التنمية البشرية …علم العصر

إن علوم التنمية البشرية أصبحت تأخذ مكانتها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وبدأ الاهتمام بها يتزايد يوما بعد يوم لما لها من تأثير إيجابي على سلوك الإنسان ككائن كوني يتأثر بمن حوله ويؤثر في من حوله وتمكنه من الغوص في عالمه الداخلي و التعرف على مكامنه وتزوده بتقنيات وقواعد ليتصالح مع ذاته وليتخلص من عوائده السلبية ويرفع من مردود يته وجعله إنسانا ناجحا في نواحي حياته الاجتماعية والاقتصادية والثقافية سواء في دائرته القريبة كالأسرة والجيران والأصدقاء والمجتمع ودائرته البعيدة وطنيا وعالميا ويعرفها غاندي بأنها “تنمية الناس بالناس وللناس ” بمعنى أن الإنسان غاية ووسيلة في آن واحد ويعرفها بعض علمائها:” التنمية البشرية هي الفرق بين الوضع الراهن و الوضع المأمول ” بمعنى أنك اليوم في هذه النقطة “أ” وتسعى وتحلم في القريب العاجل أو المتوسط أو البعيد أي أن تكون في النقطة “ب” بأن تكون في وضعية أحسن وهذا لن يتأتى إلا ب:
– تغيير قناعات

– توسيع إدراكات

– تفعيل طاقات

ومن علوم التنمية البشرية : علم البرمجة اللغوية العصبية – علم الطاقة – علم العلاج بخط الزمن – علم التنويم الإيحائي ويبقى أكثرها شيوعا وتداولا هو علم البرمجة اللغوية العصبية والذي ظهر في سنة 1975 على يد العالمين الأمريكيين د.جون جريندر أستاذ مساعد اللغويات وريتشارد باندلر أستاذ علم النفس والرياضيات والقصة بسيطة ومختصرها أن هذين الأستاذين تأثرا ببحوث لعلم النمذجة وطرحا السؤال الجوهري الأتي : لماذا أقلية ناجحة في العالم وأكثرية فاشلة؟ فبدراستهم للسلوك الباطني والخارجي واعتمادهم في بحوثهم على هذه النماذج الناجحة في المجتمع أسسو لعلم سموه “البرمجة اللغوية العصبية ” والتي تعني هندسة النفس البشرية أو صناعة النجاح أو التخلص من العوائق النفسية فالبرمجة: تعني القدرة على اكتشاف واستخدام البرامج العقلية المخزنة في عقولنا والتي نستخدمها في اتصالنا بأنفسنا أو بالآخرين بدون وعي منا فنستطيع الآن أن نستخدم لغة العقل للوصول إلى نتائج أفضل واللغوية تعني قدراتنا على استخدام اللغة الملفوظة وغير الملفوظة للكشف عن أساليب تفكيرنا واعتقادنا والعصبية تشير إلى جهازنا العصبي (الحواس الخمس) التي نرى ونسمع ونحس ونتذوق ونشم بها.

وبالتالي فعلم البرمجة اللغوية العصبية هـــو فـــن وعلم الوصول بالإنسان لدرجة الامتياز البشري والتي بها يستطيع أن يحقق أهدافه ويرفع دائما من مستوى حياته.

ومن مصادر البرمجة التي تمت برمجة أي واحد منا وفقها إما عن طريق الوالدين أو المدرسة أو الأصدقاء أو الإعلام أو أنت نفسك فالإنسان مثل الكومبيوتر نشتريه خاوي الوفاض ولا يستطيع أن يعمل لوحده لذا توجب علينا شراء نظام لتشغيل الكومبيوتر وبرنامج تشغيل هو ذاته البرمجة التي خضعنا لها في مراحل العمر خصوصا مرحلة الطفولة والمراهقة والتي برمجنا من أقرب الناس إلينا إما الوالدين أو المدرسة أو الأصدقاء أو الإعلام فنظام تشغيلنا لا بد أن نخضعه للمراقبة وللصيانة سبحان الله العظيم وهنا أستحضر قول الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ) سورة الرعد. لأنك لن تؤثر في غيرك إن لم تؤثر في نفسك وهذه إحدى قواعد ومبادئ البرمجة اللغوية العصبية و قول المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه”‏‏‏ بمعنى أن الإنسان يولد صفحة بيضاء من يكتب عليها أي تتم برمجته وفق تلك الكتابة بمعنى أن علم البرمجة يمكن من إعادة برمجة الإنسان برمجة صحيحة بإذن الله وتوفيقه.

يتبع….

ذ.عبد الله بارك الله

مدرب تنمية بشرية

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى