رويدك يا ابن الغزواني سوقك بالقوارير

قيادة المجتمعات المفتوحة امر بعيد من السهولة خاصة حين تفاجئ المجتمع كارثة بحجم كورونا.
لقد تسلمتم قيادة بلادكم منذ اقل من سنة و لما تسيطرو بعد على الاهتزازات التى خلفتها محاولة سلفكم مشاركتكم في تسيير البلاد بالتوازي مع محاولة خصومه تاجيج الصراع بينكما للنيل منه في ظل علاقتكما التي لن يؤثر في صلابتها سعيكم في الاحتراز منه ولا ارادته ان يبقي حاضرا في جميع مفاصل خططكم ..

و قد باغتتكم ازمة كورونا التي توشك ان تقلب العالم راسا علي عقب . فلتكن لكم فيها تجربة موريتانية مميزة كما كانت للبلاد تجربتها الخاصة في ما يسمى بين ظفرين ” الارهاب ” .

باغتتكم و قد اقر وزراؤكم و من دونهم كما اقررتم انتم ان كل القطاعات تعاني فسادا ينسي بعضه بعضا و لما تعيدوا سفينة اي من هذه القطاعات بعد الي السير علي السكة الصحيحة بل ما زلتم تتلمسون الطرق و تتطارحون الافكار .

باغتتكم كارثة يقف العالم المتطور عاجزا امامها رغم دعواه اكتمال اسباب الحياة لديه . و لن تستطيعوا بلوغ واحد علي الالف مما بلغوه طيلة عقود من الزمن ناهيك عن محاولة اللحاق بابسط ما انجزوه .

فاذا كانت الدول القوية تستطيع تشييد و تجهيز مستشفيات في ظروف قياسية في اقل من اسبوع و هي التى تملك كل ذلك بين يديها فكيف يسوغ لكم المخذلون محاولات من هذا القبيل ؟.

ان بلدا يفضل مثقفوه و قادة الراي فيه .. تلمس اهواء من في السلطة للعزف علي اوتارها ..

ان بلدا لا يستنكف ابناؤه مهما كانت اوضاعهم عن التغنى بامجاد الحاكم و الرقص على انغام ظلمه و لو كانوا في غنى عن ذلك و ليسوا مظنة له ..

ان بلدا مرد اهله على النفاق : فالتلميذ و الطالب و العامل اليدوي الذين لا يرجون تعيينا و الشيخ الكبير المتكئ علي فراش الموت و الفقيه الذي يضرب ضربا مبرحا ليمنع من الوقوف بين يدي سلطان متهم بصفة الخدن لزوجات رعيته و العلامة الذي يقيم الدنيا و لا يقعدها من اجل تعيين ابنه ….

ان بلدا هذه اشرف اوصاف قادة رايه يستحق منكم الشفقة بعد ان عدمها في من كان يظن منهم ذلك ..

لقد سرحتم المدارس احترازا من تفشي المرض وحستا فعلتم و اعلنتم حظر التجول و اغلقتم الاماكن مظنة التجمع …ضمن حزمة من الاجراءات تمشيا مع الخطة العالمية لمحاصرة الوباء …

لكن النتائج كانت عكسية : وجد الصغار الوقت الكافي للجولان بين المنازل وملا الساحات و ظلت الاسواق تعج بالمتبضعين و تعززت حركة النقل لتعيد خلط السكان و ظلت حتى مراكز الاستشفاء محلات للتجمهر بكثافة لافتة .

اتخذت الاجراءات و اجهضها تدنى الوعي و قلة نزاهة و جدية القائمين عليها : فهم بين مستهزئ لمعرفته بعدم نجاعة الخطة و متهكم قصد تحييد الخطط عن مساراتها ليتمكن من الاستفادة منها شخصيا …

ان الذى لا يتمارى فيه اثنان هو ان قوة المناعة وحدها هي المعول عليها طبيا في مكافحة هذا المرض . و لم ينفع الدول المتقدمة تجهيزاتها الطبية بعد ان لجات اليها .

ان انجع خطة في امكانكم القيام بها , و هي واجبكم اصلا , تقتصر علي تامين اقوات الناس و اطرهم على الحق و العدل بينهم و منعهم من ان يقدموا مريضا على صحيح و غير ذلك مما نص عليه الشرع و الزم به او رغب فيه .

امنوا للناس اقواتهم ليلزموا محالهم و يكفوا عن توزيع احتمالات المرض بواسطة سعيهم الدائب لتحصيل اقواتهم اليومية .

و عندما تسيرون في هذ الطريق سترضون شعبكم و يرضي الله عنكم و تؤدون واجبكم و الا تفعلوه تكن فتنة في الارض و فساد كبير و نهب و صفقات مشبوهة .
انني في الميدان و اعيش ما حجب عنكم واعي هشاشة المجتمع الذي تسوسون فرويدك يا ابن الغزواني سوقك بالقوارير .

الا هل بلغت اللهم فاشهد .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى