السيسي وأمريكا والإرهاب .. في زمن”الإرهاب هو الحل..!”

منذ خرجت مصر العظيمة، أرض الكنانة، إلى الشوارع والميادين الكبرى ـ التي لا تظهر على شاشة “الجزيرة” العدوية ـ في 30 يونيو للمطالبة بانتخابات عاجلة حول نظام الإخوان “المسلمين” والأرض تميد بالمغالطات والتلفيق وتزيف الحقائق.. حول ما يجري وما جرى وما رافق هذا “الربيع” الموتور من وقائع لم يوفق أصحابها في محاولاتهم الكثيرة الهروب من جحيم أخطائها الكبيرة والتكفير عن الذنب والتخلص من الارتهان لمصدر الصعود ومبرر الوجود العضد الغربي الصهيوني..

فحتى في آخر لحظات مرسي في الحكم لا يزال رئيس الإخوان متمسكا بالشيخة أمريكا .. وتبعاتها..!

يمكن القول إن الرجل لم يطق فقدان هذا المنصب، مثل ما لم يحسن التمسك به.. ولكن هل سينكر الإخوان أن أمريكا هي الراعي الأول ل”ربيع اليأس” والداعم الأكبر لصعودهم مقابل تغيير ملامح السياسية الأممية في المنطقة؟ وهل يمكن إغفال حقيقة كهذه في زمن الكشف عن المستور وسقوط الأقنعة..؟

ببساطة لا أريد لهؤلاء القوم التمادي في الكذب على الناس واستغلال عواطفهم في شهر رمضان المعظّم. إن الله تبارك وتعالى يتصف بالعدل وهو جل وعلى لا تخفى عليه خافية، فكيف يجرؤ المتشدقون والمتنطعون على إفساد دين الناس بالدعوة للباطل !؟ هذا هو السؤال الذي أريد طرحه على كل من له صلة بالعلم.. وهو مربط الفرس ..

فلا بد للأجيال أن تعرف كم قطع المتنطعون أشواطا كبيرة على طريق تحريف الكلم عن مواضعه وإلباس الحق بالباطل.. ولها أن تحكم على من يحكم بقوة أمريكا ويمد يديه للسماء “يدعو يا رب يا رب” فلعمري هو ليس بأفضل حالا من الذي “مأكله حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام” فأنى يستجاب له ؟!!..

وعلى نفس الطريقة يدجن الشباب وتستغل المساجد لمثل تلك الدعوات “المكاء”، ويغيب العدو الحقيقي الأمم الغرب المتصهين وربيبته دويلة الكيان الصهيوني، وتفتعل الخصومات الإثنية والطائفية ويظهر القوم على حقيقتهم متماهين إلى حد التكامل مع مشروع التجزئة ومع كل مخططات تفتيت الأمة وحتى الدول.. فحين قال وزير الدفاع المصري إنه يريد من الشعب التفويض له في مكافحة الإرهاب بدا الجماعة وكأنهم هم الإرهاب فأشعلوا فتيل القتل والاقتتال أو هكذا روجوا في إعلامهم المنحاز والأغرب لأمريكا وإسرائيل، فليس هناك وسيلة إعلامية عربية تعترف بوجود الكيان الصهيوني “إسرائيل” إلا “الجزيرة” وإعلام الإخوان! ولم يسجل التاريخ أن حركة خنعت لإملاءات الاستعمارية وخصوصا أمريكا والدول العميلة لها أكثر من الإخوان!

ومع ذلك لا يجد الجماعة مانعا من الحديث عن العلمانية ومشاريع “اليهود والنصارى” هكذا ذهب الحياء من الناس كما يقال.. من كان ولم يزل حليف الصهيوني بيرنار ليفي ؟ ومن كان ولم يزل حليف السفارات الأمريكية في كل الأقطار العربية؟

