شرح أبيات مريم منت أحمد بزيد (رحمة الله عليها)

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم النبيئين وعلى آله وصحابته أجمعين.

(ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) الآية 180 الأعراف.

وبعد : علينا من الرحمن سور مدور 0 وسور من الجبار ليس يسور

وسور من السيع المثاني وراءه 0 ويا حي ياقيوم والله أكبر

سأحاول ان أقدم ما فهمت من معين هذين البيتين الذي لا ينضب وذلك لتنبيه أولي العلم إلى ضرورة شرح الأبيات وتحقيقها وأرجو منهم أن يصححوا الخطأ ويصوبوا الفهم وأن يكملوا التقص؛ والله المستعان؛ وعليه توكلت وإليه أنبت؛ ولاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الابيات من قطعة للسيدة الصالحة مريم منت احمد بزيد (عزر تمغرت) الولي الشهير رحمة الله وبركاته علينا و عليهم. (عاشت في القرن 11الهجري) ليست علميا امراة بسيطة؛ ويظهر ذلك جليا من خلال لغة الابيات وأسلوبها السهل الممتنع ومضمونها العميق وبحرها وإيقاعه الجميل.

فقد بدأت تدريجيا :

1 – بطلبها لسور الرحمة المحكم الإغلاق أولا من الرحمن وما يتضمنه من حلاوة الإيمان بالله تبارك وتعالى والتلذذ بمناجاته و اظهار شدة الافتقار إلى رحمته الواسعة وما يحمله هذا الاسم من اللطف والعطف والرأفة والسكينة وجلب كل المنافع والتمتع بما لذ وطاب من النعم الظاهرة والباطنة.

2 – وبما أن التمتع بالنعم ينغصه أدنى شعور بالخوف من الشر والمكروه يأتي السور الثاني سور المنعة ودفع الشرور الظاهرة والباطنة والضر الذي (لا يسور) كناية عن شدة تحصينه لما بداخله من كل جهة؛ وقد اكتسب هذا السور كل صفات المنعة والقوة والتحصين من اسم الجبار جل جلاله ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ولذلك كان هذا السور صارفا لكل أسباب الخوف وأنواعه؛ جالبا لطمأنينة القلوب وراحة النفوس؛ وعندها يحلو التمتع بالنعم.

لكن النعم لا بد لها من قيد وإلا تفلتت وانقلبت إلى ضدها؛ وقيدها شكرها وهو صرفها فيما يرضي الله تبارك وتعالى؛ الشيء الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

3- ولذلك جاء طلب السور الثالث (وسور من السبع المثاني): أي الفاتحة وهي الواقية؛ وهي أم القرآن وقد اشتملت على تلخيص لكل ما جاء به القرآن العظيم لذلك فإن التحصين بها يشمل مع أمور كثيرة ما يلي:

أولا- الوقاية من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا التي قد تؤدي إلى سلب النعم التي تحققت بالسورين الاولين ( والعياذ بالله).

-ثانبا- يشمل أيضا طلب الهداية والتوفيق للعمل بالقرآن والثبات على الصراط المستقيم طيلة حياتنا فتسأله باسمه (الحي) الذي لا يموت وباسمه (قيوم) السماوات والارض وما بينهما حتى يأتي الطلب مع ما يناسبه من اسماء الله الحسنى (يا حي يا قيوم) المتفرد بالحياة الأبدية والذي لا قيوم للكون سواه سبحانه وتعالى: يسر لنا القرآن العظيم (االسبع المثاني) حتى نعيش عالمين عاملين بالقرآن حفظا وأداء وترتيلا وقياما به وتدبرا له وإقامة لحدوده وتطبيقا لأحكامه ولا يحصل هذا إلا بسور من عناية الله واصطفائه لعبيده المؤمنين المخلصين. فنسألك يا حي يا قيوم بالسبع المثاني أن تحيينا الحياة الطيبة التي وعدت بها عبادك المؤمنين إذ قلت وقولك الحق: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مومن فلنحيينه حيواة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الآية 97 سورة النحل.

كل هذا باختصارهو: حسن الخاتمة وجميل العاقبة وصلاح الدنيا والآخرة.

4- ثم تختم البيت الثاني بالثناء على الله عز وجل بقولها (الله أكبر):

وهو تعبير عن عجزنا عن ادراك صفات الله سبحانه وتعالى علو كبيرا وعجزنا كذلك عن بلوغ الوصف بالثناء بالجميل الواجب علينا في حق الله تبارك وتعالى فتحقيقا لتعبيرنا عن علوه وعظمته وكبريائه جل جلاله وتقدست أسماؤه نفول:( الله أكبر).

ومن تأمل اختيارها لأسماء الله الحسنى المذكورة عند الدعاء بها: ( الرحمن والجبار والحي والقيوم والله) كلا في ما يناسب معناه لا يخفى عليه علو كعبها في علوم وخصائص ومعاني أسماء الله الحسنى وصفاته العلى جل جلاله وهي من اشرف العلوم لأن العلوم تشرف بشرف معلومها.

والله جل جلاله وتقدست أسماءه ولا إله غيره أسال التوفيق والقبول.

كتبه محمد الديباج

به يريد نيل كل حاج.

بتاريخ: 4 رجب 1441.هجرية

من موقع انتالفة

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى