إبتسام يحيى تتحدث عن وضعية مرضى السرطان في موريتانيا

 

نشرت الصحفية ابتسام يحيى فيديو  على صفحتها على الفيسبوك عن معاناتها هي وباقي محاربي السرطان في الوطن شفاهم الله

وتحدثت إبتسام عن مرض السرطان وتعامل الدولة معه  :

وهذه ترجمة نصية رفقة الفيديو قالت إبتسام “عدت إلى الوطن لأنه ليس لدي إمكانيات إكمال الدواء لأنني لا أقدر على البقاء في الخارج حتى أتلقى العلاج بالأشعة وما إلى ذلك. فعدت. لما أتيت، حقيقة، نسيت ما بي. نسيت. بسبب ما أراه بأمي عيني يوميا على مدار 24 ساعة. هناك حالات كثيرة قد بدؤوا تلقي العلاج بعد يوم، يومين، ثلاث، أربعة أيام… هاهو الجهاز يتوقف. هكذا قيل لهم.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

تصوروا دولة… دولة قد إنتشر فيها هذا المرض “بكم هائل” ليس بها سوى مستشفى واحد [لعلاج هذا المرض]. مستشفى وحيد به جهاز واحد. ليس هناك جهاز إحتياطي. لأن العلاج بالأشعة لا ينبغي أن يتوقف. يجب مواصلة الاشعة حتى إكمال الجلسات. وإلا سيكون الضرر أكبر من النفع. هنا أشخاص عولجوا طيلة سبعة أيام ثم قيل لهم :”إذهبوا حتى يتم إصلاح الجهاز. والجهاز لا يعمل. وهنا لك أشخاص إن لم يعالجوا بالأشعة فسوف ينمو المرض إلى منطقة أخرى.

هذا المرض ليس كتلك الأمراض التي يمكن أن يقال للمصاب بها “إذهب. استرح ونم حتى يوم آخر أو…” هذا المرض يجب متابعة العلاج للمريض يوميا. عليه مواصلة العلاج. هناك صراع مع الوقت. حفظكنا الله وإياكم. هناك شيئ يقال له عامل الوقت. يجب العلاج بصفة كاملة كما ينبغي دون انقطاع، دون خلل ولا تقصير، ولا أي طارئ.

لا يمكن أن نظل ساكتين. مركز الأونكولوجيا في أمس الحاجة إلى لفتة من الدولة. الأونكولوجيا تلتصق به… من يريد أن يرى… او يظنني أحدث كذبا، فليذهب إلى مركز الأونكولوجيا لير بأم عينه مايجري هناك.

العلاج الكميميائي له طبيبان د. جدو و د. صو. جزاهما الله خيرا. فعلا، لا يناما، بالدوام ليلاً نهارا يقوما بعملهما. أما الأورام فهناك جميلة وشخص آخر… لست أدري. أنا شخصيا رأيت د. جميلة منت بوكه. هناك طبيب آخر معها، لا أعرفه. لم أكن من قبل على علم بهذا. لكني الآن أعرف كل هذا. أبعدكم الله عن معرفة كل هذا. من خلال إطلاعي على هذا الأمر، صار من واجبي إبلاغكم به.

أنا أعيش هذا الأمر . أصبح على عاتقي. من واجبي أن أساعد الناس على الأقل.

أنا الآن أتحدث عن الأشعة. أحتاج إليها لنفسي. فلم أجدها. الجهاز عاطل. إذهبوا، خذوا قسطا من الراحة في دياركم حتى يتم إصلاح الجهاز. هناك من بدؤوا بحصص الأشعة. رأيتهم يبكون مرددين : “لا يمكن أن تتوقف حصص الأشعة”.

هذا المرض ينتشر في غضون أسبوع، أسبوعين… الجهاز يمكن أن يتم إصلاحه، غدا، بعد غد، أو لايتم إصلاحه أبدا.

لماذا رجال الأعمال في بلدنا لا يكون لكل منهم جهاز ؟ يمكن لكل واحد منهم ان يسميه بإسمه، فهو صدقة جارية. لماذا ؟

لماذا يتجاهلوا واقع مركز الأونكولوجيا ؟ هل لأنهم ليسوا بحاجة إليه ؟ أو ليسوا مهتمين ؟ لماذا ؟

لماذا لو ذهبت إلى تونس، ترى الأجهزة و شيميو والأدوية. أما هنا فلا تجد شيئا.

لماذا السنغال لديها أجهزة ونحن ليس لدينا أجهزة ؟ بسبب الفقر ام ماذا ؟

التعليم زيرو، يمكن أن نصبر. لنغض الطرف عن كل شيئ يمكننا الصبر عليه. بما في ذلك مستوى المعيشة.

لكن هذا العلاج، هذا الدواء، كيف لنا أن نصبر ؟ كيف ؟ خاصة هذا النوع من الأمراض، كيف لنا أن نصبر ؟
هذا مرض خطير.

