفسحوا المجال للرأي الآخر، بعدما شهد من تضييق دون أن يمنع ذلك من إتاحة الفرصة كاملة، للجهة الرسمية، للترويج المسؤول عما تدعيه وتراه من إنجازات ومواقف تكريسا لحسن التسيير والتوازن والإصلاح، بإذن الله.