لنعرف أكثر حقيقة هذا الشيء “المقدس” والذي يدعو له المتنطعون في المساجد التي أصبح في الغالب “ضرارا”، علينا الكف عن الحديث عن مصر وتونس التي تشهد الاغتيالات والتصفيات وليبيا التي يحكمها عملاء الناتو والعراق التي يحكمها حزب الدعوة والصحوات الدينية. والوقوف عند حدودنا القريبة لكي نجلي الرين عن عقول الناس وننير دروب ركبان الربيع الموتور في قطرنا، في حديث من أحديث الإطار التي هي أكثر شيء يعشقه إخوان موريتانيا، قال جميل منصور إنه ضد التعامل بالعنصرية في كيهيدي، ولكي نضع القارئ البعيد في الصورة الحقيقة، فإن مدينة كيهيدي عاصمة ولاية غورغول جنوبي موريتانيا شهدت مؤخرا شجارا بين امرأة زنجية وتاجر عربي تطور بفعل عقلية المجتمع إلى شجار بين أسرتي المتشاجرين ولكن المشكل حل بالوسائل العادية ولم يؤدي إلى أي تبعات جنائية ولله الحمد. ولكن إخوان موريتانيا ونتيجة ولعهم الشديد بانهيار الدولة التي لفظتهم، ولم يستطيعوا لحد الساعة إقناع المجتمع الموريتاني السني الأصيلة بمنهجهم، لذلك يصدق فيهم قول الشاعر:

إذا لم يكن للمرء في دولة امرئ… نصيب ولا حظـّ تمنى زوالـــــها..

فهم يدعمون كل دعوة لضرب وحدة وتماسك هذا المجتمع، عم مع “نجدة العبيد” رغم دعوات المنظمات الحقوقية المعنية العلنية لمواجهة “الإرهاب” بارقص والغناء..!!.. وللتذكير فالإرهاب هو نوع واحد في نظر أصحاب تلك الرؤية.. وهم مع “إيرا” وهم منظروها الفقهيين .. رغم الخلافات الكبيرة إلا أنهم يعلون على هذا الدور كثيرا فلم يستطيعوا استذكار “الأمر بالمعروف” في تلك الحالات المشهودة… وهم مع “لا تلمس جنسيتي” لأنها تصب في نفس الاتجاه.. وهو مهندسو
“مبادرة لمعلمين” وهم شريحة صنائعي في المجتمع، أصبحت اليوم هناك مبادرة لهم تقول إن لهم هوية خاصة بهم وتعرفهم بطرق بدائية على مقاس عقليات المهندسين لهذه الفكرة.. وهم محرضون لكل من سعى في خراب هذا البلد لا يهمهم إلا أن تنهار المنظوم المجتمعية في البلاد لكي يجدوا سبيلا إلى خلقية ميليشيا دينية .. هم لا يؤمنون بالدولة …

فعندما تفكر في أن هؤلاء يستحوذون على بع المساجد في العاصمة ويسخرونها لكل ما هو شاذ، يؤذنون قبل الوقت، أي قبل الأذان المركزي في المسجد الجامع ويقولون أنهم لا يعتدون بشيء في هذه الدولة، أليس هذا خروج على الجماع، أليس هو مسلك من مسالك الإرهاب؟!.. يقيمون القنوت في كل مسجد لهم أو جمعية خيرية “بسمة وأمل ” مثلا، فأتذكر أنني ذات مساء كنت عند ملتقى “مادرير” وذهب مع صديقي للصلاة في عند خيمة “بسمة وأمل” المذكورة فإذا مجموعة من شباب “تواصل” يصلون المغرب ويختمونه بالقنوت بدعاء ـ مكاء – “للمجاهدين” في سورية، هكذا حتى الفرائض صارت غرضا دعائيا للإخوان..!

هذه بعض من مسالك الإخوان في بلادنا وهي تعطي الانطباع عن سهولة انحياز أترابهم في مصر للإرهاب بعد أن خذلتهم أمريكا، أو لم تأتي بأساطيلها وتحملهم على ظهور الدبابات لتضعهم في منطقة عسكرية تابعة لها مثل المنطقة الخضراء في بغداد، فيكون حكاما بقيادة أمريكا، بتلك الطريقة فقط يمكن أن يحكموا ولا يحدث ضجيج لكن أمريكا لن تغزوا مصر لعيونهم على الأقل اليوم عندما شغلها الشاغل تمرغ أنفها في العراق المجاهد..

فليعرفوا أن لمصر الحق في مكافحة الإرهاب، كما قال وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي، وليس هناك من خيار سواء أن يكونوا مصريين ينبذون الإرهاب كما نبذهم كل المصريين أو يحملوا شعارهم الجديد “الإرهاب هو الحل” … فتحدث الاغتيالات مثلما حدث في تونس وليبيا ومصر.. وعندها سيعرف العامل كيف يتعامل مع هذه المعادلة: السيسي وأمريكا والإرهاب .. في زمن”الإرهاب هو الحل..!”

سيدي ولد محمد فال