من المسلمات أن السرطان هو مرض العصر. ا تكمن خطورته في كونه السرطان. بل تكمن خطورته في سرعة انتشاره. السرطان، أنا أعرفه، أعيشه. أنا كإنسانة، لدي قليل من الوعي الثقافي، لدي قليل من الإيمان.

أعرف أنه مرض لا شفاء له. لما قيل لنا سوف نعالجكم بالشيميو، عرفنا أنه مرض بدون دواء. العلاج بالشيميو يشبه التجارب على الفأر. يمكن أن تشفيك الشيميو كما يمكن أن لا تشفيك. الشيميو ليست دواء. هي عبارة عن مركب كيميائي لمعالجة الشيئ.

في حال تقبله الجسم وتقبله ذلك الشيئ، فسيموت ذلك الشيئ، أي الخلية الداخلة على الجسم. إن لم يتقبله الجسم فسوف يتفاقم ذلك الشيئ هناك اكثر فأكثر. لما يتم إدخال مادة في الجسم لمكافحة الشيئ الآخر ستكون أكثر ضررا من تلك التي كانت موجودة في الجسم. فهو علاج متبع، ومتابع من طرف منظمة الصحة الدولية ولا يمكن انقطاعه. ليس هزلا.

لا تأخير في حقن الشيميو. هذا أمر معروف. على عكس الراديو. الراديو يمكن أن تتأخر قليلا. الراديو عاطلة في مركز الأونكولوجيا منذ شهر تقريبا. أجريت لي عملية منذ شهرين. علي ان أعالج بالأشعة. لست وحدي. هناك كثيرون يحتاجون إلى الأشعة. بعضهم في مرحلة متأخرة وبعضهم في الدرجة الرابعة وبعضهم في الدرجة الخامسة. وبعضهم… وبعضهم…

لدى بعضهم بدأ المرض ينمو في منطقة معينة وعليهم تلقي العلاج بالأشعة لوقف هذا النمو. إنهم في المرحلة الأولى أو الثانية تقريبا. لم يعالجوا بسرعة فانتقل المرض إلى مرحلة أخرى جديدة. ماذا نفعل ؟

انا، مثلا، يمكن أن أجمع [مالا] أو أبيع دار أهلي أو…. أذهب إلى الخارج أتعالج أو أجد شخصا يساعدني فيرفعني إلى الخارج للعلاج بالأشعة. أما الآخرون ؟ ماذا يفعلوا ؟

هناك من ليس لديه حتى ثمن أجرة التاكسي. أجرة التاكسي و لغمة عيش ما يقتات به لتقوية جسمه، من أجل كسب المناعة. من المعروف أن مرضى السرطان يحتاجون إلى تغذية خاصة لتعزيز مناعتهم. ماذا يفعلوا ؟

لماذا رجال الأعمال يتجاهلوا واقع موريتانيا ؟ كما تتجاهله الفاشيونيستات الاتي يعرضن أنفسهن طيلة الليل كله.

لا يتحدثون عن مرضى السرطان ؟ لماذا لاتذكر حالة هؤلاء ؟

لماذا لا تزوروا مركز الأونكولوجيا ؟ لماذا لا تزوروا المستشفيات ؟ لماذا لا يحاول أحد تغيير هذا الواقع التعيس ؟

لماذا لا يتكلم وزير الصحة ؟ لماذا لا يزور وزير الصحة المستشفيات أسبوعيا لإنقاذ ولو روح واحدة. ومن احيى نفسا فكأنما أحيى الناس جميعا. لماذا ؟

أوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية وإلى الجهات المعنية وإلى الناس كافة، أوجهها بوصفي إنسانة مصابة بالسرطان. أعاني منه، أعيش واقعه وأحس بألمه. اتكلم عن شيء أنا أحس به. لا أعظم شيئا على الله تبارك وتعالى. أشهد الله تبارك وتعالى وأشهد ملائكته المقربين واشهد عباده الصالحين وأشهد أمة محمد بأنني أحمد الله وأشكره. أنا الآن مستاءة، لست مستاءة بسسب وضعي الخاص، إنما أنا مستاءة بسبب حال بعض المرضى، لما رأيتهم إلتوت كبدي. شعرت بأنني لست شيئا إطلاقا. هناك من واقعه مزري إلى درجة لا تتخيلوها أبدا. يا ناس موريتانيا بها كثير لا يطاق ولا صبر عليه. يمكن صبر كل شيئ. إلا المرض. المرض لا صبر عليه. أخت أو أخ أو أب، هو السند للأسرة، ينتزعه هذا المرض. في رمشة عين ينتزعه. إنه صراع مع الوقت. الإصابة بالسرطان تعني الصراع مع الوقت. كل يوم يحسب من حياته. دواء معين يجب تناوله. حقن كيميائية لا يمكن أن تتأخر. المرضى يعرفون ذلك كما يعرفه من يعيش مع المرضى”.

لوكالة صحفي

محمد ولد أكاه

زر الذهاب إلى الأعلى