موريتانيا تحت ضغوط الترحيل: أزمة مهاجرين تلهب الدبلوماسية الإفريقية

لا تزال قضية الهجرة تحتل صدارة اهتمامات الصحافة الناطقة بالفرنسية في موريتانيا، مع تركيزٍ خاص على تبعات عمليات الترحيل الواسعة التي تستهدف مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
في هذا السياق، سلّطت تقارير إعلامية الضوء على مركز الصليب الأحمر في مدينة “روصو” السنغالية، الذي يعاني من اكتظاظ بسبب تدفق مئات المُهاجرين المُرحّلين من موريتانيا يومياً، بينهم مواطنون من السنغال ونيجيريا وسيراليون وغينيا كوناكري وغينيا بيساو.
من جانبها، كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن حملة الترحيل الموريتانية الأخيرة، التي تأتي تحت ضغط الاتحاد الأوروبي للحد من الهجرة غير النظامية؛ ونشرت شهادات صادمة لمرحّلين عانوا من ظروف قاسية خلال رحلة الطرد.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة، شهدت نواكشوط زيارات دبلوماسية مكثفة من وفود سنغالية ومالية وغامبية، ناقشت مع السلطات الموريتانية سبل إدارة ملف الترحيل وتعزيز التعاون المشترك؛ كما طرح القنصل السنغالي في نواذيبو فكرة إدارة عمليات الترحيل عبر آلية مُشتركة وتمويل مخصص لضمان معاملة إنسانية للمُهاجرين.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد تصاعدت الاحتجاجات الرسمية، حيث أدانت مالي بشكل قوي ما وصفته بـ”الانتهاكات الصارخة” بحق مواطنيها خلال الاعتقال والترحيل، مُطالبة موريتانيا بوقف “الممارسات العنيفة” فوراً. جاء ذلك بعد زيارة عاجلة لوزير خارجية مالي إلى نواكشوط، أسفرت عن اتفاقٍ ثنائي لتهدئة التوترات.
هذا الوضع أثار جدلا واسعا حول التوازن بين ضغوط الشركاء الأوروبيين وضرورة حماية حقوق المهاجرين، في ظل اتهاماتٍ متزايدة لموريتانيا بـ”التنكيل” بمواطني دول الجوار الإفريقي ضمن سياستها الجديدة لمراقبة الحدود.